أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
5287
التاريخ: 13-10-2014
1978
التاريخ: 2024-09-01
222
التاريخ: 22-12-2014
2515
|
من أهم آداب التفسير- التي لا يتمّ تفسير القرآن ولا يمكن أداء حقّه بدونها- سلامة روح المفسر ونفسه من الأمراض القلبية والمفاسد الأخلاقية الشهوية والسياسية والأغراض الدنيوية.
وذلك لأنّ من كان في قلبه زيغ ومرض ، لا يتمكّن من فهم القرآن ، ولا من تلقّ صحيح وفقه واقعي لآياته ، بل إنّما يفسّر القرآن على أساس رأيه وسليقته الشخصية. وكم من طاغوت وخليفة وسلطان جائر وطلبة القدرة والحكومة وأهل السياسة من المسلمين ، فسّروا القرآن بأهوائهم السياسية والميول الشهوانية النفسانية لغرض تشييد أركان حكومتهم والنيل إلى أغراضهم السياسية.
بل كان هؤلاء المنحرفون يرون أنفسهم من مصاديق آيات النعمة والايمان ، ومن المؤمنين الذين نزلت فيهم آيات الرحمة والثواب ، ويرون مخالفيهم تأويل آيات العذاب والمصيبة. وهذا نوع من تحريف القرآن قد وقع في صدر الإسلام من جانب اليهود ، كما أنبأ عن ذلك قوله تعالى :
{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } [النساء : 46].
ولمّا يكن يجفّ ماء غسل النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بعد ارتحاله ، حتّى أقدم جماعة من المنافقين والمنحرفين على تفسير القرآن بآرائهم وأهوائهم السياسية؛ ليأخذوا بذلك زمام الحكومة والامارة على المسلمين. وقد فعلوا ما فعلوا ، وعليه شيّدوا بنيان غصب منصب الخلافة. وكلّ واحد من هؤلاء الطواغيت الغاصبين كانوا يفسّرون الآيات القرآنية النازلة في الرسالة والخلافة والولاية بما تهوى إليه أنفسهم في جهة تأمين أغراضهم السياسية.
ومن هنا أنذرهم اللّه تعالى وحذّرهم عن ذلك بإخباره عن ذلك بقوله :
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [آل عمران : 7].
وكيف يفهم مثل هؤلاء حقايق القرآن ، وقد أخبر اللّه سبحانه عن سقوط مركز فهمهم عن الحياة والادراك ؛ بسبب ما في قلوبهم من المرض والزّيغ والرّين؟ حيث قال : {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف : 179] و{جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الكهف : 57] و{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [المائدة : 13] و{وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة : 45] ، و{لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ} [التوبة : 110] ، و{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [المطففين : 14].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|