المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Lochs, Theorem
8-5-2020
وجوب زكاة الذهب والفضة
30-11-2015
الممر الاشعاعي
16-6-2022
أبو بكر
14-4-2020
تطبيقات على قاعدة « الغرور »
31-1-2022
العقوبات الأصلية لمرتكب جريمة تزوير العملة او تزيفها او تقليدها
20-3-2016


مقتل شوذب و عابس (رضي اللّه عنهما)  
  
4031   03:30 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص511-513.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016 3735
التاريخ: 29-3-2016 3379
التاريخ: 7-11-2017 2973
التاريخ: 29-3-2016 3147

لما عزم عابس بن أبي شبيب الشاكري على أدراك السعادة العظمى توجه الى صاحبه شوذب مولى شاكر- من متقدمي الشيعة و حفاظ الحديث و حامليه و ذو مقام رفيع بل نقل انه كان له مجلس يجتمع الشيعة فيه و يأخذوا منه الحديث و كان رحمه اللّه وجها فيهم- فقال له: يا شوذب ما في نفسك أن تصنع؟.

قال: ما أصنع، أقاتل معك دون ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حتى أقتل.

قال : ذلك الظن بك فتقدم بين يدي ابي عبد اللّه (عليه السلام) حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من اصحابه وحتى أحتسبك أنا، فانّه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به منّي بك، لسرّني أن يتقدم بين يدي حتى أحتبسه، فانّ هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الاجر فيه بكل ما قدرنا عليه، فانّه لا عمل بعد اليوم و إنمّا هو الحساب.

فتقدم فسلم على الحسين (عليه السلام) ثم مضى، فقاتل حتى قتل رحمة اللّه ورضوانه عليه.

قال الراوي : ثم قال عابس بن ابي شبيب : يا ابا عبد اللّه أما و اللّه ما أمسى على ظهر الارض قريب و لا بعيد أعزّ عليّ و لا أحبّ إليّ منك، و لو قدرت على أن أدفع عنك الضيم و القتل بشي‏ء أعزّ عليّ من نفسي و دمي لفعلته، السلام عليك يا ابا عبد اللّه أشهد اللّه انّي على هديك‏ و هدي ابيك.

ثم مشى بالسيف مصلتا نحوهم و به ضربة على جبينه‏ .

قال ربيع بن تميم الذي كان في جيش عمر بن سعد : لما رأيته مقبلا عرفته و قد شاهدته في المغازي و كان أشجع الناس و قلت : أيها الناس هذا أسد الاسود هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم، فأخذ ينادي : أ لا رجل أ لا رجل.

فقال عمر بن سعد: أرضخوه بالحجارة، فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما رأى ذلك ألقى درعه و مغفره، ثم شدّ على الناس.

و كأنّ حسان بن ثابت قال في هذا المقام:

يلقى الرماح الشاجرات بنحره‏             و يقيم هامته مقام المغفر

ما أن يريد اذا الرماح شجرنه‏             درعا سوى سربال طيب العنصر

و يقول للطرف اصطبر لشبا القنا         فهدمت ركن المجد ان لم تعقر

قال ربيع : فو اللّه لرأيته يطرد اكثر من مائتين من الناس، ثم انهم تعطفوا من كل جانب عليه (فضربوه بالحجارة والرماح والسيوف) حتى قتل رحمه اللّه، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول : انا قتلته و هذا يقول : أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد اللعين فقال: لا تختصموا هذا لم يقتله سنان واحد، ففرق بينهم بهذا القول‏ .

يقول المؤلف : قيل انّ عابس من رجال الشيعة كان شجاعا رئيسا خطيبا عابدا متهجدا، وقد ذكر سابقا كلامه مع مسلم بن عقيل لما قدم الكوفة و قال الطبري : انّ مسلم كتب الى الحسين يدعوه بعد ما بايعه أهل الكوفة، فأرسل كتابه بيد عابس‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.