أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2021
2584
التاريخ: 2024-10-13
294
التاريخ: 10-7-2021
1908
التاريخ: 2024-07-02
581
|
قال (عليه السلام) : - لقائل قال بحضرته : استغفر الله :
ثكلتك امك(1) أتدري ما الاستغفار ؟:
ان الاستغفار درجة العليين ، وهو اسم واقع على ستة معان :
أولها: الندم على ما مضى.
والثاني : العزم على ترك العود إليه ابداً.
والثالث : ان تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة.
والرابع : ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.
والخامس : ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان ، حتى يلصق الجلد بالعظم ، وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.
عند ذلك تقول : استغفر الله.
ان الاستغفار طلب العبد غفران الله تعالى ومغفرته له ، من خلال ستره على سيئاته ، وتجاوزه عن زلاته ، فهو استفعال يتمثل بطلب حصول الفعل ، كما انه مشروط بشروط تهيئ العبد لنيل ما يتمناه ، وهذا شأن جميع المركبات فإنها ترتبط وثيقا بغيرها ، فلا يحصل المراد إلا مقترنا بتمامية الشروط ، فأراد (عليه السلام) التنبيه على شروط حصول المغفرة ، لئلا يتفاجأ العبد لو لم يتم له مطلوبه ، فقد يتهم الله تعالى في عدله ، بينما التقصير بسببه ، وكان لابد من التأكد من انتباه القائل ، كون الامر مما يستحق التيقظ التام ، فاستعمل هذه الجملة : ثكلتك امك اتدرون ما الاستغفار؟، لما في ذلك من مفاجأة تبعث على الانتباه والاهتمام، ليستوعب الموضوع الملقى تاما، مع ما للطريقة البيانية الاستعمالية آنذاك من أثر في استعمال أساليب للتفاهم لم تعد قائمة في يومنا هذا ، بل يستغرب منها، لذا فلابد قبل البت بشيء من دراسة الطريقة الدارجة يومذاك ثم الحكم ، حيث يعتاد في زمان او مكان اسلوب ما ثم يندثر إلى حد الاستحالة الاستعمالية ، مما يجعلنا امام طرق عديدة ، لا يصح الحكم بالمقياس الحاضر على استعمال في الماضي.
وكانت الشروط بطريقة تراتبية منسقة ، بحيث لا يتم المراد مالم تتقدم مقدماته ، فأولا : التأسف على ما صدر من التقصير او التجاوز ، وثانيا ، التصميم على عدم التكرار عند سنوح الفرصة ، وتهيأ أسباب المعصية ،
وثالثا : الاستعداد لتلافي الأثران وإصلاح الاخطاء ، من خلال إعطاء مستحقات العباد في مظالمهم المالية ، ورابعا : قضاء فوائت العبادات ، وما وجب على الإنسان أداؤه ، وخامسا : العمل الجاد على تغيير النمط الحياتي ، حتى يبين على المظهر العام مدى التبدل الطارئ بعد عملية المراجعة التصحيحية.
وسادسا : الصبر على جميع ما يواجهه في سبيل الوصول إلى الخط الصحيح.
فإذا تمت هذه ، وكان الإنسان على استعداد لتنفيذ هذه الفقرات، تأكد صدقه في ما أقدم عليه ، فاستحق العفو والمغفرة ، وإلا كان مجرد ترديد لساني ، لا يكشف عن واقع قلبي ، فهو في غفلة عما أراده ، إذ لم يستشعر قدسية الاستغفار ، ولم يفطن لما يعنيه من مراتب معنوية رفيعة.
وفي الواقع نتمثله (عليه السلام) في هذه الحكمة الناصح المشفق الحريص على هدي الإنسان إلى طريق الاستقامة الصحيح ، من دون التواء ورياء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كناية عن الفقدان ، ويحسن التنبيه إلى أن هذا التعبير كان سائدا ومتعارفا يومذاك ، فاستعمله (عليه السلام) ولم يكن نشازا لتداوله ، حيث يستعان بدلالته التعبيرية عن الامتعاظ ، او تكون هذه المفردة ونحوها مما تؤثر لدى المقابل حتى لا يعوض عنها غيرها دلاليا ، فلا يستشنع استعمالها عندئذ، ولو لم تعد متعارفة في ما بعد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|