6 - 6 إستراتيجيات تخطيط الطاقة Strategies Of Capacity Planning  

في إستراتيجيات الطاقة يتم تحديد كمية الطاقة الحالية، والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية من الطاقة، واختيار الطرائق البديلة لبناء الطاقة. يلعب التنبؤ بالطلب دوراً حاسماً في إستراتيجية الطاقة، وأن أحد الأدوات المفيدة في أجراء التنبؤ بالطلب على المنتوج هي دورة حياة المنتوج التي نُوقشت في الفصل الرابع. أذ يمكن الحصول على التنبؤ بالطلب الإجمالي من خلال تجميع تقديرات الطلب المرتبطة بكل مرحلة من مراحل دورات حياة المنتجات التي تنتجها الشركة وتقدمها إلى السوق (أنظر الشكل 4-3 في الفصل الرابع). أن الطاقة مُعبر عنها بموارد الإنتاج تحتاج إلى تغيير، بتغير المرحلة التي يمر بها المنتوج، عليه فأن تخطيط الطاقة يجب أن يتم في ضوء مزيج المنتوج المُتنبأ به، وبضوء التأثير الكلي لمراحل حياة المنتوج المختلفة في الاحتياجات المطلوبة من طاقة المورد . أن إضافة طاقة جديدة من خلال إضافة مصانع ومعدات جديدة يتطلب عادة استثمارات كبيرة وأفق زمني طويل. وطالما تُتخذ قرارات إضافة طاقة جديدة، فأنه لا يمكن إلغاء مفعولها أو تغييرها أو عکسها بسهولة . 

ولأجل تطوير خطة طويلة الأمد، يجب على الشركة إن تجري مفاضلة اقتصادية بين كلفة الطاقة، وكلفة الفرصة التي لا توجد فيها طاقة كافية. أن كلفة الطاقة تتضمن كلفة الاستثمار المبدئي في المصانع والمعدات والتكاليف السنوية لتشغيل وصيانة تلك المصانع والمعدات. أما كُلفة عدم امتلاك أو وجود طاقة كافية فتتمثل بخسارة الفرصة التي تنجم عن فقدان المبيعات، وانخفاض الحصة السوقية للشركة. أن حساب تكاليف الفرصة هذه صعب للغاية، ولكن على أية حال، أن مستوى الطاقة الذي يجب الاحتفاظ به ينبغي أن يُقلل القيمة الحالية التكاليف الكلية وكما مبين في الشكل 1-6 .

ان المنافسة واتجاهات الصناعة يمكن ان يؤثر بشكل كبير في قرارات الطاقة ، فإذا ما قررت شركات عديدة في صناعة معينة إضافة طاقات جيدة بوقت واحد، فان ذلك قد يخلق حالة عدم موازنة بين العرض والطلب. وفي مثل هكذا موقف تزداد التكاليف الصناعية الناشئة عن هذه القرارات في الوقت الذي تنخفض فيه الأسعار بسبب زيادة العرض على الطلب مما يؤدي إلى تخفيض الأرباح، إن قرارات الطاقة يجب أن تبحث في مستوى إستخدام موارد الشركة لتعظيم الربح في الأمد الطويل في الوقت الذي تقابل احتياجات التدفق النقدي، إن الشركة يجب أن توازن بين كلفة الطاقة الفائضة المُحتملة وبين كلفة المبيعات المحتمل فقدانها بسبب وجود طاقة قليلة جداً، إلا أن ما يعقد قرارات الطاقة هذه هو أن خطة الطاقة تعتمد على التنبؤات طويلة الأمد التي تكون عادة غير مؤكدة، فضلاً عن العوامل الأخرى التي تؤثر فيها حيث ان هناك عوامل عديدة يجب أن تُؤخذ بالحسبان عند اختيار إستراتيجية تحديد حجم الطاقة ومقدار التوسع فيها وتوقيت ذلك التوسع منها:

1ـ التغير التكنولوجي.

2ـ المنافسون.

3 ـ حجم الاستثمارات المطلوبة (تكاليف الإنشاء) ومعدلات الفائدة .
4 ـ تنبؤات الطلب واتجاهات الاستهلاك.

5ـ طبيعة المنتوج الذي يُنتج ودرجة الجودة المطلوبة فيه.

6ـ المرحلة التي يمر بها المنتوج ضمن دورة حياته، والعمر المتوقع لكل مرحلة.

7ـ الوقت الذي تستغرقه عملية تطوير المنتوج .
8 ـ التشريعات الحكومية .
ولغرض إيضاح قرارات التوسع في الطاقة هناك افتراضين هما :

1ـ إن الطلب على المنتوج يزداد زيادة مستمرة( Continuous) منتظمة على الدوام. إذ إن الزيادة في الطلب تحصل عادة بكميات صغيرة وتأخذ أية قيمة .
2ـ إن الطاقة تُضاف أو تزداد في نقطة معينة من الزمن بخطوة مستقلة أو منفصلة (Discrete) عن الإضافة أوالزيادة التي تمت في نقطة سابقة أو التي ستتم في نقطة لاحقة من الزمن، وتتم الزيادة على الأغلب يكميات كبيرة .

لذلك يكون من الصعب موازنة أو مقابلة الطاقة بالطلب، لكون الزيادة في الطلب مستمرة وتحصل بكمية صغيرة، والزيادة في الطاقة منفصلة تحصل كل زيادة منها بكمية كبيرة في زمن معين ، ان هذه المشكلة لا يمكن تجنبها ، الا ان هناك ثلاث استراتيجيات بديلة لتوقيت وتحديد حجم التوسع في الطاقة تتعامل مع هذه المشكلة وهي :           

1 ـ إستراتيجية قيادة الطاقة للطلب Capacity Leads Demand Strategy  .   

2 ـ  إستراتيجية تباطؤ الطاقة عن الطلب Capacity Lags Demand Strategy.

3 ـ إستراتيجية مقابلة أو مساواة الطاقة مع الطلب بصورة متقاربة   Matching Closely Capacity To Demand Strategy

وسيتم توضيح هذه الاستراتيجيات الثلاث بقدر من التفصيل .