الاستعمال التجاري للأرض

يعد السوق العنصر الأكثر تأثيراً في مورفولوجية المدينة التقليدية بعد المسجد الجامع واحد مستلزماتها الضرورية ، وان خصائصه المميزة وتطوره وتكامله الحضري هو احد الروافد المساهمة في تطوير المدينة (الراوي-2001-ص13).

التي تكون الإطار الرئيس للمدينة حيث تحتاج المدينة إلى الفعاليات التجارية من خلال جمع البضائع من المصادر ونقلها وخزنها والحفاظ عليها ثم تقديمها مصنفة ومصنعة إلى المستهلك. وهنالك عدة اسباب تؤثر في توزيع استخدامات الارض لأغراض التجارة التي تتعلق بقانون سهولة الوصول وعادات الناس وتقاليدهم في التسوق ونوع البضاعة التي يحتاجها السكان والخدمات المقدمة لهم. (عواد-2006-ص22).

تخطط استعمالات الأرض في المدينة التقليدية بحسب اولويات ، فالدين المتمثل بالجامع وحكم الناس المتمثل بدار الأمارة ومصالح الناس المتمثلة بالسوق، اذ يتمركز المسجد في وسط المدينة ويتمحور هيكلها العمراني حوله ، ويقترن وجود السوق بوجود المسجد او الضريح ، حيث الترابط المتين بين الفضاءات الدينية والتجارية.

وغالباً ما تكون الأسواق في المدينة التقليدية ضمن النسيج الحضري الكثيف لمركز المدينة ومتداخلة مع الفضاءات الحضرية وشبكة ممرات الحركة بحيث يصعب تمييز الشكل الخارجي لها ، فهي بلا كتلة خارجية اذ انها تمثل جزءاً من حياة المسلم واحاسيسه . وتكون بعض هذه الأسواق مغطاة ويطلق عليها اسم القيصريات، ويعود ذلك الى حرارة الجو في المدن التقليدية ، الا ان هناك فصلاً بينها وبين الاستعمال السكني ، الفصل بين العام والخاص . (الراوي-2001-ص14).

وتؤثر الوظيفة التجارية بشكل كبير في مورفولوجية المدينة وبخاصة في المنطقة المركزية، اذ تزداد كثافة البناء وتقل الفضاءات المفتوحة، كما تزداد ارتفاعات الأبنية مما يؤثر في خط سماء شوارعها وفضاءاتها, ان هذا الاستغلال الكبير للأرض جاء انسجاماً مع ارتفاع قيمة الأرض وايجاراتها في قلب المدينة، اذ تتمتع الوظيفة التجارية بإمكانية دفع اعلى الإيجارات واعلى الأسعار للأراضي.

وتؤدي الوظيفة التجارية فعلاً اساسياً وحاسماً في شق العديد من الشوارع واعادة توسيع الشوارع القديمة ، فضلاً عن انها تعمل على اعادة هيكلة نسيج الوحدات المعمارية واشكالها مع تغير استعمالاتها الأصلية , ومن اهم سمات الوظيفة التجارية انها تجذب نحوها او تطرد بعيداً عنها بعض الاستعمالات الأخرى الملازمة او المناقضة لها(الراوي-2001-ص16).