المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



ما حصل عليه الأسرى في الشام  
  
3511   11:50 صباحاً   التاريخ: 7-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص169-171.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

بالنظر إلى الحملة الإعلامية الضخمة المضرة التي شنت ضد أهل البيت وأهمية أخذ البقية الباقية من أهل بيت الإمام الحسين إلى الشام بشكل جيد، لأنّهم استطاعوا من خلال ذهابهم إلى هناك أن يمحوا آثار الإعلام الحاقد والمضلّل الذي دام أربعين عاماً، وأن يكشفوا القناع عن وجه الحكم الأموي الكريه بشكل كامل وأن ينبهوا الناس من غفلتهم بحيث يمكن القول بأنّهم كانوا عندما عادوا إلى المدينة بمثابة الجيش الفاتح المنتصر الذي أدّى واجبه بصورة ممتازة ، ولأجل أن تتّضح عظمة المهمة والرسالة التي قام بها حملة لواء الثورة الحسينية بصورة جيدة من المناسب أن نشير إلى نموذجين تاريخيين من ذلك:

بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السَّلام) وتزامناً مع أقطار العالم الإسلامي الأُخرى أخذت المدينة التي كانت مركزاً لعشيرة الرسول (صلى الله عليه واله)تثور شيئاً فشيئاً، وظنّاً منه بحصافته أرسل والي المدينة جماعة من وجهاء المدينة إلى «دمشق» حتى يلتقوا بالخليفة الشاب ويكرمهم كي يحثّوا الناس عند عودتهم على طاعته; غير انّ يزيد الذي لم يتربى تربية صحيحة، ولم يتمتع بأية حيطة وحصافة في الرأي، ولا حتى يراعي الحفاظ على تعاليم الإسلام في الظاهر، راح يشرب الخمر ويلاعب الكلاب و يرتكب المحرمات أمام أعينهم، وما أن عاد مبعوثو المدينة من الشام أطلقوا صيحاتهم و قالوا: يزيد شارب للخمر وملاعب للكلاب وفاسق، ولا يمكن لشخص مثل هذا أن يكون خليفة للمسلمين و إماماً لهم.

و في النهاية عمّت المدينة ثورة عارمة، و طرد الناس عامل المدينة و بني أُمية منها.

وعند وصول أخبار هذه الأحداث إلى الشام أرسل يزيد جيشاً لقمع أهالي المدينة، و قلد «مسلّم بن عُقْبَة» ـ و كان طاعناً في السن ـ قيادة الجيش، وحاصر مسلم المدينة ولم يكن باستطاعتهم الاستمرار في الصمود فاستسلموا، فأخذ جيش الشام يقتل الناس وينكل بهم، ولم يدخر وسعاً في اقتراف أنواع القبائح والجرائم، فلم يسلم من طائلة سيوفهم الرجال الأتقياء والمؤمنون والمتهجدون، ولم يتركوا حرمة لم يهتكوها، ولم تأمن امرأة ولا فتاة من اعتداء هؤلاء الهمج.

وقد أطلق على هذه المأساة اسم واقعة الحرة، هذا وقد ظل بيت الإمام زين العابدين و بيوت بني هاشم مأمونة من الاعتداء، ولهذا لاذ العشرات من عوائل المسلمين ببيته (عليه السَّلام) أبّان الحصار ونجوا.

وكتب الطبري: لما بعث يزيد مسلم بن عقبة إلى المدينة قال له : إنّ علي بن الحسين ليس منهم فأكرمه .

 

وكتب الشيخ المفيد: إنّ مسلم بن عقبة لما قدم المدينة أرسل إلى علي بن الحسين فأتاه، فلما صار إليه قربه وأكرمه و قال له: أوصاني أمير المؤمنين ببرّك وصلتك وتمييزك عن غيرك، فجزاه خيراً ثمّ قال لمن حوله: أسرجوا له بغلتي، و قال له: انصرف إلى أهلك، فإنّي أرى أن قد أفزعناهم وأتعبناك بمشيك إلينا، ولو كان بأيدينا ما نقوى به على صلتك بقدر حقّك لوصلناك.
وممّا لا شكّ فيه هو انّ أحد الأسباب التي تكمن وراء سلوك مسلم ـ و هذا ما سنتحدث عنه في سيرة الإمام الرابع ـ هو أنّ الإمام السجاد قد عزل نفسه ولم يشارك الثائرين في ثورتهم، ومن المؤكد أيضاً انّ سلطة يزيد دفعت ثمن قتل الحسين باهظاً، وهي لم تزل واقعة تحت ضغوط الرأي العام، وكذلك لم يشأ أن يشوّه سمعته بإيذاء أهل البيت أكثر من ذلك.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.