أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 27-11-2014
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]() |
لنا أن نتساءل ما هي الأحرف السبعة وما صلتها بالقراءات السبع والقرّاء السبعة وهل هناك مناسبة أو صلة بينها أو لا تناسب بينها ؟
حاول البعض أن يستدل على القراءات السبع برواية قيل إنها صادرة عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) «هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه». (1)
فما هي هذه الأحرف السبعة؟ وما هو المراد منها؟ وهل يصح الاحتجاج بما لا يفهم معناه وبما لا يعرف مؤداه؟ إذا هو احتجاج باطل لا يوصل إلى نتيجة.
إذا كانت الأحرف السبعة تعني القراءات السبع التي أمر بها النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بعد أن نزلت من قبل اللّه بواسطة جبرائيل فيعني إنها قاعدة من القواعد القرآنية التي يجب أن نعتمد عليها في قراءتنا لهذا الكتاب، فهي بالتالي تشريع من اللّه عز وجل، فلا يجوز لنا أن نرد هذا التشريع.
وإذا كانت هذه الأحرف تعني القراءات فكيف صح لخليفة المسلمين عثمان أن يتجاوز هذه الأحرف ويلزم المسلمين بقراءة القرآن على حرف واحد، ولم يعترض عليه كبار الصحابة وفي مقدمتهم أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ هذا ما يدلل على عدم صحة هذا الحديث. وكيف يصح هذا الحديث؟ وقد ذكر الطبري هذه الرواية وتعقبه الأستاذ احمد محمد شاكر في تعليقه فقال : «هذا حديث لا أصل له ، رواه رجل كذّاب هو عيسى بن قرطاس قال فيه ابن معين ليس بشيء لا يحل لأحد أن يروي عنه. وقال ابن حيان : يروى الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به. وقد اخترع هذا الكذّاب شيخا له روى عنه وسماه : زيد القصار، ولم نجد لهذا الشيخ في ترجمة في شيء من المراجع. (2)
وليس ذلك فحسب بل الرواية لم ترد بهذه الصورة فقط وإنما وردت روايات عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أيضا مختلفة في عدد الأحرف، فبعضها يقول سبعة وبعضها يقول خمسة وبعض يقول أربعة وأخرى تقول ثلاثة وأخرى عشرة.
فما هو الصحيح في هذه الروايات ؟ وكم يكون بالتالي عدد القراءات ؟ (3) ولما ذا هذا العدد بالتحديد السبعة لم لا تكون اقل من ذلك أو اكثر! ثم يا ترى ما هو الغرض من هذه القراءات؟ حيث ذكر بعضهم أن الحكمة في نزول القرآن على الأحرف السبعة هو التيسير على الأمة الإسلامية، خصوصا الأمة العربية التي شوفهت بالقرآن فإنها قبائل كثيرة وكان بينهم اختلاف في اللهجات. (4)
أليس هذا الكلام بعيدا عن المنطق؟ وهل التسهيل في إيجاد لغات متعددة ولهجات متفرقة أم توحيد الأمة بقراءة واحدة؟ ثم إن هذا الكتاب ليس كتابا للعرب فقط أو للعرب في ذلك الزمن بل هو كتاب لكل الناس، فلا بد أن تكون لغته واحدة وعباراته واحدة ومؤداه واحد فإذا وجد الاختلاف في كتاب اللّه فما بال من يتبعون هذا الكتاب؟! ثم أن الغموض حول تحديد معنى الأحرف ما هي ؟ وما ذا تعني ؟ فهل هي أحرف اللغة العربية؟ فلما ذا حددت بسبعة وليس اكثر ؟ أم هي التشكيل والإعراب والبناء! فليست هناك دلالة واضحة على ذلك وبالطبع لو اقتضت وجود هذه الأحرف المختلفة من قراءة إلى قراءة على أية فرضية فإنها تعني وجود زيادة لحرف أو كلمة أو جملة وذلك مما يغيّر في القرآن، وينفي وحدة النص القرآني، كما هو حاصل بالنسبة للاختلاف الموجود في الإنجيل حيث يختلف النص من إنجيل إلى إنجيل. فعلى أي حال إن القول بالقراءات بهذه الكيفية يعني القول بالتحريف في القرآن واليك أمثلة على ذلك، فمثلا { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف : 57] وكذا في سورة الفرقان 48 والنمل 63، بالباء.
هذه هي قراءة عاصم وحده، قال أبو زرعه وحجته قوله تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} [الروم : 46] وذلك أن الريح تبشر بالمطر، قال : «و كان عاصم ينكر أن تكون الريح تنشر، وكان يقول : المطر ينشر أي يحيي الأرض بعد موتها، يقال : نشر وانشر إذا أحيى.
وقرأ حمزة والكسائي «نشرا» وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو «نشرا» وقرأ ابن عامر «نشر» ودلائلهم في ذلك غير وافية.
ومن سورة مريم قرأ نافع والكسائي «يكاد السماوات يتفطرن منه» بالياء. وقرأ عاصم والباقون «تكاد» بالتاء وهو خطأ محض مخالف لما هو موجود في القرآن.
ومن سورة طه قرأ أبو عمرو : «إن هذين لساحران» بالتشديد والياء وهو مخالف للقرآن.
وقرأ عاصم والباقون : {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه : 63] ... بالتخفيف والألف (5) وهو الموافق لكتاب اللّه.
والأمثلة على ذلك كثيرة من شاء فليراجع ذلك في مضانه حيث اقتصرنا على أمثلة ثلاثة للتدليل على أن هذه القراءات تهدم وحدة النص القرآني، وبالتالي تؤدي إلى نقصه، والتغيير في معناه.
«ومن الواضح إن هذا ضرب من ضروب التحريف في القرآن ولا نفهم معنى لان ينزل جبرئيل ويقول للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) الآية الواحدة على الوجوه الكثيرة المختلفة حسب اختلاف القرّاء في قراءتها فيكرر القرآن عليه، وفقا لتلكم الاختلافات الكثيرة، فان هذا لا يعدو عن أن يكون لعبا وعبثا بالقرآن الكريم، ومهزلة من مهازل العقل البشري لا مبرر لها، ولا منطق يساعدها». (6)
وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام مما يساعد على وحدة النص القرآني، وانه نزل على حرف واحد أي أن كلام اللّه ليس فيه اختلاف، وإنما حصل من قراءات ما هي إلا اجتهادات من قبل هؤلاء القراء ومن عند أنفسهم، فكل اخذ يقرأ القرآن بطريقته الخاصة أو بلهجة قبيلته، لا كما نزل على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وكما جاء به الوحي من عند اللّه، يؤكد ذلك ما ورد عن الفضيل بن يسار قال : «قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) إن الناس يقولون : إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال «كذبوا أعداء اللّه ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد». (7)
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال : «إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة.»
فمصدر هذه القراءات هي اللهجات والقرّاء وليس القرآن حيث لا علاقة لها به، وإنما نشأت نتيجة اختلاف لهجات تلك القبائل العربية التي أسلمت.
وقد تبنى هذا الرأي الدكتور طه حسين فاعتبر اختلاف اللهجات بين قبائل العرب التي لم تستطع أن تغير حناجرها وألسنتها وشفاهها لتقرأ القرآن كما كان يتلوه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وعشيرته قريش، اعتبر ذلك أساسا لاختلاف القراءات، فقرأته هذه القبائل كما كانت تتكلم، فأمالت حيث لم تكن تميل قريش، ومرّت حيث لم تكن تمر، وقصّرت حيث لم تكن تقصر، وسكنت وأدغمت وأخفت وثقّلت. (8)
____________________
1. صحيح البخاري ( ج 6) ص 185 .
2. جامع البيان ( ج 1) ص 24 نقلا عن دراسات قرآنية ص 104 .
3. تراجع هذه الروايات في جامع البيان للطبري ( ج 1) ص ( 24- 26) ومستدرك الحاكم ( ج 2) ص 223 وكنز العمال ( ج 2) ص 223.
4. الزرقاني في كتابه مناهل العرفان ( ج 1) ص 138 .
5. يراجع في ذلك كتاب التمهيد في علوم القرآن ( ج 2) ص ( 141- 260) .
6. حقائق هامة حول القرآن الكريم ص 297 .
7. الكافي ( ج 2) ص 630 .
8. الأدب الجاهلي ص 95 نقلا عن دراسات قرآنية ص 106 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|