أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2022
4087
التاريخ: 8-7-2019
6240
التاريخ: 2023-02-21
1099
التاريخ: 5-9-2019
2760
|
الضوابط التي أقرها النبي لمعالجة الاقتصاد:
الآن ما هي الضوابط التي أقرها الني عليه الصلاة والسلام معالجة الاقتصاد ؟ وأقول لكم هذه الكلمة: أية أمة ما لم تعالج مشكلاتها الاقتصادية هي أمة سوف تدمر، لأن الإمام علياً كرم الله وجهه أدرك قبل 1400 عام أن الفقر علة العلل، فقال " :كاد الفقر أن يكون كفراً .
في خطبة العيد اقتبست من هذه الكلمة كلمات، فقلت: وكاد الفقر أن يكون إرهاباً، وكاد الفقر أن يكون اختلاساً، وكاد الفقر أن يكون تخريباً، تجد أي حركة من الجياع ينهبون، ويحرقون، ويدمرون، لأنه ليس عندهم شيء يخسرونه، وهم ناقمون.
لذلك البطولة في تنمية الموارد، وحسن توزيعها وهذا ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام.
الاقتصاد عبادة تعاملية :
أولاً: من القواعد الاقتصادية التي جاء بها النبي محمد عليه الصلاة والسلام على ان الاقتصاد دين ، والصق بها العبادة التعاملية، الا تكذب، ألا تغش، ألا تدلس، الا ترفع السعر، الا تستغل، الا ترابي، ألا تحتكر، الا تزين السلعة بما ليس فيها، أكثر من مئة معصية بالبيع والشراء.
فالبطولة أن النبي عليه الصلاة والسلام قرر أن الاقتصاد دين، أي أن العمل الاقتصادي جزء لا يتجزأ من الدين.
أنت تبيع الزيت، فتحت المحل صباحاً، فإذا في علبة الزيت فأرة، ولا أحد يستطيع أن يكشف الغلطة، ماذا يعني أن الاقتصاد دين؟ أن هذه العلبة ينبغي أن تبيعها لمعمل الصابون، والا تبيعها للمسلمين، فإذا بعتها للمسلمين خنت الأمانة، وألغيت عباداتك، إن هذا العلم دين، وإن الاقتصاد دين. أنواع الغش لا تعد ولا تحصى، قد تشتري بضاعة من بلد متخلف صناعياً،
تضع عليها إشارة إلى أنها مصنعة في أرقى بلد صناعي، تأخذ السعر مضاعفا، و أنت بهذا كاذب.
(كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق، وأنت له به كاذب )
(رواه البخاري، وأبو داود عن سفيان بن أسيد) إذاً: العمل الاقتصادي جزء لا يتجزأ من الدين.(من غش فليس منا)(أخرجه الترمذي عن أبي هريرة)
المساواة بين أفراد المجتمع:
المساواة بين أفراد المجتمع هذه قاعدة اقتصادية، المساواة بين أفراد المجتمع. والاستثمار فريضة ألزم الله فيها عباده، لماذا فرض الله الزكاة على المسلم ؟ قد تجيبني بألف جواب، لكن هناك جواب قد لا يخطر في بالك، هو أرقى جواب، أن هذا المال إن لم تستثمره تأكله الزكاة ، فإن الشرع أراد أن تستثمره لئلا تأكله الزكاة. لذلك ورد في بعض الأحاديث :اتجروا في أموال اليتامى لا تاكلها لزكاة)
المنافع متبادلة:
إذا، معك مبلغ من المال، اعمل مشروعا، ائت بإنسان معه خبرة بلا مال، أنت معك مال بلا خبرة، وتعاونا على المشروع، والربح بينكما، هذه المضاربة، وكان عليه الصلاة والسلام أول مضارب في الإسلام، أخذ مال خديجة، واتجر به، وكان الربح بينهما.
تحقيق العدالة في التجارة ينطلق من مبدا، أن تكون المنافع متبادلة، أنت عندك دكان بأحد أحياء دمشق، نزلت فجراً إلى سوق الخضار، جئت بخضار وفواكه وحاجات، جارك استيقظ السابعة والنصف، جاء إليك، وأخذ حاجاته، بسعر أعلى من ثمن شرائك، نظير ذهابه باكراً، ودفع المال، وحمل البضاعة، وأتى بها، أنت وجدتها إلى جانب بيتك، هو انتفع ربح، وأنت انتفعت، ووفرت وقتك وجهدك، هذه منفعة متبادلة.
لذلك الذي يضبط الحلال أن المنافع فيه متبادلة، والذي يضبط الحرام أن منـفعته بنيت على مضرة، أوضح شيء السرقة، السارق انتفع بالمال، أما الذي أخذ المال منه أصابه ضرر كبير، انتفع واحد، وتضرر الثاني، إذاً: الدخل حرام. من ملامح الاقتصاد تحقيق العدالة، وتوزيع الثروة، وتحقيق التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد.
حق المنافسة:
شيء آخر يتصل بالاقتصاد الحر: حق المنافسة بين الناس في الكسب، وفي الملكية، أنا أقدر سلعة مستواها عال جداً أرفع سعرها، والإنسان له الخيار في سلع رخيصة وسلع غالية، الرخيصة غير متقنة، والغالية متقنة، أنا أنوع بالأساليب، البضاعة تصل إلى البيت، خدمات في الليل، عبر الهاتف، في خدمات أؤديها، أتنافس، والتنافس مشروع، ومن حق المستهلكين التنافس. إذاً: من مبادئ الاقتصاد التي أرساها النبي عليه الصلاة والسلام حق المنافسة بين الناس في الكسب والملكية، ولكن ضمن شروط الحلال والحرام، وضمن قواعد الأهداف العامة للمجتمع.
أيها الإخوة، وأقول لكم هذه الكلمة: ما لم تكن متفوقاً في دنياك لا يحترم دينك، وأعوذ بالله من فقر الكسل، هناك فقر القدر صاحبه معذور، وفقر الإنفاق صاحبه مشكور، قيل ان احد اصحاب سيدنا محمد (ص) افتقر فقر إنفاق، قال له: يا أبا بكر، ماذا أبقيت لنفسك؟ قال: الله ورسوله، هذا فقر إنفاق، هناك فقر قدر، لعاهة تمنعه أن يكسب المال، لكن وصمة العار هي فقر الكسل، وعدم الإتقان، وعدم الدوام، والإرجاء، والتأجيل، وعدم الاهتمام، كل هذا يؤدي إلى انصراف الناس عن هذا المحل.
أحيانا ترى محلا في طريق السفر، الغلة اليومية خمسة ملايين، وإلى جانبه مطعم لا ولا زبون فيه، هنا إتقان.
( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )(سورة المطففين) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|