المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28
وظـائـف اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
كيفيّة محاسبة النّفس واستنطاقها
2024-11-28
المحاسبة
2024-11-28
الحديث الموثّق
2024-11-28



معجزات الامام السجاد و عِرفَانِهُ (عليه السلام)  
  
5503   03:05 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الأئمة
الجزء والصفحة : ج3,ص71-76.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

روي عن أبي عبد الله أنه التزقت يد رجل و امرأة على الحجر في الطواف فجهد كل واحد منهما أن ينزع يده فلم يقدرا عليه و قال الناس اقطعوهما قال فبينا هما كذلك إذ دخل علي بن الحسين فأفرجوا له فلما عرف أمرهما تقدم فوضع يده عليهما فانحلا وتفرقا .

و عن أبي عبد الله قال لما ولى عبد الملك بن مروان الخلافة كتب إلى الحجاج بن يوسف بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد فانظر دماء بني عبد المطلب فاحتقنها و اجتنبها فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا إلا قليلا و السلام قال و بعث بالكتاب سرا و ورد الخبر على علي بن الحسين ساعة كتب الكتاب و بعث به إلى الحجاج فقيل له إن عبد الملك قد كتب إلى الحجاج كذا و كذا و إن الله قد شكر له ذلك و ثبت ملكه و زاده برهة قال فكتب علي بن الحسين بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من علي بن الحسين أما بعد فإنك كتبت يوم كذا و كذا من ساعة كذا و كذا من شهر كذا و كذا بكذا و كذا و أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنبأني و خبرني و أن الله قد شكر لك ذلك و ثبت ملكك و زادك فيه برهة و طوى الكتاب و ختمه و أرسل به مع غلام له على بعيره و أمره أن يوصله إلى عبد الملك ساعة يقدم عليه فلما قدم الغلام أوصل الكتاب إلى عبد الملك ؛ فلما نظر في تاريخ الكتاب وجده موافقا لتلك الساعة التي كتب فيها إلى الحجاج فلم يشك في صدق علي بن الحسين و فرح فرحا شديدا و بعث إلى علي بن الحسين بوقر راحلته دراهم ثوابا لما سره من الكتاب .

و عن المنهال بن عمرو قال حججت فدخلت على علي بن الحسين فقال لي يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي قلت تركته حيا بالكوفة قال فرفع يديه ثم قال اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار قال فانصرفت إلى الكوفة و قد خرج بها المختار بن أبي عبيدة و كان لي صديقا فركبت لأسلم عليه فوجدته قد دعا بدابته فركبها و ركبت معه حتى أتى الكناسة فوقف وقوف منتظر لشيء و كان قد وجه في طلب حرملة بن كاهل فأحضر فقال الحمد لله الذي مكنني منك ثم دعا بالجزار فقال اقطعوا يديه فقطعتا ثم قال اقطعوا رجليه فقطعتا ثم قال النار النار فأتي بطن قصب ثم جعل فيها ثم ألهب فيه النار حتى احترق فقلت سبحان الله سبحان الله فالتفت إلي المختار فقال مم سبحت فقلت له دخلت على علي بن الحسين فسألني عن حرملة فأخبرته أني تركته بالكوفة حيا فرفع يديه و قال اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار فقال المختار الله الله أ سمعت علي بن الحسين يقول هذا قلت الله الله لقد سمعته يقول هذا فنزل مختار فصلى ركعتين ثم أطال ثم سجد و أطال ثم رفع رأسه و ذهب ومضيت معه حتى انتهى إلى باب داري فقلت له إن رأيت أن تكرمني بأن تنزل و تتغذى عندي فقال يا منهال تخبرني أن علي بن الحسين دعا الله بثلاث دعوات فأجابه الله فيها على يدي ثم تسألني الأكل عندك هذا يوم صوم شكرا لله على ما وفقني له.

وسئل علي بن الحسين (عليه السلام) بأي حكم تحكمون قال بحكم آل داود فإن عيينا عن شيء تلقانا به روح القدس.

وقال (عليه السلام) هلك من ليس له حكيم يرشده و ذل من ليس له سفيه يعضده قال أفقر عباد الله إلى رحمته و شفاعة نبيه و أئمته علي بن عيسى أغاثه الله في الدنيا و الآخرة و جعل تجارته رابحة يوم يكون بعض التجارات خاسرة مناقب الإمام علي بن الحسين تكثر النجوم عددا و يجري واصفها إلى حيث لا مدى و تلوح في سماء المناقب كالنجوم لمن اهتدى و كيف لا و هو يفوق العالمين إذا عد عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و محمدا و هذا تقديم لسجع في الطبع فلا تكن مترددا و متى أعطيت الفكر حقه وجدت ما شئت فخارا و سؤددا فإنه (عليه السلام) الإمام الرباني و الهيكل النوراني بدل الأبدال و زاهد الزهاد و قطب الأقطاب و عابد العباد و نور مشكاة الرسالة ونقطة دائرة الإمامة و ابن الخيرتين و الكريم الطرفين قرار القلب و قرة العين علي بن الحسين وما أدراك ما علي بن الحسين الأواه الأواب العامل بالسنة و الكتاب الناطق بالصواب ملازم المحراب المؤثر على نفسه المرتفع في درجات المعارف فيومه يفوق على أمسه المتفرد بمعارفه الذي فضل الخلائق بتليده و طارفه و حكم في الشرف فتسنم ذروته و خطر في مطارفه وأعجز بما حواه من طيب المولد و كرم المحتد و زكاء الأرومة و طهارة الجرثومة عجز عنه لسان واصفه و تفرد في خلواته بمناجاته فتعجب الملائكة من مواقفه و أجرى مدامعه خوف ربه فأربى على هامي الصوب و واكفه فانظر أيدك الله في أخباره و المح بعين الاعتبار عجائب آثاره و فكر في زهده و تعبده و خشوعه و تهجده و دءوبه في صلاته و أدعيته في أوقات مناجاته و استمراره على ملازمة عباداته و إيثاره و صدقاته و عطاياه و صلاته و توسلاته التي تدل مع فصاحته و بلاغته على خشوعه لربه و ضراعته و وقوفه موقف العصاة مع شدة طاعته و اعترافه بالذنوب على براءة ساحته و بكائه و نحيبه و خفوق قلبه من خشية الله و وجيبه و انتصابه و قد أرخى الليل سدوله و جر على الأرض ذيوله مناجيا ربه تقدست أسماؤه مخاطبا له تعالى ملازما بابه عز و جل مصورا نفسه بين يديه معرضا عن كل شيء مقبلا عليه قد انسلخ من الدنيا الدنية و تعرى من الجثة البشرية فجسمه ساجد في الثرى و روحه متعلقة بالملإ الأعلى يتملل إذا مرت به آية من آيات الوعيد حتى كأنه المقصود بها و هو عنها بعيد تجد أمورا عجيبة و أحوالا غريبة و نفسا من الله سبحانه و تعالى قريبة و تعلم يقينا لا شك فيه و لا ارتياب و تعرف معرفة من قد كشف له الحجاب و فتحت له الأبواب أن هذه الثمرة من تلك الشجرة كما أن الواحد جزء العشرة و أن هذه النطفة العذبة من ذلك المعين الكريم و أن هذا الحديث من ذلك القديم و أن هذه الدرة من ذلك البحر الزاخر و أن هذا النجم من ذلك القمر الباهر و أن هذا الفرع النابت من ذلك الأصل الثابت و أن هذه النتيجة من هذه المقدمة و أنه (عليه السلام) خليفة محمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة المكرمة المعظمة هذا أصله الطاهر.

وأما فرعه فما أشبه الأول بالآخر فهم (عليه السلام) مشكاة الأنوار و سادة الأخيار و الأمناء الأبرار و الأتقياء الأطهار كل واحد منهم في زمانه علم يهتدي به من وفقه الله و سدده و أمده بعنايته و عضده و هداه إلى سبيله و أرشده و أنجده بلطفه و أيده و علي بن الحسين (عليه السلام) دوحتهم التي منها تتشعب أغصانهم و إرم بني الحسين فمنه بسقت أفنانهم و لساني يقصر في هذا المقام عن عد مفاخره و وصف فضله و عبارتي تعجز عن النهوض بما يكون كفاء لشرفه و نبله و كيف لمثلي أن يقوم بواجب نعت مثله و أين الثريا و الثرى و إنما يقدر على وصفه من كان يرى ما يرى لكني أقول على قدر علمي لا على قدره و نيتي أبلغ من قولي عند ذكره.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.