أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-07
![]()
التاريخ: 2024-03-05
![]()
التاريخ: 27-02-2015
![]()
التاريخ: 2024-04-03
![]() |
الحبّ هو منهج العارفين والسالكين وأهل اللّه. على هذا يمكن اختزال منهج الإمام الخميني في التعاطي مع القرآن بكلمة واحدة هي الحبّ، كما يمكن أن نصف هذا المنهج بالمنهج الحبّي. فكلّ ما يقطعه الإنسان من خطوات على طريق المعرفة، تهدف في نهاية المطاف إلى تحقّق الحبّ، الحبّ للّه، وبالتبع لعباد اللّه ولكلّ مظاهر أسمائه وصفاته، والتجليات الوجودية لتلك الأسماء والصفات.
القرآن الكريم تجلّ من أعظم تجليات اللّه، بل هو التجلّي الأعظم، وأعظم مظهر للاسم الأعظم. ومعانقته بالحبّ هي أعظم وسيلة للتواصل مع هذا الكتاب.
القرآن حبيب في نفسه، وهو رسالة الحبيب، ورسالة الحبيب حبيبة كالحبيب. هذه المعاني يستحضرها الإمام في عدد من نصوصه، والأهم من ذلك هي الدلالات التي يخرج بها على صعيد إعادة تأسيس العلاقة مع كتاب اللّه.
ملايين المسلمين في أوساطنا ومن حولنا وفي كلّ مكان، يمتنعون عن قراءة القرآن لا بسبب الأمية فهم متعلّمون! وعند ما تسألهم عن السبب، يجيبون بصدق أنّه لا معنى لقراءة لا تدبّر فيها، ومن ثمّ لما ذا نقرأ القرآن ونحن لا نفهم منه شيء؟ بل قد يحمل بعضهم هذا الضرب من التلاوة غير المتدبّرة على الاستخفاف بكلام اللّه.
القراءة المتدبّرة مطلوبة ولها دائرتها ومنطقتها الخاصّة بها، بيد أنّ ذلك لا يعني الحرمان من نعمة تلاوة القرآن بحجّة عدم الصعود إلى مستوى القراءة المتدبّرة. من هنا يحثّ الإمام الجميع على تلاوة القرآن، من يستطيع بتدبّر، ومن لم يستطع فحتّى من دون تدبّر.
اللّه سبحانه يفتح على الإنسان ويغدق عليه بعطاياه ومواهبه ونعمه، وما أكثر من فتح اللّه عليه من مواهب بقراءة القرآن، تفوق عطايا المتعلّمين وتزيد على حصيلة المشتغلين بالأسلوب العلمي. بل قد تبرق معان عند أناس عاديين، تفوق معطيات قراءة الفلاسفة والمتمحّضين بالعلوم القرآنية.
هذه المدلولات تبرز على نحو مكثّف في عدد من نصوص الإمام، منها قوله مخاطبا نجله أحمد : «بني تعرّف على القرآن كتاب المعرفة العظيم، ولو بمجرّد قراءته، واجعل منه طريقا إلى المحبوب، ولا تتوهّمن أنّ القراءة من دون معرفة لا أثر لها، فهذه من وساوس الشيطان. فهذا الكتاب رسالة من المحبوب إليك وإلى الجميع، ورسالة المحبوب محبوبة وإن كان العاشق المحبّ لا يدرك معنى ما كتب فيها. لقد جاء إليك الكتاب بدافع حبّ المحبوب الذي يعدّ منتهى الأمل وغاية المرام، فلعلّه يأخذ بيدك» (1).
المعاني ذاتها تبرز في نص آخر، يقول فيه : «ذكر الحبيب يؤثّر في القلب و الروح حتّى إذا لم يؤدّ ذكره إلى فهم شيء من حقيقته، تماما كتملّي العاشق الأمّي لرسالة محبوبه مستأنسا بها لمجرّد كونها رسالة المحبوب. وكالأعجمي المسكين الذي لا يحسن العربية ويقرأ القرآن الكريم، فتعتريه حالة تفوق حالة الأديب الضليع الذي يشغل نفسه بإعراب القرآن وما فيه من الأدب الرفيع والبلاغة والفصاحة، بآلاف المرّات رقيا وقربا لما يستشعره من الأنس لقراءته هذا القرآن النازل منه تعالى، بل هي أرقى حتّى من حالة الفيلسوف والعارف الذي يتفكّر بما في القرآن من مسائل عقلية ونكت ملفتة غافلا عن المحبوب. فيكون كما لو أنّه يطالع الكتب الفلسفية والعرفانية مستغرقا مع ما في الكتاب وغير مكترث بقائل كلماته» (2).
____________________________
(1)- وعده ديدار : 83، المظاهر الرحمانية : 16.
(2)- المظاهر الرحمانية : 50- 51.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|