المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



قصة النبي (صلى الله عليه وآله) ومباهلته  
  
2502   04:12 مساءً   التاريخ: 3-12-2020
المؤلف : الدكتور محمود البستاني .
الكتاب أو المصدر : قصص القرآن الكريم دلالياً وجمالياً
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 150 - 152 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله /

قد تبدو هذه الاُقصوصة مستقلة أو على الضد متداخلة مع الأقاصيص السابقة ، أو مع القصة الأخيرة عيسى (عليه السلام) ، أي قصة المولود بلا أب ليس من حيث شخصية البطل ذاته ، بل من خلال مجتمعه النصراني ، حيث سنواجه بناء قصصيا جديدا لأبطال إسلاميين قد استهدفتهم السورة المباركة ، بل إن التوظيف القصصي يظل من أجل الرسالة الإسلامية بطبيعة الحال .

إذن ، لنتحدث عن الاُقصوصة الجديدة ، فنقول :

لقد تركت قصةُ عيسى (عليه السلام) أصداءها على بيئة الرسالة الإسلامية عبر شرائح متنوعة منها ، بل إنها تحركت لتكشف عن رسم قصة أو حكاية سادسة تنضم إلى العنصر القصصي في سورة آل عمران : امرأة عمران ، زكريا ، يحيى ، مريم ، عيسى . . . وأخيرا الحكاية السادسة وهي ظاهرة المباهلة .

إن ولادة عيسى بلا أب بصفتها رسما معجزا تقدم الحديثُ عنه ، لابد أن يترك عدة استجابات عند الآدميين ، . . . وكانت إحدى هذه الاستجابات ، أ نه ابن الله ، أو ثاني اثنين ، أو ثالث ثلاثة : أب ، وابن ، وروح القدس .

ومن الطبيعي أن الرسالة الإسلامية وهي تواجه جبهات متنوعة من الأعداء ، أن تتحرك نحوها جبهةُ المسيحيين في اتجاهها الثقافي المنحرف ، هذه الجبهة كانت تتوكأ في جملة ما تتوكأ عليه ، على قضية المسيح نفسه عبر أحد نشاطاتها المعادية ، ومنه : النشاط المتصل بالمناقشة والمحاجة ونحوهما .

وكانت المحاجة المتصلة ببنوة المسيح أو إقليميته الاُسطورية تُجسد واحدا من ضروب المحاجة .

وتقول النصوصُ المفسرة : إن نصارى نجران قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله) : إلى ما تدعوننا ؟

فأجابهم : إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وإلى أ نه رسوله . . . كما حدثهم عن عيسى وانتسابه البشري ، وعندما سألوه عن أب عيسى ، كانت الإجابةُ تتحدد وفقا للآية القرآنية الكريمة الآتية ، فيما تنقل لنا قصة المباهلة التي نحن في صدد الحديث عنها ، عبر آيتين اُخريين .

والآيات الكريمة هي :

﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقهُ من تُراب ثُم قال لهُ كُن فيكُونُ

﴿الحق من ربك فلا تكُن من المُمترين

﴿فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقُل تعالوا ندعُ

﴿أبناءنا وأبناءكُم ونساءنا ونساءكُم وأنفُسنا وأنفُسكُم

﴿ثُم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين

لقد جاء التلميح إلى قصة آدم ونمط مولده إمتدادا لرسم الحدث المعجز الذي غلف كل القصص التي وقفنا عليها في سورة «آل عمران» . ومن الواضح أن ربط سلسلة من الأحداث المعجزة ـ عبر القصص الخمس ـ بالحدث المعجز لعيسى ، ثم ربط هذا الحدث الأخير بأول حدث معجز في التجربة البشرية ، أي صياغة آدم (عليه السلام) ، أقول : إن ربط سلسلة من الأحداث المعجزة التي تمثل إمتدادا زمنيا ، ربط هذا الامتداد بأولية الحدث تاريخيا في حمله لسمة المعجز ذاته ، هذا الربطُ يُعد رسما فنيا ونفسيا له خطورته في تحقيق عنصر الاقناع الذي يظل هدفا لأية قصة .

فإذا تجاوزنا هذا العنصر فيما حققته القصة القرآنية عبر الربط بين ولادة عيسى وولادة آدم ، نكون قد انتقلنا إلى قصة الإبداع نفسه ، إلى تجربة المولد البشري ، ودلالة الخلافة على الأرض ، متجسدة في رسالة الإسلام فيما تجسد الصياغة الوحيدة لفهم ظاهرة الكون والمجتمع والفرد ، وفيما ينقلنا النص القرآني إلى بيئته التي واكبت ظهور الرسالة ، ونموها ، ومنها رسم البيئة الملتوية من مشركين وملحدين وكتابيين منحرفين .

* * *

وحكاية أو قصة المباهلة تمثل نموذجا واحدا من تلكم البيئة التي أفرزت مجموعة نجران في عملية المحاجة التي أشرنا إليها .

وكانت نهاية هذه القصة في صالح الرسالة الإسلامية ، فيما تنقل لنا النصوص المفسرة أن النبي (صلى الله عليه وآله) أراد أن يباهلهم بشخصيته وبعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، إلا أن المجموعة فزعت من المغامرة بقبول المباهلة ، فصالحهم النبي (صلى الله عليه وآله) على الجزية فانصرفوا .

والمهم ، أن النهاية القصصية لحدث المباهلة كانت انتصارا للنبي (صلى الله عليه وآله) ، تماما كما كانت النهاية القصصية في حياة عيسى انتصارا له ، بعد أن رفعه الله إلى السماء ، وأنقذه من المؤامرة .

هاتان النهايتان القصصيتان ، ينبغي أن لا تغربا عن أذهاننا ، ونحن نتحدث عن البناء المعماري لقصص آل عمران ، وعن التجانس في كل أحداثها ومواقفها وشخوصها وبيئاتها ، بالنحو الذي لحظناه مفصلا وبالنحو الذي نلحظه الآن متجسدا في عملية التجانس بين نهاية كل قصة ، حيث كان الانتصار لصالح كل من الشخصيتين ، بعد أن نقلنا النص القرآني من البيئة القصصية المتمثلة في قصص كل من إمرأة عمران ، ومريم ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، نقلنا منها إلى بيئة الرسالة الإسلامية ، إلى رسالة محمد (صلى الله عليه وآله) ، إلى البيئة التي تواكب الرسالة وما يواكبها من ظواهر الجهاد الفكري والعسكري .

وبهذا ننتهي من الحديث عن العنصر القصصي الذي انتظم سورة آل عمران ، وهو عنصر يختلف عن سابقه أي : العنصر القصصي في سورة البقرة من حيث أنه عنصر متصل الخيوط ، لا تنفصل فيه القصص عن النثر غير القصصي ، بل تتوالى بالنحو الذي لحظناه .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .