المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تطور نظام القضاء المزدوج في فرنسا
4-4-2017
حالات قيام الشركة الفعلية
1-10-2018
الكون المبكر
2023-02-28
غزوة حمراء الأسد خاصة بجرحى أُحد !
2024-10-23
العلاقة بين السياسة الاخراجية والتحريرية
11-8-2021
تطوير مفهوم قانون العمل
23-2-2017


الدراسات الحديثة في علم اسباب النزول  
  
7865   04:46 مساءاً   التاريخ: 24-04-2015
المؤلف : حسن حيدر
الكتاب أو المصدر : أسباب النزول القرآني تاريخ وحقائق
الجزء والصفحة : ص 81-91.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أسباب النزول /

لا تكتمل صورة المشهد التاريخيّ من غير أن نلقي ضوءا على تاريخنا المعاصر ، لذا لا بدّ من الإطلالة على الدراسات الحديثة التي اعتنت بأسباب النزول.

ولتتبيّن الصورة بكامل جوانبها ، لا بدّ أن نبيّنها ضمن ثلاثة محاور :

الدراسات العامّة ، الدراسات المثيرة للجدل ، الدراسات الشيعيّة.

1. الدراسات العامّة

على مستوى الرواية

رغم أنّ الواحدي قد صنّف كتابه حرصا على تنقية أسباب النزول من الإفك والكذب الذي تداخلها كما يقول ، فإنّ كتابه قد احتاج إلى تهذيب وتشذيب تصحيحا واستدراكا استمرّ قرونا من الزمن ، بدءا من الجعبريّ وابن حجر والسيوطيّ ، وهذا الأمر استمرّ عقودا من الزمن؛ إذ انشغل الباحثون حتّى زماننا ، إمّا في اختيار الصحيح والمقبول والحجّة من أسباب النزول كما في كتاب مقبل الوادعيّ : «الصحيح المسند من أسباب النزول» ، وكما في «المصنّف الحديث في أسباب النزول» من تصنيف : عبد اللّه إسماعيل عمّار ... وإمّا في استدراك ما يمكن أن يكون قد فات الواحدي أو السيوطيّ : كما في كتاب : نهاية السول فيما استدرك على الواحدي والسيوطيّ من أسباب النزول ، من تأليف د. أبو عمر نادى بن محمود الأزهريّ ، وكتاب : جامع النقول في أسباب النزول وشرح آياتها لعليوى خليفة عليوي ، كذلك كتاب :

الاستيعاب فيما نزل من الأسباب لمجموعة من الباحثين ...

وما يثير الاستغراب أنّه مع كلّ المحاولات التي جرت للرقيّ بجمع روايات أسباب النزول ، فإنّ «العلماء يعتمدون كتاب الواحدي ويرون أنّه خير كتاب وأشهرها في هذا المعنى». «1»

على مستوى الدراية

وأمّا على مستوى الدراية فإذا كان السيوطيّ لم يضف شيئا ذا خطر على هذا العلم ، واكتفى بنقل وتوضيح وتهذيب ما ذكره الزركشيّ ، ف «لم يقدّم شيئا علميّا إضافيّا ، وكان يمكن أن يصنّف مثله أيّ عربيّ يتمتّع بالحدّ الأدنى من القراءة والكتابة» ، «2» وإذا كانت المصنّفات الجامعة لعلوم القرآن قديما قد نحت هذا المنحى ، فإنّها وإن كانت : «من الوفرة والكثرة ما لا يخفى على العيان ، إلّا أنّ هذا التعدّد لا يعكس دائما تغيّرا في النظرة إلى مباحث علوم القرآن ، أو تطوّرا مطّردا في مناحي التفكير من ناحية ، ومناهج المقاربة من ناحية أخرى» ، «3» إذا كان الأمر كذلك في زمن عزّ فيه التأليف واستنساخ الكتب ، فلك أن تتخيّل في القرن العشرين وعصر ثورة الطباعة ، ما حصل في هذا المجال ، حيث تطبع كلّ الأمور ، صحيحها وسقيمها ، فقلّ من بحث في هذا العلم بنحو جادّ وبعيدا عن التقليد.

لذا لاحظ كثير من الباحثين أنّ الدراسات الحديثة قد غلب على أكثرها الاجترار والعمل المدرسيّ ، فاكتفى «عديد الدارسين العرب المحدثين بترديد آراء القدامى من مفسّرين وعلماء قرآن في مبحث أسباب النزول ، والتسليم بصحّتها ، ومن ثمّ غاب عند أصحاب هذا الموقف الحسّ النقديّ في أعمالهم ، وانعدمت الجدة فيها انعداما كليّا أو كادت» ، «4» «و لم يزد التالون على ما كتبه السابقون شيئا كثيرا ، بل إنّ آفة النقل كانت أمرا مشتركا بين المتأخّرين» ، «5» وجاءت معظم الدراسات والتصنيفات الحديثة «فاقدة لأيّ نوع من الطرح العلميّ ، ومن الترتيب المنطقيّ». «6»

وشملت شكواهم حتّى مثل كتاب الزرقانيّ : «مناهل العرفان في علوم القرآن» ، الذي كان يؤمّل «أن يشفي غليل الباحثين ويطفئ ظمأ العطشى من الدارسين (...) شغل بالجمع ولم يشغل بالتمحيص ، فأبقى الشوائب دون تنقية». «7»

كذلك كانوا يؤمّلون من د. صبحي الصالح في كتابه : مباحث في علوم القرآن أن يكسر جليد الاجترار والتقليد ، ولكن بدا أنّ ما كان يعتقده جديدا في معالجة الموضوع ، فإنّه «عند الفحص أوهم بالتجديد» «8» فحسب ، وما يأخذه‏ على القدماء لا يتعدّى كونه : «مآخذ شكليّة على منهجهم القديم». «9»

والأكثر إيلاما في هذا المجال ما فعله بعضهم عند ما نقل بحوث العلماء القدامى ، من غير أن يصرّح بالمصدر الذي أخذ عنه ، كما في «مفتاح السعادة ومفتاح السيادة» ، «10» و«تاريخ التفسير» ، «11» و«أسباب النزول عن الصحابة والمفسّرين» ، «12» على ما ينقل عبد الحكيم أنيس في مقدّمة كتاب العجاب في بيان الأسباب لابن حجر. «13»

أمّا تفسير ذلك فقد ذكر البعض أنّه : «اكتفاء هؤلاء بما انتهى إليه السلف من نتائج في الموضوع ، والتهيّب من مراجعة مواقفهم مراجعة جوهريّة متجاوزة لكلّ ضروب النقد الشكليّ» ، «14» وردّها آخرون إلى أنّ «أغلبها قد ألّفها أصحابها لطلابهم ، وأحسب أنّ هذا يؤدّي إلى الإجمال في الحديث وتيسير المادّة ، وعدم الخوض في دقائق المسائل ووعر المسالك ، واختيار السبيل الأسهل والأيسر». «15»

فالنتيجة والخلاصة أنّه «في مجال الدراسات العربيّة الحديثة طغت القراءة التمجيديّة على ما سواها من القراءات؛ إذ اكتفى ممثّلوها بإعادة إنتاج علماء القرآن والمفسّرين القدامى» ، «16» وكثرة التأليف في باب أسباب النزول ، لم تكن تعني تطوّرا مطّردا لهذا الباب ، بل نادرا ما وجدنا دراسة انطلقت بجرأة في معالجة حقائق هذا الباب.

2. الدراسات المثيرة للجدل‏

أثارت مجموعة من الدراسات المعاصرة جدلا كبيرا في الوسط الثقافيّ والدينيّ ، وما زالت تداعيتها ، أخذا وردّا ، نقاشا وشتائما ، تتفاعل حتّى يومنا هذا ، وممّا سطّرته ملاحظات في مجال أسباب النزول ، وسنلقي ضوءا على أبرز هذه الدراسات.

أ) ملاحظات نصر حامد أبو زيد

يعتبر أبو زيد أنّ : «علم أسباب النزول من أهمّ العلوم الدالّة والكاشفة عن علاقة النصّ بالواقع وجدله» ، «17» وأبدى ملاحظتين ترتبطان بهذا الباب :

أولاهما تأكيده على كثرة الآيات المرتبطة بأسباب النزول ، بحيث كانت الآيات النازلة ابتداء نادرة ، يقول : «الحقائق الإمبريقيّة المعطاة عن النصّ (...)

تؤكّد (...) أنّ كلّ آية أو مجموعة من الآيات نزلت عند سبب خاصّ استوجب إنزالها ، وأنّ الآيات التي نزلت ابتداء أي بدون علّة خارجيّة قليلة جدّا». «18»

أمّا الملاحظة الثانية فتقوم على أساس اكتشاف أسباب النزول من خلال نفس النصّ القرآني ، من غير العودة إلى الروايات ، فبعد أن تساءل : «ما ذا نفعل حين لا نستطيع تحديد أسباب النزول تحديدا حاسما جازما؟» ذكر أنّ :

«أسباب النزول ليست سوى السياق الاجتماعيّ للنصوص ، وهذه الأسباب كما يمكن الوصول إليها من خارج النصّ ، يمكن كذلك الوصول إليها من داخل النص» ، «19» وأنّ «معضلة القدماء أنّهم لم يجدوا وسيلة للوصول إلى‏ «أسباب النزول» إلّا الاستناد إلى الواقع الخارجيّ والترجيح بين المرويّات ، ولم يتنبّهوا إلى أنّ في النصّ دائما دوالا يمكن أن يكشف تحليلها عن ما هو خارج النصّ». «20»

التعليق‏

أمّا ملاحظته الأولى فقد تعرّضنا بالتفصيل إلى بحث كثرة أسباب النزول ، وأيّدنا ذلك بالشواهد والأدلّة ، وهو ما لم يفعله أبو زيد ، على أنّ اعتقادنا بكثرة الأسباب لا يعني التسليم بالنتيجة التي يريد أن يخلص إليها أبو زيد ودعواه في مسألة العلاقة الجدليّة بين النصّ والواقع ، بل مرّ في الأبحاث أنّ القرآن يجري كما تجري الشمس والقمر ، وأنّه لو ماتت الآية بموت القوم الذين نزلت فيهم لما بقي من القرآن شي‏ء لكنّ القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض ، وقد تعرّض العلماء لهذا المبحث تحت عنوان : «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب» أو «المورد لا يخصّص الوارد».

وأمّا حديثه عن استكشاف الأسباب من داخل النصّ ، فهو وإن كان كلاما منمّقا ومفاجئا ، إلّا أنّه لا يتعدّى ذلك إلى إقامة الدليل على هذه الدعوى ، فصحيح أنّ النص يكشف عمّا وراءه من خلال التحليل ، ولكن هل يكشف ذلك عن الحادثة التاريخيّة التي نزل بسببها ؟! ، فبين الأمرين بون شاسع ، وقد رأينا أبو زيد لم يستطع أن يكون وفيّا لهذا المبدأ بنفسه عند ما تعرّض لنموذج هذه الدعوى. «21».

ب) ملاحظات د. محمّد شحرور «22»

ذكر د. شحرور في كتابه الذي أثار لغطا كبيرا أنّه : «ليس للقرآن أسباب نزول». «23»

وهذه العبارة خدعت كثيرين ، حتّى بعض الباحثين الجادّين ، حيث ظنّ أنّ مقصوده كلّ آيات الكتاب ، «24» والحال أنّ الأمر يرتبط باصطلاحات خاصّة وضعها شحرور بنفسه لنفسه ! ، «25» فهو يفرّق بين التعبيرات المعروفة عن آيات الكتاب ، ويتبنّى «أنّ هناك فرقا جوهريّا بين الكتاب والقرآن والفرقان والذكر» ، «26» ومصطلح القرآن من بينها يعبّر عن قسم خاصّ من الآيات وهي‏ «آيات العقيدة» فحسب ، «27» فما يعتقده شحرور هو أنّه ليس للآيات المرتبطة بالعقائد أسباب نزول.

حملة على المؤلّف‏

وقد حمل البعض على المؤلّف في رأيه عدم وجود أسباب نزول للقرآن ، بالتساؤل باستغراب : «هل يعقل أن يكون نزول هذا المعجز الإلهيّ عبثا بلا سبب؟!» ، ف : «إنّ فقدان السبب يعني فقدان الغاية والهدف ، وهذا يعني أنّ القرآن نزل عبثا!» ، ثمّ يعتبر أنّ تصديق الرسالة ، والقيام بمهمّة الحراسة والحماية من الوضع والرفع والتحوير ، هو سبب نزول هذه الآيات. «28»

وفي هذا الجواب خلط بين السبب العامّ لنزول آيات القرآن ، وهو الموجود في جميع الآيات ، ألا وهو هداية الناس وتثبيتهم ، وبين أسباب النزول المصطلحة ، وهي الموارد والوقائع الخاصّة التي نزلت فيها آيات قرآنيّة ، وقد لفت المصنّفون في كتب علوم القرآن وأسباب النزول إلى ذلك حتّى لا يحصل هذا الخلط. «29»

التعليق على ملاحظة شحرور

والصحيح أنّ دعوى شحرور ، لا تخلو من صواب وفق التعريف المتداول لأسباب النزول ، «30» ولكنّها تعاني من إطلاقيّة مخلّة في المقام ، فمسألة عدم وجود أسباب نزول لآيات العقائد بشكل عامّ ، وإن ذكره عدد من العلماء وفقا للتعريف المتداول ، «31» ولكن ما ذا يفعل شحرور بأسباب النزول التي وردت في آيات العقيدة ، وخاصّة التي وردت إثر سؤال وقع في عهد النبيّ ، وقد اعتبروه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جميعا قسما من أسباب النزول ، كما في قضيّة سؤال اليهود عن ذي القرنين والروح؟! ، وهذا العلم قائم على مراجعة الوثائق والروايات الواردة فيه كما هو متّفق عليه ، فخلوصه إلى التعميم كان مخلا من هذه الناحية.

3. الدراسات الشيعيّة

أوّل ما يستوقف المتابع للدراسات الشيعيّة ، هو قلّة اهتمامها ببحث أسباب النزول كبحث مستقلّ عن الروايات بشكل عامّ ، فالتحقيقات في هذا المجال نادرة للغاية ، كما يؤكّده تتبّع أبحاثهم في علوم القرآن.

ومن الملفت أنّ لجنة الباحثين في «مركز الثقافة والمعارف القرآنيّة» لم‏ تجد مفسّرا شيعيّا واحدا تعرّض لهذا المبحث‏ «32» في مقدّمة تفسيره. «33»

وإنّهم وإن فاتهم بعض من تعرّض لذلك في المقدّمات ، كالشيخ مغنيّة في «الكاشف» ، «34» والسبزواريّ في «مواهب الرحمن» ، «35» ولكنّ ذلك لا يفسد في الودّ قضيّة حيث أوردا كلاما مختصرا للغاية ، واكتفيا بحكم عامّ عليها.

وتشكّل هذه الحقيقة امتدادا لعدم اهتمام العلماء الشيعة لفصل أسباب النزول عن روايات أهل البيت عليهم السّلام ، واعتقادهم بأنّ محلّها المناسب هو إلى جانب روايات التفسير ، وأنّه لم تعوزهم الحاجة إلى إدراجها تحت عنوان مستقلّ يختصّ بها كما قد تقدّم.

وأمّا الأسباب الرائجة ، فقد أبدى بعض العلماء رأيهم فيها بشكل عامّ ، وقد كان سلبيّا. «36»

وفي الآونة الأخيرة تناول عدد من الباحثين الشيعة باب أسباب النزول ، تارة ببحث قضاياه النظريّة (على مستوى الدراية) ، وأخرى بجمع روايات أهل البيت عليهم السّلام المرتبطة بأسباب النزول (على مستوى الرواية).

_______________________
(1). أ. د. فضل عبّاس ، إتقان البرهان ، ج1 ، ص 251.

(2). ترجمة عن الفارسيّة ، السيّد حجّتي ، أسباب النزول ، ص 13.

(3). بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 117.

(4). المصدر السابق ، ص 20.

(5). د. جمال أبو حسّان ، مقدّمة إتقان البرهان ، ص أ ، ويطرحون لذلك أمثلة كثيرة من الكتب المطبوعة من قبيل ، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون للحاج خليفة ، وروائع القرآن لمحمّد سعيد البوطيّ ، و«علوم القرآن ، مدخل إلى تفسير القرآن وبيان إعجازه» ل.

د. عدنان زرزور ، والقرآن الكريم ومعرفة أسباب النزول لبهاء الدين الزهوري ، وكتابي غازي عناية في أسباب النزول وعلوم القرآن (راجع : عبد الحكيم الأنيس ، مقدّمة العجاب في بيان الأسباب ، 85- 90).

(6). ترجمة عن الفارسيّة ، السيّد حجّتي ، أسباب النزول ، ص 13.

(6). د. جمال أبو حسّان ، مقدّمة إتقان البرهان ، ص أ.

(7). بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 23.

(9). المصدر السابق.

(10). ل طاش كبرى زاده (968 هـ).

(11). لقاسم القيسيّ.

(12). لعبد الفتّاح القاضي.

(13). عبد الحكيم الأنيس ، مقدّمة العجاب في بيان الأسباب ، ص 85- 87.

(14). بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 25.

(15). أ. د. فهد بن عبد الرحمن الرومي ، دراسات في علوم القرآن ، ص 46.

(16). بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 46 ، 47.

(17). مفهوم النصّ ، ص 96 وما بعد.

(18). المصدر السابق ، ص 97.

(19). المصدر السابق ، ص 111.

(20). المصدر السابق.

(21). لاحظ : الشيخ مالك وهبي ، دور العقل ، 275- 285.

(22). تعرّضت دراسة الدكتور محمّد شحرور إلى حرب بلا هوادة وصلت إلى حدّ التشكيك في عقائده ، وينقل لنا أحمد راتب عرموش صورة واقعيّة عن الجوّ الذي عاشته بلاد الشامّ حيث صدر الكتاب ، يقول : «قد يكون كتاب الدكتور المهندس محمّد شحرور «الكتاب والقرآن ، قراءة معاصرة» (...) من أكثر الكتب التي أثارت جدلا (...) فانقسم العلماء والعامّة حوله بين مؤيّد ومعارض ، ومكفّر للمؤلّف ، ومتّهم له بأنّه واجهة لعصبة تعمل في التأليف ضدّ الإسلام ، وتحاربه من داخله بقصد تشويهه والقضاء عليه ...» (أحمد راتب عرموش ، مقدّمة ، أحمد عمران ، القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان ، ص 7).

و هذا الأمر قد اضطرّ المؤلّف إلى الاستعانة بأصدقائه للدفاع والذبّ عنه ما أمكن ، يقول د. جعفر دكّ الباب : «.. ولكنّني أنوّه بأنّ الصديق الدكتور المهندس محمّد شحرور مؤمن إيمانا راسخا بأنّ القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ لأنّه خاتم الأنبياء والرسل ، لذا فإنّ المؤلّف [شحرور] يتمسّك بيقين لا يتزعزع بمسلّمة أنّ القرآن الكريم صالح لكلّ زمان ومكان إلى يوم الدين ...» (مقدّمة الكتاب والقرآن ، ص 19) ، وهو ما يكرّره شحرور نفسه في كتابه قائلا : «... مع التأكيد أنّني عربيّ مؤمن مسلم» (د. شحرور ، الكتاب والقرآن ، ص 29).

(23). د. شحرور ، الكتاب والقرآن ، ص 92.

(24). بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 26 ، الهامش رقم 2.

(25). في الواقع سار شحرور وفق اصطلاحات وأنشطة ترهق المتابع لها ، مما جعل البعض يعتقد بأنّ شحرور ، «إمّا أنّه يقول ما يريد ألا يفهم ، وإمّا أنّ القارئ لا يستطيع أن يفهم ما يقوله» (أحمد عمران ، القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان ، ص 79).

(26). د. شحرور ، الكتاب والقرآن ، ص 37.

(27). المصدر السابق ، كذلك الأمر بالنسبة لمثل اللباس والطعام والشراب وأساليب الحكم ونمط الحياة التي هي «تفاعل مع الشروط الموضوعيّة» (لاحظ : د. شحرور ، الكتاب والقرآن ،36) ؛ بخلاف آيات «العبادات والأخلاق والحدود» ، التي يصطلح عليها شحرور بأنّها «الصراط المستقيم»؛ «لأنّها ليست تفاعلا مع العصر» (لاحظ : د. شحرور ، الكتاب والقرآن ، ص 36).

(28). أحمد عمران ، القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان ، ص 79- 81.

(29). لاحظ مثلا : د. رجبعلى مظلومي ، پژوهشى بيرامون آخرين كتاب إلهي ، ج 1 ، جزء 3 ، ص 147 ينقلها عن : (حاج سيّد علي كمال دزفولي ، قانون تفسير ، كتابخانه صدر ، 1354 ش ، ص 252 ، 253)؛ الزرقاني ، مناهل العرفان ، ج 1 ، ص 101 ....

(30). ولحسن الحظّ أنّه اتّبع التعريف المتداول لأسباب النزول ، حيث لم يبتدع اصطلاحا خاصّا به كي نلاحقه فيه عسانا نفهم معناه!

(31). فعلى سبيل المثال نجد السيّد محمّد باقر الصدر يقسّم آيات القرآن إلى قسمين : قسم له أسباب نزول وآخر ليس له أسباب ، والأخير هو عبارة عن : «الآيات التي تصوّر قيام الساعة ومشاهد القيامة وأحوال النعيم والعذاب ...» (السيّد الصدر ، المدرسة القرآنيّة ، ص 227) ، كذلك السيّد مجيب جواد الرفيعيّ ، يذكر أنّ «الآيات السور القرآنيّة التي تحكي أخبار الغيب ، وتصوير آفاق عالم البرزخ ، والجنّة والنار ، وأحوال القيامة ، وما يتعلّق بأحوال أهل الجنّة وأهل النار ، وأمثال تلك (...) لا يمكن العثور على سبب خاصّ في نزولها» (السيّد الرفيعيّ ، أسباب النزول ، ص 9 ، 10) ....

(32). عنونوا البحث ب ، «فوائد أسباب النزول» ، ولكن يظهر أنّهم أرادوا الأعمّ ، بعد ملاحظة ما أوردوه تحت هذا العنوان ، فضلا عن عدم وجود بحث آخر في هذا المجال (راجع : علوم القرآن عند المفسّرين ، ج 3 ، ص 369- 384).

(33). وهو الملاحظ حتّى في التفاسير القديمة؛ حيث اكتفى الشيخ الطوسيّ والطبرسيّ مثلا ، بالإشارة إلى الخبر المعتمد في تفسير القرآن.

(34). التفسير الكاشف ، ج 1 ، ص 13.

(35). مواهب الرحمن ، ج 1 ، ص 7.

(36). وأكثر ذلك وقع في متون التفاسير ، وفي طيّ بيان تفسير الآيات ، حيث أبدوا الرأي فيها بشكل عامّ.

و الحكم المذكور فيها وإن كان يشمل ما يكون روايات عن أهل البيت عليهم السّلام ، إلى أنّ نظرهم كان الأسباب الرائجة فحسب ، وسبب ذلك ما سبق أن نبّهنا عليه أنّها المرتكزة في الأذهان بهذا العنوان بحيث ينصرف الكلام والبحث إليها عند التحقيق.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .