المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

فراعنة مصر
11-1-2017
كيفية الحصول على سم النحل
24-3-2022
سلم بن بشر أو بشير
5-11-2017
أحدث تقنيات الزراعة الحديثة وكيف تؤثر على المحاصيل؟
17-2-2018
Synthesis of Transuranium Elements
2-2-2019
لامور، السير جوزيف
27-11-2015


مواعظ الامام الباقر  
  
3593   03:40 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2, ص141-145.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016 5292
التاريخ: 21-8-2016 8404
التاريخ: 21-8-2016 3107
التاريخ: 18-8-2016 2886

قال (عليه السّلام)  : إنمّا مثل الحاجة الى من أصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الأفعى أنت إليه محوج و أنت منها على خطر .

قال (عليه السّلام)  : أربع من كنوز البرّ : كتمان الحاجة، و كتمان الصدقة، و كتمان الوجع، و كتمان المصيبة .

يقول المؤلف  : حكي في مجموعة ورام خبر عن الأحنف لا بأس بذكره، قال الأحنف  : شكوت الى عمّي صعصعة وجعا في بطني فنهرني ، ثم قال : يا ابن أخي إذا نزل بك شي‏ء فلا تشكه الى أحد مثلك فانّما الناس رجلان صديق تسوؤه و عدوّ سرّه و الذي بك لا تشكه الى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه و لكن الى من ابتلاك به فهو قادر أن يفرّج عنك، يا ابن أخي، إحدى عيني هاتين ما أبصر بها سهلا و لا جبلا منذ أربعين سنة و ما اطلع على ذلك امرأتي و لا أحد من أهلي‏ .

يقول المؤلف  : انّ الفقرة الاولى هي مضمون الشعر الذي تمثّل به أمير المؤمنين (عليه السلام)حيث قال:

فان تسأليني كيف أنت فانّني‏               صبور على ريب الزمان صليب‏

يعزّ عليّ أن يرى بي كآبة                  فيشمت عاد أو يسام حبيب‏

قال (عليه السّلام)  : اياك و الكسل و الضجر فانّهما مفتاح كلّ شر، من كسل لم يؤد حقا و من ضجر لم يصبر على حق‏ .

يقول المؤلف  : خطر ببالي في هذا المقام حكاية الشيخ العارف الزاهد أبي الحجاج الأقصري و لا بأس بذكرها، فقد سئل يوما من شيخك ؟ قال  : شيخي أبو جعران فظن الناس انّه يتمازح، فقال : لست في مقام المزاح، قالوا  : كيف انّ أبا جعران شيخك؟ قال  : كنت يقضانا في احدى ليالي الشتاء فرأيت هذا الحيوان يريد الوصول الى المصباح و هو على قاعدة مرتفعة كالمنارة صافية و ملساء بحيث لم يتمكن هذا الحيوان من الصعود عليها فكان يتزحلق كلما صعد فرأيته يصعد قليلا ثم يسقط و هكذا فعددت صعوده فبلغ سبعمائة مرّة من دون أن يكسل الحيوان و يترك ما رامه.

فكان هكذا حتى خرجت لصلاة الصبح فلمّا صلّيت و أتيت البيت رأيته قد صعد على القاعدة و مكث يتدفّأ في ظلّ المصباح، فأخذت منه ما أخذت من الجدّ و الثبات في العمل و الاستقامة و اتمام الاعمال بأحسن وجه.

قال (عليه السّلام)  : التواضع الرضا بالمجلس دون شرفه، و أن تسلّم على من لقيت و أن تترك المراء و ان كنت محقا .

قال (عليه السّلام)  : الحياء و الايمان مقرونان في قرن، فاذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه‏ .

يقول المؤلف  : الروايات في فضل الحياء كثيرة و يكفي في فضله ما قاله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)  :  الاسلام عريان فلباسه الحياء .

فجعل (صلى الله عليه واله) لباس الاسلام الحياء، فكما انّ اللباس يستر العورات و القبائح الظاهرية فكذلك الحياء يستر المساوئ و القبائح الباطنية.

و قد روي انّه  لا ايمان لمن لا حياء له  و انّه  إذا أراد اللّه عز و جل هلاك عبد نزع منه الحياء  قد روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه  : لا تقوم الساعة حتى يذهب الحياء من الصبيان و النساء ، الى غير ذلك، فلذا نجد هذه الصفة الشريفة تتجلّى في النبي و الائمة (عليهم السّلام) اكثر من سائر الناس و هم في غاية الحياء و منتهاه بحيث ورد انّ النبي (صلى الله عليه واله) إذا كلّم استحيا و عرق و غضّ طرفه عن الناس حين كلّموه ، و قد مدح الفرزدق الامام زين العابدين (عليه السلام)بهذه الخصلة حيث قال:

يغضي حياء و يغضى من مهابته‏                   فلا يكلّم الّا حين يبتسم‏

و نقل عن الامام الرضا (عليه السلام) لما أخبره أحد المنافقين بأنّ بعض شيعته يشرب الخمر فتصبب وجه عرقا حياء و خجلا.

قال (عليه السّلام) : أ لا أنبئكم بشي‏ء إذا فعلتموه يبعد السلطان و الشيطان منكم؟

فقال أبو حمزة  : بلى أخبرنا به حتى نفعله، فقال (عليه السّلام)  : عليكم بالصدقة فبكّروا بها فانّها تسوّد وجه إبليس و تكسر شرّة السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك، و عليكم بالحبّ في اللّه و التودّد و المؤازرة على العمل الصالح ، فانّه يقطع دابرهما  يعني السلطان و الشيطان و ألحوا في الاستغفار، فانّه ممحاة للذنوب‏ .

روي عن جابر الجعفي انّه قال  : قال أبو جعفر (عليه السّلام) : يا جابر يكتفي من أتخذ التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟ فو اللّه ما شيعتنا الّا من اتقى اللّه و أطاعه، و ما كانوا يعرفون الّا بالتواضع، و التخشّع، و أداء الأمانة، و كثرة ذكر اللّه، و الصوم، و الصلاة، و البرّ بالوالدين، و التعهد للجيران من الفقراء، و أهل المسكنة، و الغارمين، و الأيتام، و صدق الحديث، و تلاوة القرآن، و كفّ الألسن عن الناس الّا من خير، و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.

قال جابر : يا ابن رسول اللّه ما نعرف أحدا بهذه الصفة، فقال لي : يا جابر تذهبنّ بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول أحبّ عليّا (صلوات اللّه عليه) و اتولّاه، فلو قال : انّي احبّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و رسول اللّه خير من عليّ ثم لا يتبع سيرته و لا يعمل بسنته ما نفعه حبّه ايّاه شيئا، فاتقوا اللّه و اعملوا لما عند اللّه، ليس بين اللّه و بين أحد قرابة، أحبّ العباد الى اللّه و أكرمهم عليه أتقاهم له و أعملهم بطاعته.

يا جابر ما يتقرب العبد الى اللّه تبارك و تعالى الّا بالطاعة، ما معنا براءة من النار و لا على اللّه لأحد منكم حجة، من كان للّه مطيعا فهو لنا وليّ، و من كان للّه عاصيا فهو لنا عدوّ، و لا تنال ولايتنا الّا بالعمل و الورع‏ .

 يقول المؤلف : حكي انّ رجلا رأى أبا ميسرة العابد و قد ظهرت أضلاع صدره من كثرة العبادة و الجهد، فقال : يرحمك اللّه انّ رحمة اللّه واسعة، فغضب أبو ميسرة و قال : كأنك رأيت منّي ما يدلّ على‏ اليأس و {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف : 56]  أي لا بد ان أكون من المحسنين حتى أنال رحمة اللّه فبكيت لما سمعت مقالته.

فجدير بالعقلاء أن ينظروا الى سيرة الرسل و الأولياء و الأبدال و اجتهادهم في طاعة اللّه حتى انهم لم يستقروا لحظة واحدة، هل انّهم كانوا يسيؤون الظنّ باللّه؟ كلّا بل هم و اللّه أعلم بسعة رحمة اللّه منّا و هم أحسن ظنّا باللّه من غيرهم، لكنهم علموا انّ حسن الظنّ و رجاء الرحمة من دون جدّ و اجتهاد و عمل لا يكون الّا غرورا محضا فاتعبوا أجسامهم في العبادة و الطاعة كي يحققوا رجاءهم و حسن ظنّهم باللّه و لذا كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يوصي الناس و يعظهم و يقول :  أيها الناس لا يدع مدع و لا يتمنّى متمن و الذي بعثني بالحق نبيّا لا ينجي الّا عمل مع رحمة و لو عصيت لهويت ...  .

و روي عنه (عليه السّلام) :  انّ للّه ملكا في خلق ديك براثنه في تخوم الارض و جناحاه في الهواء و عنقه مثنية تحت العرش فاذا مضى من الليل نصفه قال : سبوح قدوس رب الملائكة و الرّوح ربنا الرحمن لا إله غيره ليقم المتهجدون، فعندها تصرخ الديوك ثم يسكت كما شاء اللّه من الليل ثم يقول : سبوح قدوس ربنا الرحمن لا إله غيره ليقم الذاكرون، ثم يقول بعد طلوع الفجر : ربنا الرحمن لا إله غيره ليقم الغافلون  .

 يقول المؤلف : لعلّ السبب في تقليل الملك الذكر في كلّ مرتبة هو انّ البركات و الألطاف التي تحصل في المرتبة الأولى للمتهجّدين لا تحصل للذين في المرتبة الثانية و هم الذاكرون فلذا حذف  رب الملائكة و الروح  و كذلك المرتبة الثالثة و هم الغافلون القائمون بعد طلوع الفجر لم ينالوا البركات التي كانت لأصحاب المرتبة الثانية و ان لم يحرموا عن جميع البركات فلذا حذف  سبوح قدوس  و اكتفى بقوله  ربنا الرحمن لا إله غيره و لعلّ النائم بين الطلوعين يحرم جميع البركات و السعادات، فمن نام بينهما نام عن رزقه، هذا ما خطر ببالي و اللّه تعالى العالم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.