المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أقسام الصناعات الكيمياوية
2024-10-27
الجملة الخبرية والجملة الانشائية
29-8-2016
2- حمورابي
17-9-2016
Formation of a Gas
10-8-2020
المحل في عقد المقاولة
27-8-2019
ابن حجر
2023-09-26


ولادة الامام الحسين الشهيد (عليه السلام)  
  
4902   09:18 صباحاً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص84-87.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الولادة والنشأة /

النور الخامس الامام الثالث الشهيد المظلوم ابو عبد اللّه الحسين بن علي بن ابي طالب امام الانس والجن سيد شباب اهل الجنة عليه السلام ولد (عليه السلام) بالمدينة آخر شهر ربيع الاول سنة ثلاث من الهجرة كما اختار ذلك المفيد في المقنعة ، والشهيد في الدروس ، والبهائي في تاريخه وصاحب كشف الغطاء وغيرهم ، وهذا يوافق ما رواه الكليني عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال : كان بين الحسن والحسين طهر وكان بينهما في الميلاد ستة اشهر وعشراً حيث اراد بالطهر مقدار اقل زمان الطهر، وهو عشرة ايام.

 وروى ايضاً لم يكن بين الحسن والحسين (عليهما السلام) الا طهر واحد ، وان مدة حمل الحسين (عليه السلام) ستة اشهر ، ولكن المشهور انه ولد (عليه السلام) في ثالث شعبان واختاره الشيخان في مسار الشيعة، والمصباح ، وهو يوافق التوقيع الشريف.

وروي عن النبي (صلى الله عليه واله) انه صلى الظهر يوماً ، فرأى جبرائيل (عليه السلام) فقال : اللّه اكبر، فاخبره جبرائيل برجوع جعفر من ارض الحبشة، فكبر ثانياً ، فجاءت البشارة بولادة الحسين (عليه السلام) فكبر ثالثاً ، اورده صاحب جواهر الكلام في اواخر مبحث التعقيب.

وروي ان اللّه تعالى هنأ النبي (صلى الله عليه واله) بحمل الحسين وولادته وعزّاه بقتله فعرفت فاطمة (عليها السلام) فكرهت ذلك، فنزلت حملته امه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً.

اقول الذي يظهر لي من بعض اخبار اللوح ، ان مولاتنا فاطمة (عليها السلام) لما اغتمت بولادة الحسين (عليه السلام) اعطاها ابوها اللوح ليسرها بذلك ، والخبر هذا : روى الصدوق عن ابي بصير عن ابي عبد اللّه (عليه السلام)، قال: قال ابي لجابر بن عبد اللّه الانصاري : ان لي اليك حاجة فمتى يخف عليك ان اخلو بك فأسألك عنها، قال له جابر في أي الاوقات شئت، فخلا به ابي (عليه السلام) فقال له يا جابر: اخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي امي فاطمة بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وما اخبرتك به امي، ان في ذلك اللوح مكتوباً قال جابر : اشهد باللّه اني دخلت على امك فاطمة (صلوات اللّه عليها) في حياة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) اهنئها بولادة الحسين (عليه السلام)، فرأيت في يدها لوحاً اخضر ظننت انه زمرد ورأيت فيه كتاباً ابيض شبه نور الشمس فقلت لها ، بأبي انت وامي، يا بنت رسول اللّه ، ما هذا اللوح فقالت : هذا اللوح اهداه اللّه عز وجل ، الى رسوله ، فيه اسم ابي واسم بعلي واسم ابنيّ واسماء الاوصياء من ولدي ، فأعطانيه ليسرني بذلك .

قال جابر : فاعطتنيه امك فاطمة فقرأته وانتسخته فقال ابي (عليه السلام) : فهل لك يا جابر ان تعرضه عليّ قال نعم فمشى معه ابي (عليه السلام) حتى انتهى الى منزل جابر، فاخرج الى ابي صحيفة من رق ، قال جابر فأشهد باللّه أني هكذا رأيته في اللوح مكتوباً : بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزير العليم لمحمد نوره وسفيره الى آخره.

ورُوى انه لما ولد الحسين (عليه السلام) امر اللّه تعالى جبرائيل ان يهبط في ملأ من الملائكة فيهنئ محمداً (صلى الله عليه واله)، فهبط فمر بجزيرة فيها ملك يقال له فطرس، بعثه اللّه في شيء فأبطأ فكسر جناحه، فالقاه في تلك الجزيرة فعبد اللّه سبعمئة عام ، فقال فطرس لجبرائيل ، الى اين فقال : الى محمد (صلى الله عليه واله) قال احملني معك لعله يدعو لي، فلما دخل جبرائيل واخبر محمداً (صلى الله عليه واله) بحال فطرس قال له النبي (صلى الله عليه واله): قل له يتمسح بهذا المولود فتمسح فطرس بمهد الحسين (عليه السلام) فأعاد اللّه عليه في الحال جناحه، ثم ارتفع مع جبرائيل الى السماء .

وفي بعض الروايات ان الملك كان اسمه صلصائيل فلما قصوا على النبي (صلى الله عليه واله) قصته ، قام رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فدخل على فاطمة صلوات اللّه عليها) فقال : ناوليني ابني الحسين فأخرجته اليه مقموطاً يناغي جده رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فخرج به الى الملائكة فحمله على بطن كفه فهللوا وكبروا وحمدوا اللّه تعالى واثنوا عليه، فتوجه به الى القبلة نحو السماء فقال : اللهم اني اسألك بحق ابني الحسين ان تغفر لصلصائيل خطيئته وتجبر كسر جناحه ، وترده الى مقامه مع الملائكة المقربين ، فتقبل اللّه تعالى من النبي (صلى الله عليه واله) ما أقسم به عليه ، وغفر لصلصائيل خطيئته وجبر كسره ، ورده الى مقامه مع الملائكة المقربين.

وفي مدينة المعاجز قال ولم يبق ملك في السماء الا ونزل على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يعزيه بولده الحسين (عليه السلام) ، ويخبرونه بثواب ما يعطى من الزلفى والأجر والثواب يوم القيامة ويخبرونه بما يعطى من الاجر زائره والباكي عليه والنبي (صلى الله عليه واله) مع ذلك يبكي ويقول اللهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، ولا تمتعه بما أمَّله في الدنيا ، واصله حر نارك في الآخرة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.