أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-27
26
التاريخ: 2024-10-27
23
التاريخ: 22-10-2020
2175
التاريخ: 2024-10-27
20
|
السؤال : ما مدى صحّة هذه الرواية ، علماً بأنّ العامّة يتّهموننا ، بأنّنا نروي عن الحمير :
روى الكلينيّ في أُصول الكافي هذه الرواية عن الحمار يعفور ، وهي : أنّ الرسول صلى الله عليه وآله مسح على كفل حماره ، فبكى الحمار ، وسأله النبيّ صلى الله عليه وآله : ما يبكيك؟
فردّ الحمار قائلاً : حدّثني أبي عن جدّي ، عن أبيه عن جدّه ، عن الحمار الأكبر الذي ركب مع نوح في السفينة : أنّ نبيّ الله نوح مسح على كفله ، وقال : يخرج من صلبك حمار يركبه خاتم النبيّين ، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار.
الجواب : قال ثقة الإسلام الكلينيّ رحمه الله ـ بعد ذكره لرواية أشير فيها إلى أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان يملك حماراً اسمه ( عفير ) ـ : وروي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( إنّ ذلك الحمار كلّم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : بأبي أنت وأمّي ، إنّ أبي حدثني ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه أنّه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيّد النبيّين وخاتمهم ، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ).
هذه هي الرواية التي ذكرها الكلينيّ رحمه الله في الكافي ، ولا أدري ما هو إشكال الخصم فيها ، فإن كان إشكال في أنّها ذكرت أنّ للنبيّ صلى الله عليه وآله حمار اسمه عفير ، فهذا ما ذكره غير واحد من علمائه كالقاضي أبي الفضل عياض ابن موسى الحصبيّ ( ت 544 هـ ) حيث قال : ( وما روى عن إبراهيم بن حمّاد بسنده من كلام الحمار الذي أصابه بخيبر وقال له : اسمي يزيد بن شهاب ، فسمّاه النبيّ يعفوراً ) ، وابن الأثير في أسد الغابة ( 1 / 140 ) : ( كان له حمار أخضر اسمه عفير وقيل يعفور ) والمناويّ في فيض القدير : ( وكان له حماراً اسمه عفير ) وغيرهم.
وإن كان إشكال الخصم ـ كما ذكرت ـ أنّنا نروي عن الحمير ، فما أجهل صاحب هذا الإشكال حيث إنّه لا يفرّق بين سند الرواية ومتنها ، فهذه الرواية مرسلة كما هو واضح من قول الكلينيّ رحمه الله : ( وروي أن أمير المؤمنين قال : ... ) ، وما ذكر في الرواية من قول الحمار : ( إن أبي حدثني ، عن أبيه ... ) هو داخل متن الرواية الذي بدأ من قول المرويّ عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( إنّ ذلك الحمار كلّم رسول الله ... ) إلى آخر الرواية ـ وليس سنداً لها.
وإن كان إشكال البعض في هذه الرواية من حيث إنها ذكرت تكلّم الحمار مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، فما أبعد صاحب هذا الإشكال عن كتاب الله وما ذكره من تكلّم سيلمان عليه السلام مع الهدهد ، ونبيّنا أفضل من سليمان. ويظهر أن صاحب الإشكال لا يعلم بما في صحاحه ، حيث روى البخاريّ في صحيحه (1) تكلّم البقرة والذئب بمرأى ومسمع من الصحابة فتعجّبوا وقالوا : ( سبحان الله بقرة تتكلم؟! ... سبحان الله ذئب يتكلّم؟! ... ).
وفي الختام نذكر ما رواه ابن عساكر ـ وهو من أعلام القوم ـ في تاريخ مدينة دمشق ( 4 / 232 ) : ( ... عن أبي منظور قال : ... فكلّم رسول الله صلى الله عليه وآله الحمار ، فكلّمه الحمار ، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله : ما اسمك؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله عزّ وجلّ من نسل جدّي ستين حماراً كلّهم لم يركبهم إلا نبي ، قد كنت أتوقعك أن تركبني ، لم يبق من نسل جدّي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ... قال له النبيّ صلى الله عليه وآله : فأنت يعفور ، يا يعفور ، قال : لبيك ... ) .
______________
1 ـ صحيح البخاري 4 / 149.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|