وهي من ضمن وسائل الإعلام السمعية البصرية، وأننا لا نتردد في القول بأن حظ السينما أوفر وأكبر من بقية الوسائل الأخرى عندما نريد أن نجري مقارنة بينهم، ولذلك نجد تأثيرها يصل إلى الملايين من البشر في كافة الأقطار، وهذا ما جعلها حتى عهد قريب تمتلك قوة استهواء مباشرة للجماهير نظراً لما تمتاز به من خصائص على سائر وسائل الإعلام الأخرى.

علماً أن الإحصاءات الأخيرة دلت على اضمحلال دور السينما كوسيلة إعلامية، وأوضحت تراجعها أمام انتشار التلفزيون، وهذا ما دعا إلى إغلاق عدد كبير من دور السينما، على الرغم من أن بعض الباحثين يرون أن دورها لا يزال رئيسياً نظراً لما توفره للناس من أجواء لا يستطع المنزل أو أي مكان آخر توفيرها لهم، هذا بغض النظر عن الأفلام المعروضة وعن نوعيتها وقيمتها.

وهناك فريق ثالث من الباحثين يرون أن التلفزيون يستطيع أن يقلص من دور السينما فقط في السنتين الأوليتين من اقتنائه، وبعدها يسأمه الأفراد ويضطرون للخروج من المنزل إلى السينما كالمعتاد .

ومهما يكن فإن الأوروبيين قد صنفوا السينما كفن سابع بعد العمارة والموسيقى والرسم والنحت والشعر والرقص، وبينوا بأن وظيفتها ومفهومها يختلفان اختلافاً كبيراً تبعاً لاختلاف النظم الاجتماعية والثقافية السائدة، وهذا ما جعل السينما تحتل مرتبة الصناعة الرابعة في الولايات المتحدة الأمريكية.

إن الطريق الصحيح لإسهام السينما في التنمية يكون بمعالجة الواقع وربطه باتجاه التطور المطلوب واللازم بشكل نستطيع معه أن نرسم المحور الواجب أن تسلكه السينما في البلدان النامية لتبني شخصية الإنسان الجديد المتحفز لتقدم والقادر على مواجهة تحديات العصر وتحطيم سدود التخلف والتغلب عليها، لأنه في مقدور الفيلم الجيد أن يجمع بين الحقيقة والخيال وبين الواقع والمستقبل بشكل يفتح معه مجاهيل الحياة أمام المشاهدين.