أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016
1694
التاريخ: 5-1-2021
1819
التاريخ: 21-7-2019
1656
التاريخ: 20-10-2020
1924
|
دور الشباب السياسي في الدولة:
إن واحداً من اهم اهتمامات جغرافية السياسة هو دراسة وتحليل العنصر السكاني للدولة بوصفه قوة جيوبوليتيكية تعد أهم المكونات الديناميكية لقوة الدولة، وتكمن هذه الديناميكية في فعالية وقدرة الفئة الشابة من السكان في إدامة الحياة وتطورها ضمن المجتمع.
لقد لعب الشباب - بوصفهم فئة اجتماعية – عبر التاريخ دوراً مهماً في كونهم متميزين بتأثرهم في حركة الاصلاح البروتستانتية في انكَلترا والثورات الفرنسية وفي الولايات المتحدة الامريكية والمانيا وكوبا والصين وغيرها من الدول، وهذا ادى الى دخول الشباب في مسرح الاحداث الاجتماعية، عكس ما كانت تعتقده الايدلوجية الماركسية من ان التغير الجذري للمجتمع لا يمكن ان يتم إلا علـــــى كاهل الطبقة العاملة(1).
وهذا يعكس ما يراه جغرافيو السياسة من ان اقدار الدول وقوتها السياسية تتباين في العالم على المستوى المكاني وتتباين على المستوى الزماني من حيث مدى وفرة المقومات الجغرافية لتحقيق القوة لدولها(2). والتي توصلت إليها عبر اهتمامها بالعامل الاكثر اهمية من بين العوامل الجغرافية في الدولة وهو فئتها الشابة من السكان.
ان دول العالم في العصر الحديث، لم تعر اهمية (على الصعيد الرسمي) للشباب وحركاتهم إلا بعد الحرب العالمية الثانية وكانت المبادرة من اليونسكو، وهي المنظمة التي اقرت أول منهاج تفصيلي بالعمل (حول الشباب وللشباب) عام 1954، ولم تتحقق مفردات المنهاج على ارض الواقع إلا بعد عشر سنوات (1964) وبعد دراسة مطولة مشتركة، ساهم فيها الشباب انفسهم من جهة ورجال السياسة واخصائيوا علم الاجتماع والنفس والتربية في العالم من جهة اخرى، وارتكزت محاور المناقشات على نقطتين :-
1- تحرير الشباب.
2- توسيع مفاهيم التربية ومناهجها التي تخص مرحلة ما بعد المدرسة وقد شهد عام 1964 اختتام مؤتمر اليونسكو المتعلق بالشباب في مدينة كرينويل(3) ولا يمكن عد الشباب العربي صنفاً مختلفاً عن غيره من الشباب في بقية المجتمعات الاخرى، فقد لعب دوراً مؤثراً في قيادة حركات التحرر في مجتمعاته السياسية خاصةً منذ منتصف القرن الماضي والى الآن، في سبيل استقلال اقطارهم وقد شارك الشباب العربي بالثورات والانتفاضات وكونوا جمعيات وروابط واحزاب ودخلوا حركات المقاومة المسلحة والسياسية سراً وعلانية(4).
وبما ان السكان يعدون من اهم الاسس التي تمكن الدول من الوصول الى القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية(5). فأن الوطن العربي لديه هذا الاساس القوي من فئة الشباب من بين سكانه ممن يمكن عده قوة كبيرة لو تم استثمار هذه الطاقات بشكل علمي وروح ديمقراطية.
والدور السياسي للشباب في العراق اكدت له الحوادث التاريخية التي مرت بأرضه ضمن فترة تاريخية طويلة نسبياً امتدت منذ (656هـ - 1258م) بعد سقوط بغداد على يد المغول. كذلك برز دورهم في تاريخ العراق المعاصر خاصة قبل وبعد نهاية الحرب العالمية (1914 – 1918) وفـــي ثورة العشرين كثورة شعبية وطنية(6).
ويتضح من خلال الحقبة التي عاشها العراق والتي تخللتها الغزوات والثورات والانتفاضات التي حدثت كان للشباب فيها النصيب الاكبر والدور الواضح والمميز في تغيير مسار التاريخ في العراق.
كان للشباب في العراق دور حاسم في بناء الدولة الحديثة للعراق فمنذ عام 1921 بدأت حركة الشباب تأخذ طابعاً موجهاً سياسياً بما يخدم استقلال العراق وطرد المستعمرين. فكانت هنا بداية الاهتمام الجدي بالشباب كقوة جماهيرية مهمة في تغيير المجتمع وتحديثه لصالح المستقبل(7).
ومن هنا تأتي الابعاد الجيوبولتيكية الناجمة عن اهمية حجم السكان وخاصة الشباب منهم، إذ ستكون ذات اثر فعال في دولة ذات موقع استراتيجي مهم (كالعراق) فيما لو احسن استثمار هذه الطاقة الشابة وسعي الى تطويرها وفق مبادئ تخدم مسيرة الدولة وتوفر لهم مجالاً يمارسون فيه دورهم السياسي(8).
و إعطاء جميع شباب الدولة حرية التعبير عن آرائهم بروح ديمقراطية دون اللجوء إلى التكتلات التي تضعف من قوة الدولة لذا ومن خلال إعطاء الفرصة لإذكاء ما يمكن ان يسمى بمرض التعصب الذي يشير عادة الى عدم وجود ديمقراطية مقترنة بوعي تام لأهمية خدمة الوطن و الولاء له اولا قبل أي ولاء اخر. وأن ذلك سيجعل الدولة ترتكز على اساس قوي متين لا يمكن ان يهتز، فقوة أية دولة بالدرجة الاساس يأتي من قوة وتماسك تلك الكتلة البشرية التي يعيش فيها.
__________
(1) علي الزغل، عاطف غصيبات، الشباب والاغتراب، دراسة ميدانية من شمال الاردن، مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، المجلد الخامس، العدد 2، كانون الاول، الاردن، 1990، ص43.
(2) عبد المنعم عبد الوهاب، صبري فارس الهيتي، الجغرافية السياسية، مصدر سلبق، ص471.
(3) شامل عبد القادر، الشباب بناه المستقبل، سلسلة الطلبة والشباب، رقم (1)، دار القادسية للطباعة، بغداد، 1982، ص9-10.
(4) علي محافظة، الشباب العربي والثورة العربية الكبرى، مجلة الرائد العربي، العدد الاول، السنة الاولى، 5 آيار 1986، ص8.
(5) عبد المنعم عبد الوهاب، صبري فارس الهيتي، مصدر سابق، ص281.
(6) توفيق سلطان اليوزبكي وآخرون، دراسات في الوطن العربي، الحركات الثورية السياسية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة الموصل، ط3، 1985، ص79.
(7) وميض جمال عمر نظمي وآخرون، التطور السياسي المعاصر في العراق، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مطبعة جامعة صلاح الدين، ط2، 1986، ص8، ينظر أيضاً :-
- شامل عبد القادر – المصدر السابق ، ص5.
(8) نصيف جاسم علي المطلبي، موقع تركيا الجيوستراتيجي واهميته للعراقـ اطروحة دكتوراه (غير منشورة) كلية الآداب، جامعة بغداد، 1986، ص134.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|