أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2019
1793
التاريخ: 31-1-2023
1513
التاريخ: 13-1-2022
2074
التاريخ: 23-8-2019
2049
|
ومن المبادرات النامية في هذا المجال مبادرة أجيالكم التي تشكل جزءاً من يرنامج تقنيات المعلومات والاتصالات للتنمية في المنطقة النامية إقتدار الذي يرعاه برنامج الأمم المتحدة الانمائي،. كذلك أنشاً ائتلاف شركاتIntel و Cisco و Microsoft وأكاديمية التشبيك Networking Academy ومبادرة e-NGO في لبنان والأردن واليمن بهدف مساعدة الاساتذة على إدماج التكنولوجيا في التعليم وربط المدارس الرسمية والخاصة ببعضها البعض بواسطة شبكة الانترنت، وانشاء مراكز تدريب على التكنولوجيا في المناطق الريفية.
ومن أهم المشاكل في تحسين نوعية التعليم في المناطق الريفية وبؤر الفقر هو تعذر وصول الطلاب الى معلمين جيدين بصورة منتظمة، وهنا تساهم شبكات المعرفة في تحسين التعليم من خلال استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لتمكين الاشخاص ذوي المهارات من زيادة قدراتهم التكنولوجية وتطوير التعليم الالكتروني الذي يتيح لأكبر عدد من الطلاب التعلم واكتساب المهارات باستخدام الاتصال السبراني وإقامة الشبكات الاجتماعية وتبادل المحتوى الرقمي.
تعاني المرأة في الدول النامية وخاصة المنطقة النامية من تمييز قائم على الجنس والذي يؤدي الى تضاؤل دورها في المجتمع، ولا يمكن للدول النامية من دخول مجتمع المعرفة دون تحقيق المساواة التامة بين الجنسين من أجل تمكين المرأة من أخذ دورها في المجتمع.
إن تدريب المرأة على استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يعتبر أساسياً في تمكين المرأة من أخذ مكانها الطبيعي ويعزز عملية النهوض بالمرأة وتفعيل دورها. كذلك تساعد هذه التكنولوجيا المرأة في المناطق الريفية والنائية بتجنيبهن العزلة الاجتماعية والتخلص من ضغوطات المجتمع عن طريق تزويدهن ببوابة الكترونية تصلهم بالعالم وتزيد من قدرتهن على استعمال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للتعلم والعمل.
وفي اطار تحقيق هدف المساواة أنشئت في الأردن والامارات والبحرين والعراق وعمان والمغرب والسعودية ولبنان واليمن جمعيات المرأة التكنولوجية Women in Technology التي تهدف ألى تمكين المرأة من استعمال تكنولوجيا المعلومات كأداة لتفعيل دور المرأة في المجتمع.
ويشير الهدف الرابع من اعلان الألفية الى تخفيض معدل وفيات الاطفال. إن الاجراءات المتبعة في الدول النامية بشكل عام غير كافية لتحقيق هدف تخفيض المعدل الى الثلثين في الفترة من 1990 الى 2015. إن توفرالمعلومات المتعلقة بوفيات الاطفال ووفيات الامهات في السن الانجابية وانتشار الامراض والحصول على مطاعيم الاطفال وغيرها من المعلومات التي تساعد في بناء برامج فعالة لا يمكن أن تتم دون استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لتوفير قاعدة بيانات موثوقة ويتم تحديثها دورياً. وفي هذا المجال بادرت منظمة الصحة العالمية بتأسيس مرصد النظم الصحية في إقليم شرق المتوسط للمساعدة في ايجاد قاعدة بيانات للنظم الصحية وامكانية استخدامـها في تحليل المعلومات الصحية مساعدةً لصانعي القرار باتخاذ القرارات الصائبة.
إن المعلومات المتوفرة والمتعلقة بصحة الامهات في الدول النامية ومن ضمنها الدول النامية تعتبر غير كافية لاتخاذ قرارات سليمة. تلعب تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات دوراً فعالاً ومميزاً في ادارة قواعد البيانات وتحسينها لتوفير المعلومات اللازمة في هذا المجال للمساعدة في اتخاذ القرارات. ففي مصر أنشأت في عام 2002 وبمساعدة من USAID النظام الوطفي لتقصي وفيات الامهات وذلك لتوثيق حالة كل وفاة للأمهات في كل المحافظات. كذلك نجد في هذه الدول اهتماماً متزايداً لمشاريع الطبابة عن بعد Telemedicineوالصحة الالكترونية e-health
إن دور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مكافحة الامراض مثل الايدز والملاريا وغيرها يكمن في توفير قاعدة معلومات تتعلق بالامراض وانتشارها وطرق المكافحة والعلاج. وتشكل المطاعيم جزءاً مهماً في قاعدة البيانات لتوثيق المعلومات المتعلقة بالسكان وخاصة الاطفال وسرعة تبادل المعطيات في حالة انتشار الاوبئة وكيفية مقاومتها والتقليل من ضررها.
تشكل حماية البيئة وكفالة الاستدامة البيئية أمراً مهماً ولو أنه جديد في التفكير النامي. أن توفر قواعد بيانات موثوقة تبين نسبة السكان الذين يستخدمون مرافق صحية ويتزودون بمصادر مياه محسنة للشرب ومعدل نصيب الفرد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون تساعد في تصميم برامج للحفاظ على البيئة، فمثلاً، فإن أنشطة الاتصال الالكتروني كبديل عن استعمال وسائل النقل تساعد في تبادل المعلومات بشكل فعال ويؤدي ذلك الى تخفيض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. كذلك تلعب المراكز المجتمعية للتكنولوجيا Community tele centers دوراً في تعزيز المشاركة في حماية البيئة من خلال التواصل عبر الشبكات وتبادل الخبرات.
إن الهدف الأخير والـمـتمثل في إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية يتصل اتصالأ مباشراً بضرورة التعاون مع القطاع الخاص لاتاحة الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة وخاصة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
لقد أجرى البنك الدولي مسحاً للشركات في 56 دولة نامية حيث وجد أن الشركات التي تستخدم البريد الالكتروني في اتصالها مع مزودي الخدمة والعملاء قد حققت نمواً في المبيعات مقداره 3.4% سنوياً زيادة عن تلك الشركات التي لم تستخدم هذه االوسيلة التكنولوجية الجديدة، وكذلك خلقت وظائف جديدة بمقدار 1.2 % إن ذلك يعني أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تساهم في خلق أنواع جديدة من النشاط الاقتصادي وتعزز الفرص التجارية وتحسن مستوى المعيشة.
إن تقييم الاثر الاقتصادي لاستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يحتاج الى دراسات مستفيضة ومسوحات شاملة في مجال النشاط الاقتصادي (تصنيع وتجارة)، ولكن هناك مؤشرات نتجت عن الدراسات التي أجريت وقد أعطت هذه المؤشرات دلائل قوية على الاثر الاقتصادي لهذه التكنولوجيا. فمثلا، فإن زيادة في الهواتف النقالة قدرها 10 هواتف لكل مائة شخص كفيلة بزيادة نمو الفرد من الناتج الحلي الاجمالي بنسبة 0٠6 % وإن زيادة في مستخدمي الانترنت تبلغ 1% تؤدي الى زيادة التصدير بنسبة 4.3 .%
لقد استفاد العالم النامي كثيراً من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها في كل المجالات. وتشير الدراسات الى أن عدد مستخدمي الانترنت في العالم النامي سيبلغ 197 مليون شخص في عام 2017. أما دول الخليج فقد حققت تقدماً ملموساً في هذا المجال، حيث سيصل عدد مستخدمي الانترنت الى 40 مليون شخص، بينما سيزيد تغلغل الانترنت penetration Internet الى 67 % خلال السنوات الثلاثة القادمة. وتحتل الامارات النامية المتحدة المركز 42 في دليل اقتصاد المعرفةKnowledge economy Index بنقاط تبلغ 6.94. كذلك نشير الى أن خمس جامعات عربية (أربع جامعات سعودية وأخرى مصرية) دخلت في التصنيف الاكاديمي لقائمة شنغهاي.
ورغم المؤشرات السابقة والناتجة من مسوحات ودراسات البنك الدولي الآ ان هناك تحفظات مؤداها أن ارتفاع معدلات انتشار تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مجتمع معين قد لا يؤدي مباشرة الى تحسين الفوائد الاقتصادية. إن ذلك يعني بوضوح ضرورة دراسة السياق الثقافي والاجتماعي للمجتمع الحاضن لهذه التكنولوجيا والتطورات الحاصلة فيه.
ورغم التأئيرات الايجابية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات على التنمية لكن هناك تأثيرات سلبية قد تؤثر وتعيق الاستفادة من جانبها الايجابي، ويتمثل ذلك في المشاكل المرافقة لاستخدامها. فمثلاً في الجانب الاجتماعي أصبح الانسان يميل الى التواصل الالكتروني مع غيره بدلاً من العلاقات الاجتماعية المباشرة، كما تتيح منظومة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الامكانية لاستخدام ها في الغش والاحتيال وتنامي الفساد إذا استخدمت تطبيقاتها بشكل غير قانوني. ولا ننسى تطبيقاتها في الاباحية والسطو على حسابات الاشخاص والدخول غير القانوني على المواقع الالكترونية. إن ذلك يدعو الدول الى تطوير التشريعات القانونية المتعلقة بالجرائم الرقمية والرقابة المستمرة على سريان دفق المعلومات للتأكد من إطارها القانوني والتعاون الدولي للتأكد من استخدامات الشبكة اللاكترونية في التطبيقات التي تخدم الانسان وتحافظ على البيئة وتساهم في تنمية مستدامة.
وأخيراً، مهما قيل عن التكنولوجيا وتأثيرها على الانسان والمجتمع الانساني يبقى الانسان هو صانع هذه التكنولوجيا ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما عبر عنه انشتاين ذات يوم عندما قال: أخاف اليوم الذي تتفوق فيه التكنولوجيا على النشاط الانساني، عندها سيصبح العالم ولديه أجيال من الحمقى!
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|