المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الاحتياجات البينية المناسبة للموز
2023-08-15
عندما يكون الهدف في تحرّك الإنسان هو الله (تعالى).
2023-03-18
معمر بن خلاّد البغداديّ
1-9-2016
آداب الاكل والشرب
22-6-2017
النار في العصور القديمة
2023-05-15
حكم المعتكف لو اُكره على الخروج من المسجد
19-11-2015


دور عبد اللّه بن الزبير  
  
3503   05:50 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص229-230.
القسم :

عبد اللّه بن الزبير رجلاً يطمح إلى السلطة ظاهر الصلاح بمكة وأقام فيها قبل أن يأتيها الحسين (عليه السلام) عام 60 هجرية، و قد ألقى وجود الإمام الحسين (عليه السلام)هناك الظل عليها، فتغافلت الناس عنه، و انفسح له المجال بعد استشهاد الإمام ليعلن عن رفضة ليزيد ويواصل نشاطه السياسي.

و لم تكن لعبد اللّه علاقة طيبة مع أهل بيت أمير المؤمنين، و قد كان له دور هام في إشعال فتنة الجمل، وحذف أبان نشاطه في مكة الصلاة على الرسول من أوّل الخطبة، وحينما سألوه عن ذلك قال : إنّ له أهل سوء يشرأبون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به.

ونظراً لهذا العداء كان الإمام السجاد (عليه السلام) يبدي قلقاً من فتنته، وطبقاً لما كتبه المؤرخون كان لعبد اللّه بن الزبير دور في ثورة أهل المدينة وتمردهم.

فقد عنّف العراقيّين ولامهم ولدوافع سياسية لأنّهم دعوا الإمام الحسين ثمّ خذلوه وتقاعسوا عن نصرته وكان كثيراً ما يذم يزيد وينعته بالشارب للخمر والملاعب للكلاب والفاسق وقد دعا الناس لخلعه.

وأضاف المؤرّخون أيضاً انّ طرد عامل المدينة وبني أُمية منها كان بموافقته على ذلك. 
لماذا لم يتعاون الإمام السجاد (عليه السلام) مع أصحاب ثورة المدينة؟

الآن حان أوان دراسة الأسباب التي دعت الإمام السجاد لعدم تعاونه مع المنتفضين ويمكن تلخيص تلك الأسباب بهذا النحو:

أ. انّ الإمام كان يتوقع و نظراً لأجواء الرعب والاضطهاد التي سادت بعد استشهاد الإمام الحسين فشل هذه الثورة، وكان يرى أنّه لو شارك فيها لكان يقتل ليس هو وحده فقط بل جميع أصحابه وبقية الطاقات الشيعية دون جدوى.

ب. ونظراً إلى ماضي ابن الزبير ونفوذه في صفوف المنتفضين، فإنّ هذه الثورة ما كانت لأن تكون ثورة شيعية محضة، ولم يشأ الإمام أن يجعل شخصاً مثل عبد اللّه بن الزبير الطالب للسلطة جسراً للانتصار.

ج. انّ الثوريين كانوا قد انتخبوا عبد اللّه بن حنظلة قائداً لهم ولم يستشيروا الإمام في ذلك على الإطلاق، ومع أنّ قادة الثورة كانوا أشخاصاً صالحين وكانت اعتراضاتهم على حكم يزيد حقة وصحيحة تماماً، لكنّه كان واضحاً انّ هذه الانتفاضة ليست انتفاضة شيعية خالصة، ولا يعلم إذا نجحت انّها ستنتهي لصالح الشيعة.

وكأنّ الإمام قد أخذ هذه الأُمور بعين الاعتبار حينما لم يشارك في تلك الثورة منذ انطلاقتها وكان يزيد يعلم ذلك، ومن ناحية أُخرى انّ مأساة كربلاء وأثرها في الرأي العام جعلته يدفع ثمناً باهظاً، فأوصى مسلم بن عقبة بأن لا يتعرّض لعلي بن الحسين.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.