المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



وداعه لعياله ولابنه السجاد (عليهم السلام)  
  
3579   03:28 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص534-535.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

روي عن الامام الباقر (عليه السلام) انّه قال : انّ الحسين (عليه السلام) لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسين (عليهما السّلام) مبطونا (مريضا) معهم لا يرون الا انّه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب الى عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) ثم صار ذلك إلينا .

وفي اثبات الوصية انّه : ثم احضر الحسين (عليه السلام) علي بن الحسين (عليهما السّلام) و كان عليلا فأوصى إليه بالاسم الاعظم ومواريث الأنبياء (عليهم السّلام) وعرفه أن قد دفع العلوم والصحف والمصاحف والسلاح الى أمّ سلمة (رضي اللّه عنها) وأمرها ان تدفع جميع ذلك إليه‏.

وروى القطب الراوندي في كتاب الدعوات عن زين العابدين (عليه السلام) قال: ضمني والدي (عليه السلام) الى صدره يوم قتل والدماء تغلي و هو يقول : يا بني احفظ عنّي دعاء علمتنيه فاطمة (عليها السلام) وعلمها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وعلمه جبرئيل في الحاجة و المهم والغم و النازلة اذا نزلت والامر العظيم الفادح.

قال : ادع بحق يس و القرآن الحكيم و بحق طه و القرآن العظيم يا من يقدر على حوائج السائلين يا من يعلم ما في الضمير يا منفسا عن المكروبين يا مفرجا عن المغمومين يا راحم الشيخ الكبير يا رازق الطفل الصغير يا من لا يحتاج الى التفسير صلى على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا .

وروى في الكافي عن ابي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال : لما حضر عليّ بن الحسين (عليه السلام) الوفاة ضمّني الى صدره ثم قال : يا بنيّ أوصيك بما أوصاني به أبي (عليه السلام) حين حضرته الوفاة و بما ذكر انّ أباه أوصاه به : يابنى ايّاك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الّا اللّه‏.

يقول الراوي : ثم التفت الحسين (عليه السلام) عن يمينه فلم ير أحدا من الرجال و التفت عن يساره فلم ير احدا، فخرج عليّ بن الحسين (عليه السلام) و كان مريضا لا يقدر أن يحمل سيفه وأم كلثوم تنادي خلفه : يا بنيّ ارجع.

فقال: يا عمّتاه ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول اللّه .

فقال الحسين (عليه السلام): يا أمّ كلثوم خذيه لئلا تبقى الارض خالية من نسل آل محمد (عليهم السّلام).

ولم يترك الحسين (عليه السلام) النصيحة لهؤلاء القوم حبا لهداية الامة و لعل أحدا منهم يرجع عن ضلالته، فنادى : هل من ذاب يذب عن حرم رسول اللّه؟ , هل من موحّد يخاف اللّه فينا؟, هل من مغيث يرجو اللّه في إغاثتنا؟ , (هل من معين يرجو ما عند اللّه في اعانتنا؟).

فارتفعت الاصوات بالعويل‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.