أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-10-2020
1059
التاريخ: 11-10-2020
1264
التاريخ: 1-10-2020
1346
التاريخ: 1-10-2020
1277
|
السؤال : لو سمحتم أن توردوا لنا مصادر سواء من كتبنا أو من كتب العامّة على أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام ، أو أحد الأئمّة عليهم السلام نصب عزاءً للإمام الحسين عليه السلام ، وأنّه كرّر ذكر مظلوميته في كلّ سنة ، وشكراً جزيلاً لكم.
الجواب : أوّلاً : إنّ أوّل مجلس نصبه الإمام زين العابدين عليه السلام هو في الشام ، عندما خطب في ذلك الحشد ، وأخذ ينعى ويعدّد صفات أبيه ومظلوميته ، والناس من حوله تبكي ، فهذا مجلس عزاء أقامه الإمام زين العابدين عليه السلام في الجامع الأموي (1).
ثانياً : ما كان يفعله الإمام زين العابدين عليه السلام عند مروره بالقصّابين ، وتذكيرهم بمصاب الإمام الحسين عليه السلام ، وأخذه البكاء أمامهم ، فإنّ هذا عزاء لأبيه الحسين عليه السلام في الملأ العام ، وليس فقط تذكير.
ثالثاً : روى العلاّمة المجلسي عن بعض مؤلّفات المتأخّرين أنّه قال : « حكى دعبل الخزاعي قال : دخلت على سيّدي ومولاي علي بن موسى الرضا عليهما السلام في مثل هذه الأيّام يعني محرّم فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب ، وأصحابه من حوله ، فلمّا رآني مقبلاً قال لي : « مرحباً بك يا دعبل ، مرحباً بناصرنا بيده ولسانه » ، ثمّ وسّع لي في مجلسه ، وأجلسني إلى جانبه ، ثمّ قال لي : « أن تنشدني شعراً ، فإنّ هذه الأيّام أيّام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيّام سرور كانت على أعدائنا ، خصوصاً بني أُمية ، يا دعبل من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحداً كان أجره على الله ، يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا ، يا دعبل من بكى على مصاب جدّي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة » ، ثمّ إنّه عليه السلام نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه ، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدّهم الحسين عليه السلام ، ثمّ التفت إليّ وقال لي : « يا دعبل إرث الحسين عليه السلام فأنت ناصرنا ، ومادحنا ما دمت حيّاً ، فلا تقصّر عن نصرتنا ما استطعت» ، قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتي ، وأنشأت أقول :
أفاطم لو خلت الحسين مجدّلاً وقد مات عطشاناً بشـــــط فراتِ
إذاً للطمت الخدّ عـــــــــــنده وأجريت دمع العين في الوجنات » (2)
فهنا الإمام عليه السلام عقد مجلساً لذكر جدّه الإمام الحسين عليه السلام ، وأمر بضرب الحجاب حتّى يسمع أهل بيته.
رابعاً : روى العلاّمة المجلسي عن بعض المؤلّفات ، أنّه لمّا أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة عليها السلام بقتل ولدها الحسين عليه السلام ، وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمة بكاءً شديداً ، وقالت : « يا أبت متى يكون ذلك »؟ قال : « في زمان خالٍ منّي ومنك ومن علي » ، فاشتدّ بكاؤها وقالت : « يا أبت فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له »؟
فقال النبيّ صلى الله عليه وآله : « يا فاطمة إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة ، فإذا كان القيامة ، تشفعين أنت للنساء ، وأنا أشفع للرجال ، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده ، وأدخلناه الجنّة » (3).
خامساً : روى الشيخ الصدوق قدس سره بسنده عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال : « إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهتكت حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ... ».
ثمّ قال عليه السلام : « كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى تمضي عشرة أيّام منه ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام » (4).
فالإمام عليه السلام أقام العزاء للإمام الحسين عليه السلام ، وجدّد مصيبته في كلّ محرّم بحزنه وبكائه ، وتغيّر لونه.
وهناك روايات كثيرة واردة في أنّ الأئمّة عليهم السلام كانوا يظهرون الحزن والعزاء عند دخول شهر محرّم ، نعم تبقى مسألة لابدّ من الالتفات إليها ، وهي حالة الأئمّة عليهم السلام وما كانوا عليه من المطاردة والمحاصرة ، والمراقبة المشدّدة من قبل الدولتين الأُموية هي التي وقعت فيها معركة كربلاء والعباسية ، ومعلوم موقف الدولتين من أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، فلذلك لا تجد أنّ الإمام يقيم العزاء العام ، ويدعو الناس إليه كما يقام الآن ، لأنّه في رقابة وفي محاصرة تامّة من قبل السلطة ، ويريد أن يحفظ نفسه ، ويقوم بما هو المطلوب منه ، فلذلك لا نجد هذا الأمر بالكيفية التي عليها نحن اليوم.
_______________________
1 ـ الاحتجاج 2 / 38.
2 ـ بحار الأنوار 45 / 256.
3 ـ المصدر السابق 44 / 292.
4 ـ الأمالي للشيخ الصدوق : 190.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قدم خدماتها لأكثر من (700) مستفيدة خلال شهر واحد.. مركز تابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية يختتم المبادرة المجانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي
|
|
|