أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-5-2020
3490
التاريخ: 24-4-2019
2006
التاريخ: 2023-05-23
985
التاريخ: 2-5-2017
2688
|
التاريخ ودراسة المجتمع: -
أبرز القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أثر العوامل الاجتماعية المتمثلة في إتباع الآباء واستحكام العادات والتقليد والأمثلة على ذلك كثيرة فقد أبرز النبي (صلى الله عليه وآله) أثر العادات الاجتماعية والوسط الاجتماعي على فكر الإنسان وسلوكه ومعتقداته قال عليه الصلاة والسلام (كل مولودٍ يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) .
ويدخل تحت ذلك تقليد المسلمين لغير المسلمين في عقائدهم وعاداتهم الاجتماعية والسلوكية. إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان عالما بالنفوس ويعرف أثر البيئة والظروف على النفس ويعرف إن إقامة المجتمع الإسلامي الصحيح لابد له من توفر الظروف والمناخ والبيئة المناسبة فالإسلام ليس مجرد دعوة إلى دين وإنما هو أيضاً بناء لمجتمع إنساني جديد أساسه الإسلام؛ ومن الضروري لنجاح هذا البناء أن تراعى سنن لله تعالى في إقامته.
علم التاريخ وعلاقته بالعلوم الأخرى: -
ارتبطت الكتابة التاريخية منذ بدايتها في صدر الإسلام بالعلوم الدينية ارتباطا وثيقا. فكان المؤرخون الأوائل يكتبون في السيرة النبوية الشريفة وفي المغازي وفي نسب قريش وفي الطبقات وفي التراجم لرجال العلم والفقه والحديث. وما لا شك فيه أن القرآن الكريم أكد عى أمثلة الشعوب الماضية البائدة لما تنطوي عليه هذه الأمثلة من عبر دينية ومواعظ خلقية. كما جاء القرآن الكريم بنظرة عالمية إلى التاريخ ممثلة في تتابع النبوات. وكانت لهذه النظرة أثرها العميق في اهتمام كتاب العرب بدراسة تاريخ الأمم والرسل والأنبياء يضاف إلى ذلك أن القرآن الكريم نص على أن سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) مثلا يقتدي به المسلمون. وكان لهذا التأكيد أثره في عناية كتاب العرب بدراسة السيرة النبوية دراسة حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وقد سميت الدراسات الأولى لحياته عليه الصلاة والسلام باسم المغازي وتعنى لغويا دراسة أعماله الحربية ولكنها تشمل في حقيقة الأمر على عصره كله.
ومنذ أن وضع عمر بن الخطاب التأريخ الهجري وتم للعرب إنشاء دولة إسلامية واسعة الأطراف وأسس ديوان الجند حتى زاد اهتمام المسلمين بدراسة الأنساب ولا يخفى ما لدراسة الأنساب من أهمية في خدمة التاريخ.
لقد جمع كثير من أئمة المسلمين بين الفقه والتاريخ فكان الطبري وابن كثير الدمشقي يجمعان بين التفسير والتاريخ وكذلك كان الحافظ الذهبي مؤرخا وفقيها وحافظا في آن واحد وغيرهم؛ حيث كان يرى أكثر علماء المسلمين ضرورة الاشتغال به لخدمة الغرض الديني حتى يصبح علم التاريخ على هذا النحو وسيلة لفهم الفقه والشريعة ولأهمية علم التاريخ وارتباطه بالعلوم الإسلامية الأخرى قال السخاوي " فعلم التاريخ فن من فنون الحديث النبوي وزين تقر به العيون حيث سلك فيه المنهج القويم المستوي بل وقعه من الدين عظيم ونفعه متين في الشرع بشهرته غنى عن مزيد البيان ولتفهيم ، إذ به يظهر تزييف مدعي اللقاء وبيان ما صدر منه من التحريف في الارتقاء إذ كان أختل عقله أو أختلط ولم يجاوز بلدته التي لم يدخلها الطالب قط ، وتحفظ به الأنساب المترتب عليها صلة الرحم والمتسبب عنها الميراث والكفاءة حسبما قرر في محله وفهم وكذا تعلم آجال الحيوف واختلاف النقود والأوقاف التي ينشأ عنها من الاستحقاق ما هو معهود وينتفع به في الاطلاع على أخبار العلماء والزهاد والفضلاء والملوك والأمراء والنبلاء وسيرهم ومآثرهم في حربهم وسلمهم وما أبقى الدهر من فضائلهم أو رذائلهم بعد أن أبادهم الحدثان وأبلى جديدهم الأوان حيث تتبع الأمور الحسنة من آثارهم ولا يسمع منهم فيما تنفر عنهم العقول المستحسنة من أخبارهم ويعتبر بما فيه من المواعظ النافعة واللطائف المفيدة " .
ارتبط علم التاريخ بتواريخ المدن وعرفت بالضخامة الواسعة بما حملته من مفهوم" التراجم" الذي حولها من تاريخ سياسي – عمراني إلى تاريخ للرجال ممن عرفوا تلك المدن ولادة أو نزولا أو زيارة وهو نبع لا ينضب من الأسماء والمعلومات ومثال ذلك كتاب الخطيب البغدادي تاريخ بغداد. ومن العلوم المساعدة في دراسة التاريخ والتي تنقسم إلى قسمين: -
أولا – قسم يتعلق بالعلوم الاجتماعية والإنسانية وهي التي تدرس نشاط الإنسان وظواهره فهذه العلوم لها علاقة وثيقة بدراسة التاريخ حسب الموضوع المراد تناوله.
ثانيا - القسم الثاني يتعلق بالمهارات والأدوات الأساسية اللازمة للباحث حسب الموضوع؛ وبضعها ليس علوما بالمعنى الاصطلاحي.
وفي كل الأحوال فالباحث يجب أن يميز بين علوم ينبغي له أن يتعلمها، وعلوم ينبغي أن تكون ملكة راسخة فيه، وعلوم تبقى على هيئة معلومات يتزود بها كلما أراد.
أولا:ً - العلوم الاجتماعية والإنسانية : -
إن موضوع التاريخ يشمل دراسة نشاط الإنسان في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة والثقافية والفكرية والقانونية والعسكرية، وكل ما يصدر عن الإنسان من نشاط ومع تطور موضوع التاريخ على هذا النحو لم يعد يكفي القول بأن فلانا يدرس التاريخ؛ أو أنه يدرس تاريخ شعبٍ معين في عصرٍ معين، بل أصبح من الضروري كشرط لدراسة التاريخ أن يقال أن فلانا يدرس مجال معين في فترة زمنية محددة، كأن يدرس تطور الملكية الزراعية في مصر خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي أو تطور النشاط الرأسمالي وغيره. وبتخصيص مجال النشاط موضع الدراسة يصبح لكلمة التاريخ معنى محددا عندما يقال أن فلانا يبحث في التاريخ الاقتصادي أو في التاريخ السياسي أو الاجتماعي مع الوضع في الاعتبار أن هذا المجال العام للنشاط يقسم إلى جزئيات أكثر تحديدا وأكثر تخصصا، فالمجال الاقتصادي مثلا يشمل على جزئيات الزراعة والصناعة والتجارة، والمجال الاجتماعي يشمل جزئيات نشاط طبقة معينة من طبقات المجتمع والعلاقات الاجتماعية والمنظمات الاجتماعية. والمجال السياسي يشمل الأحزاب السياسية والتنظيمات والدساتير، كما يشمل العلاقات الخارجية والدبلوماسية وغيرها.
وعليه فقد فرض هذا التطور لموضوع التاريخ عبئا لا يستهان به على كاهل الباحث في التاريخ. إذ يشترط ضرورة الإلمام بكثير من العلوم والمعارف المتعلقة بموضوع البحث. ولما كان هذا الإلمام الموسوعي ضربا من المحال فإن لتخصص الدقيق فرض نفسه وتوارى جانبا المؤرخ العام الذي يتناول كل شيء لأي شعب من الشعوب في كل عصر من العصور. وأصبحنا أمام الباحث المتخصص في مجال معين بل وفترة معينة فهذا يهتم بالتاريخ الاقتصادي وذاك يهتم بالتاريخ الاجتماعي وآخر يهتم بالسياسي غيره.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|