أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015
17447
التاريخ: 30-12-2021
2638
التاريخ: 26-03-2015
5080
التاريخ: 4-2-2020
18345
|
أغراض التشبيه
الأمثلة :
(1) قال البحتري :
دان إلى أيدي العفاة وشاسع |
|
عن كل ند في الندى وضريب |
كالبدر أفرط في العلو وضوؤه |
|
للعصبة السارين جد قريب |
* * *
(2) وقال النابغة الذبياني (1) :
كأنك شمس والملوك كواكب |
|
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب |
* * *
(3) وقال المتنبي في وصف أسد :
ما قوبلت عيناه إلا ظنتا |
|
تحت الدجى نار الفريق حلولا (2) |
* * *
(4) وقال تعالى :
«والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه».
* * *
(5) وقال أبو الحسن الأنباري (3) في مصلوب :
مددت يديك نحوهم احتفاء |
|
كمدهما إليهم بالهبات (4) |
* * *
وقال أعرابي في ذم امرأته :
وتفتح ـ لا كانت ـ فما لو رأيته |
|
توهمته بابا من النار يفتح |
البحث :
وصف البحتري ممدوحه في البيت الأول بأنه قريب للمحتاجين، بعيد المنزلة، بينه وبين نظرائه في الكرم بون شاسع. ولكن البحتري حينما أحس أنه وصف ممدوحه بوصفين متضادين، هما القرب والبعد، أراد أن يبين لك أن ذلك ممكن، وأن ليس في الأمر تناقض ؛ فشبه ممدوحه بالبدر الذي هو بعيد في السماء ولكن ضوءه قريب جدا للسائرين بالليل، وهذا أحد أغراض التشبيه وهو بيان إمكان المشبه.
والنابغة يشبه ممدوحه بالشمس ويشبه غيره من الملوك بالكواكب، لأن سطوة الممدوح تغض من سطوة كل ملك كما تخفى الشمس الكواكب فهو يريد أن يبين حال الممدوح وحال غيره من الملوك، وبيان الحال من أغراض التشبيه أيضا.
وبيت المتنبي يصف عيني الأسد في الظلام بشدة الاحمرار والتوقد حتى إن من يراهما من بعد يظنهما نارا لقوم حلول مقيمين، فلو لم يعمد المتنبي إلى التشبيه لقال : إن عيني الأسد محمرتان ولكنه اضطر إلى التشبيه ليبين مقدار هذا الاحمرار وعظمه، وهذا من أغراض التشبيه أيضا.
أما الآية الكريمة فإنها تتحدث في شأن من يعبدون الأوثان، وأنهم إذا دعوا آلهتهم لا يستجيبون لهم، ولا يرجع إليهم هذا الدعاء بفائدة، وقد أراد الله جل شأنه أن يقرر هذه الحال ويثبتها في الأذهان، فشبه هؤلاء الوثنيين بمن يبسط كفيه إلى الماء ليشرب فلا يصل الماء إلى فمه بالبداهة ؛ لأنه يخرج من خلال أصابعه ما دامت كفاه مبسوطتين، فالغرض من هذا التشبيه تقرير حال المشبه، ويأتي هذا الغرض حينما يكون المشبه أمرا معنويا ؛ لأن النفس لا تجزم بالمعنويات جزمها بالحسيات فهي في حاجة إلى الإقناع.
وبيت أبي الحسن الأنباري من قصيدة نالت شهرة في الأدب العربي لا لشيء إلا أنها حسنت ما أجمع الناس على قبحه والاشمئزاز منه «وهو الصلب» فهو يشبه مد ذراعي المصلوب على الخشبة والناس حوله بمد ذراعيه بالعطاء للسائلين أيام حياته، والغرض من هذا التشبيه التزيين، وأكثر ما يكون هذا النوع في المديح والرثاء والفخر ووصف ما تميل إليه النفوس.
والأعرابي في البيت الأخير يتحدث عن امرأته في سخط وألم، حتى إنه ليدعو عليها بالحرمان من الوجود فيقول : «لا كانت»، ويشبه فمها حينما تفتحه بباب من أبواب جهنم، والغرض من هذا التشبيه التقبيح، وأكثر ما يكون في الهجاء ووصف ما تنفر منه النفس.
القاعدة
(10) أغراض التشبيه كثيرة (5) منها ما يأتي :
(ا) بيان إمكان المشبه : وذلك حين يسند إليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له.
(ب) بيان حاله : وذلك حينما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيفيده التشبيه الوصف.
(ح) بيان مقدار حاله : وذلك إذا كان المشبه معروف الصفة قبل التشبيه معرفة إجمالية وكان التشبيه يبين مقدار هذه الصفة.
(د) تقرير حاله : كما إذا كان ما أسند إلى المشبه يحتاج إلى التثبيت والإيضاح بالمثال.
(ه) تزيين المشبه أو تقبيحه.
نموذج
(1) قال ابن الرومي في مدح إسماعيل بن بلبل :
وكم أب قد علا بابن ذرا شرف |
|
كما علا برسول الله عدنان |
(2) وقال أبو الطيب في المديح :
أرى كل ذي جود إليك مصيره |
|
كأنك بحر والملوك جداول |
الإجابة