المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

لفحة اسكليروشيم
9-1-2022
من آداب المصاحبة
2-2-2018
محكمة الضمير أو القيامة الصغرى
24-11-2014
Put the Kettle On
2-10-2016
طلائع جيش الإمام الحسن ( عليه السّلام )
10-6-2022
علي أكبر بن محسن بن عبد اللّه الأردبيلي
26-7-2016


سيطرة عناصر الفساد والانحراف بحكم هشام  
  
3170   03:34 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص296-297.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

قدّم السيد أمير علي، المؤرّخ والعالم الشهير شرحاً وافياً حول الظروف الاجتماعية والسياسية للمجتمع الإسلامي في فترة حكم هشام بشكل واضح: بموت يزيد الثاني وصلت الخلافة إلى هشام أخوه، واستتبت له الأُمور عندما قمع الثورات الداخلية وأخمد نار المعارك الخارجية، لأنّ قبائل التركمان وخزر كانت تضغط من الشمال على الحكومة المركزية في تلك الفترة، وفي الشرق كان القادة العباسيون يمهّدون الأُمور للقضاء على الحكم الأموي، وفي الداخل كانت نار غضب الخوارج وحقدهم و كانوا شجعاناً بسلاء مستعرة أيضاً، فمكان خيرة شبان العرب في هذه النزاعات إمّا أن يقتلوا في الحروب الأهلية أو يكونوا ضحية سياسة التشاؤم والحسد لبلاط الخلافة الفاسد، لأنّه ونتيجة للثقة العمياء التي منحها الخليفة السابق لوزرائه ورجال بلاطه، صار الحكم بيد أُناس أنانيين غير جديرين، فأثاروا لعجزهم وسوء تدبيرهم للحكم كراهية الناس وغضبهم ؛ ومن المؤكد كان هناك القليل من الرجال الكبار والشخصيات البارزة الذين كانوا يقومون بواجباتهم ووظائفهم الثقيلة بكل جدية واهتمام غير انّ الاهتمام بالدين كان آخر ما يفكّر فيه الناس، وكان الدين بين رجال البلاط وأتباع الجهاز الحاكم على وشك الزوال، لأنّهم لا همّ لهم غير اللهث وراء مصالحهم.

وفي ذلك العصر الخطير والحسّاس كان المجتمع الإسلامي يحتاج إلى ذراع قوية تنقذ سفينة الحكم المنهارة من الغرق، ومن هنا كان من الطبيعي أن يحتاج هشام إلى امتيازات وخصوصيات يستطيع في ظلها أن يواجه المشكلات التي أحاطت العالم الإسلامي من كلّ حدب وصوب، والأمر الذي لا شكّ فيه هو انّ هشام أفضل من الخليفة السابق يزيد، لأنّ جهاز الخلافة في عهده كان قد طهر من وجود العناصر الفاسدة وخلف فيه التروي والوقار النزق، وطهُر المجتمع من وجود الطفيليين الذين هم عالة على المجتمع، غير انّ مبالغة هشام في الصلابة وصلت إلى الغلظة والاضطهاد، وتطبّع اقتصاده بطابع البخل، وقد أدّى قصوره الأخلاقي والإنساني إلى تدهور الأوضاع إلى الأسوأ، لأنّه كان رجلاً سطحي التفكير، مستبداً، سيّء الظن، ومن هنا لم يثق بأي أحد، واتّخذ من التجسّس والخديعة وسيلة للقضاء على المؤامرات التي كانت تحاك ضده، ولأنّه كان سريع التصديق كان يقتل خيرة رجال السلطة بمجرد السعاية فيهم أو سوء الظن بهم، وأدّت هذه المبالغة في إساءة الظن إلى أن يكون لتنحية ولاة الأمصار وقادته نتائج وخيمة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.