أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2018
1163
التاريخ: 30-03-2015
664
التاريخ: 15-4-2018
767
التاريخ: 15-4-2018
806
|
اعلم انه لا خلاف بين المسلمين في ثبوت الشفاعة لسيد المرسلين في أمته ، بل في سائر الأمم الماضين، بل ذلك من ضروريات الدين، قال اللّه تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] وإنما اختلف في معناها، فالذي عليه الفرقة المحقة وأكثر العامة أن الشفاعة كما تكون في زيادة الثواب، كذلك تكون لإسقاط العقاب عن فساق المسلمين المستحقين للعذاب , والخوارج والوعيدية من المعتزلة ، إنها لا تكون إلا في طلب زيادة المنافع للمؤمنين المستحقين للثواب، زعما منهم أنه كما يجب الوفاء بالوعد فكذا يجب بالوعيد، ولنا على إبطال مذهبهم مضافا إلى الأخبار المتواترة أن الشفاعة لو كانت في زيادة المنافع لا غير لكنا شافعين في النبي حيث نطلب له من اللّه علو الدرجات، والتالي باطل قطعا لأن الشافع أعلى من المشفوع فيه ، فالمقدم مثله وقد استدلوا بوجوه :
الأول :
قوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } [غافر: 18] . فنفى اللّه تعالى قبول الشفاعة عن الظالم والفاسق ظالم، وأجيب بأنه تعالى نفى الشفيع المطاع، ونحن نقول به لأنه ليس في الآخرة شفيع يطاع، لأن المطاع فوق المطيع، واللّه تعالى فوق كل موجود و لا أحد فوقه، ولا يلزم من نفي الشفيع المطاع نفي الشفيع المجاب، سلمنا لكن لم لا يجوز أن يكون المراد بالظالمين هنا الكفار جمعا بين الأدلة.
الثاني:
قوله تعالى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } [البقرة: 270]. ولو شفع صلّى اللّه عليه و آله وسلم في الفاسق لكان ناصرا له.
الثالث:
قوله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ} [البقرة: 123] ، {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 123] ، { وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ } [البقرة: 48]. و الجواب عن هذه الآيات كلها انها مختصة بالكفار جمعا بين الأدلة.
الرابع:
قوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28]. نفى شفاعة الملائكة عن غير المرضي للّه تعالى، والفاسق غير مرضي والجواب لا نسلم أن الفاسق غير مرضي، بل هو مرضي للّه تعالى في إيمانه. وقال المحقق الطوسي رحمه اللّه والحق صدق الشفاعة فيها، أي في زيادة المنافع وإسقاط المضار وثبوت الثاني له بقوله صلّى اللّه عليه وآله و سلم ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي. انتهى وهذا الحديث رواه العامة والخاصة بطرق عديدة.
وقال الصدوق في العقائد: اعتقادنا في الشفاعة أنها لمن ارتضى دينه من أهل الكبائر والصغائر، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.
وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم: من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله اللّه شفاعتي.
وقال صلّى اللّه عليه و آله و سلم: لا شفيع انجح من التوبة، والشفاعة للأنبياء والأوصياء والمؤمنين والملائكة، وفي المؤمنين من يشفع في مثل ربيعة ومضر،و أقل المؤمنين شفاعة من يشفع في ثلاثين إنسانا، والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك، ولا لأهل الكفر والجحود بل تكون للمؤمنين من أهل التوحيد. انتهى.
وفي الخصال من طرق المخالفين عن انس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم لكل نبي دعوة قد دعا بها و قد سأل سؤلا، وقد اخبأت دعوتي لشفاعتي لأمتي يوم القيامة.
وعن الصادق عليه السّلام عن آبائه عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال: ثلاثة يشفعون إلى اللّه عز وجل، فيشفعون: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء. وفي العيون عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عنه صلّى اللّه عليه و آله وسلم قال: من لم يؤمن بحوضي فلا أورده اللّه حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله اللّه شفاعتي، ثم قال صلّى اللّه عليه وآله وسلم: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل. قال الراوي فقلت للرضا عليه السّلام يا بن رسول اللّه فما معنى قوله عز وجل {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28]. قال لايشفعون إلا لمن ارتضى دينه.
وقال الطبرسي رحمه اللّه في المجمع: وهي- يعني الشفاعة- ثابتة عندنا للنبي ولأصحابه المنتجبين والأئمة من أهل بيته الطاهرين ولصالح المؤمنين، وينجّي اللّه تعالى بشفاعتهم كثيرا من الخاطئين، ويؤيده الخبر الذي تلقته الأمة بالقبول وهو قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلم: ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
وما جاء في روايات أصحابنا رضوان اللّه عليهم مرفوعا عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم انه قال: اني أشفع يوم القيامة فأشفع و يشفع علي فيشفع، ويشفع أهل بيتي فيشفعون، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه كل استوجب النار. وقال في قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: 87]. العهد هو الإيمان و الإقرار بوحدانية اللّه تعالى، والتصديق بأنبيائه ، وقيل هو شهادة ان لا إله إلا اللّه وأن يتبرأ من الحول و القوة ولا يرجو إلا اللّه عن ابن عباس.
وقيل لا يشفع إلا من وعد له الرحمن بإطلاق الشفاعة، كالأنبياء والشهداء والعلماء والمؤمنين. وفي الصحيح أن المراد به الوصية بالعقائد الحقة عند الموت، وهي اللهم فاطر السموات والأرض الخ، في قوله سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255]. هو استفهام معناه الإنكار والنفي، أي لا يشفع يوم القيامة أحد لأحد إلا بإذنه وأمره، وذلك أن المشركين كانوا يزعمون أن الأصنام تشفع لهم، فأخبر اللّه سبحانه أن أحدا ممن له الشفاعة لا يشفع إلا بعد أن يأذن اللّه له في ذلك ويأمره به. وقوله: {لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه: 109]. أي لا تنفع ذلك اليوم شفاعة أحد في غيره إلا شفاعة من أذن اللّه له أن يشفع ورضي قوله فيها من الأنبياء والأولياء والصالحين والصديقين والشهداء وفي قوله: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] . أي ارتضى دينه.
وروى الصدوق في الأمالي بإسناده عن أمير المؤمنين قال: قالت فاطمة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يا أبتاه أين ألقاك يوم الموقف الأعظم و يوم الأهوال، ويوم الفزع الأكبر.
قال يافاطمة عند باب الجنة ومعي لواء الحمد، وأنا الشفيع لأمتي إلى ربي. قالت يا أبتاه فإن لم ألقك هناك. قال القيني عند الحوض وأنا أسقي أمتي. قالت يا أبتاه وإن لم ألقك هناك. قال القيني عند الصراط وأنا قائم أقول ربي سلم أمتي. قالت فإن لم ألقك هناك. قال القيني على شفير جهنم أمنع شررها ولهبها عن أمتي. فاستبشرت فاطمة بذلك.
وفي تفسير القمي عن سماعة عن الصادق عليه السّلام قال: سألته عن شفاعة النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم يوم القيامة قال يلجم الناس يوم القيامة العرق، ويرهقهم القلق، فيقولون انطلقوا بنا إلى آدم فيشفع لنا، فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا عند ربك، فيقول إن لي ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح، فيأتون نوحا فيردهم إلى من يليه، ويردهم كل نبي إلى من يليه حتى ينتهوا إلى عيسى، فيقول عليكم بمحمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه، فيقول انطلقوا فينطلق بهم إلى باب الجنة، ويستقبل باب الرحمن ويخر ساجدا فيمكث ما شاء اللّه، فيقول اللّه عز وجل ارفع رأسك و اشفع تشفع و اسأل تعطى، وذلك قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } [الإسراء: 79].
وفي أمالي الصدوق، وبشارة المصطفى عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قال: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأولين والآخرين في صعيد واحد، فتغشاهم ظلمات شديدة فيضجون إلى ربهم ويقولون يا رب اكشف عنا هذه الظلمة، قال فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة، فيقول أهل الجمع فهؤلاء ملائكة فيجيئهم النداء من عند اللّه ما هؤلاء بملائكة فيقول أهل الجمع من أنتم، فيقولون نحن العلويون، نحن ذرية محمد رسول اللّه، نحن أولاد علي وليّ اللّه، نحن المخصوصون بكرامة اللّه، نحن الآمنون المطمئنون، فيجيئهم النداء من عند اللّه عز وجل اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم، فيشفعون فيشفعون.
وفي العلل عن الصادق عليه السّلام قال: شيعتنا من نور اللّه خلقوا و إليه يعودون، وواللّه انكم لملحقون بنا يوم القيامة، وانا لنشفع فنشفع و و اللّه إنكم لتشفعون فتشفعون.و ما من رجل منكم إلا و سترفع له نار عن شماله و جنة عن يمينه فيدخل أحباءه الجنة و أعداءهالنار. وفي الأمالي عن الصادق عليه السّلام عن آبائه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم قال : إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي، فيشفعني اللّه فيهم، واللّه لا تشفعت فيمن آذى ذريتي.
وعن الصادق عليه السّلام قال: من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا، المعراج والمساءلة في القبر والشفاعة.
وفي تفسير القمي عن الباقر عليه السّلام والصادق عليه السّلام قالا: واللّه لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى تقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك فما لنا من شافعين ولا صديق حميم، فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين.
وبسند معتبر كالصحيح عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي العباس المكبر قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسين على أبي جعفر يقال له أبو أيمن، فقال له يا أبا جعفر تغرّون الناس وتقولون شفاعة محمد شفاعة محمد. فغضب أبو جعفر حتى تربد أي تغير وجهه، ثم قال ويحك يا أبا أيمن أغرك أن عف بطنك وفرجك، اما لوقد رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد، ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار. ثم قال عليه السّلام: ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد يوم القيامة. ثم قال أبو جعفر عليه السّلام: إن لرسول اللّه الشفاعة في أمته، ولنا شفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهاليهم. ثم قال وإن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وإن المؤمن ليشفع حتى لخادمه، ويقول يا رب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد.
وروى الصدوق في العيون مسندا عن أمير المؤمنين قال: إن للجنة لثمانية أبواب ، باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا و محبونا، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو و أقول يا رب سلم شيعتي و محبيّ و أنصاري و من توالاني في دار الدنيا ، فإذا النداء من بطنان العرش: قد أجيبت دعوتك وشفعت في شيعتك، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني و نصرني و حارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه و أقربائه، وباب يدخل منه سائرالمسلمين ممن يشهد ان لا إله إلا اللّه و لم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت.
وفي ثواب الأعمال مسندا عن الصادق عليه السّلام قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار والملك ينطلق به. قال فيقول يافلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا وأنفعك في الحاجة تطلبها مني، فهل عندك اليوم مكافأة. فيقول المؤمن للملك الموكل به خلّ سبيله، قال فيسمع اللّه قول المؤمن فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله.
وعن الصادق عليه السّلام: إن المؤمن ليشفع لحميمه إلا أن يكون ناصبيا، ولو أن ناصبيا شفع له كل نبي مرسل و ملك مقرب ما شفعوا.
وفي علل الصدوق عن الصادق عليه السّلام قال: إذا كان يوم القيامة بعث اللّه العالم والعابد، فإذا وقفا بين يدي اللّه عز وجل قيل للعابد انطلق إلى الجنة، وقيل للعالم قف تشفع للناس بحسن تأديبك لهم.
وفي تفسير فرات بن ابراهيم بإسناده عن الصادق عليه السّلام قال: قال جابر لأبي جعفر: جعلت فداك يا بن رسول اللّه حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة، إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك. قال أبو جعفر: حدثني أبي عن جدي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال: إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور، يكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة، ثم يقول اللّه يا محمد اخطب، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها، ثم ينصب للأوصياء منابر من نور، وينصب للوصي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور، فيكون منبره أعلى منابرهم ثم يقول اللّه يا علي اخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها، ثم ينصب لأولاد الأنبياء و المرسلين منابر من نور، فيكون لابنيّ وسبطيّ و ريحانتيّ أيام حياتي منبر من نور.
ثم يقال لهما اخطبا، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء و المرسلين بمثلهما.
ثم ينادي المنادي وهو جبرائيل أين فاطمة بنت محمد، أين خديجة بنت خويلد، أين مريم بنت عمران، أين آسية بنت مزاحم، أين كلثوم أم يحيى بن زكريا، فيقمن فيقول اللّه تبارك و تعالى يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم، فيقول محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين للّه الواحد القهار
فيقول اللّه تعالى يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد و علي وفاطمة والحسن والحسين، يا أهل الجمع طأطئوا الرءوس وغضوا الأبصار فإن هذه فاطمة تسير إلى الجنة، فيأتيها جبرائيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين خطامها من اللؤلؤ الرطب عليها رحل من المرجان، فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث اللّه مائة ألف ملك ليسيروا عن يمينها و يبعث اللّه إليها مائة ألف ملك ليسيروا عن يسارها، ويبعث اللّه إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يصيروها على باب الجنة، فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول اللّه يابنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي، فتقول يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم.
فيقول يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك ولأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة. قال أبو جعفر: واللّه يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردي، فإذا صارت شيعتها معها عند باب الجنة يلقي اللّه في قلوبهم أن يلتفتوا، فإذا التفتوا يقول اللّه يا أحبائي ما التفاتكم و قد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي، فيقولون يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم. فيقول اللّه يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة، انظروا من كساكم لحب فاطمة انظروا من سقاكم شربة لحب فاطمة، انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة، فخذوا بيده وأدخلوه الجنة. قال أبو جعفر واللّه لا يبقى في الناس إلاشاك أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال اللّه تعالى : {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 100 - 102] . قال أبو جعفر هيهات هيهات منعوا ما طلبوا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون.
وفي الكافي بسند معتبر عن عبد الحميد الوابشي عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قلت له ان لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى انه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها. فقال: سبحان اللّه وأعظم من ذلك ألا أخبركم بمن هو شر منه. قلت بلى قال: الناصب لنا شر منه أما انه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره، وغفر له ذنوبه كلها، إلا ان يجيء بذنب يخرجه من الإيمان وان الشفاعة لمقبولة، وما تقبل في ناصب، وان المؤمن ليشفع لجاره و ما له حسنة، فيقول يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه، فيقول اللّه تبارك وتعالى أنا ربك وأنا أحق من كافى عنك فيدخله الجنة وما له من حسنة، وان أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا، فعند ذلك يقول أهل النار فما لنامن شافعين ولا صديق حميم.
وفي العلل عن الباقر عليه السّلام قال: لا تسألوهم، يعني المخالفين فتكلفونا قضاء حوائجهم يوم القيامة.
وفي رواية أخرى قال عليه السّلام: لا تسألوهم الحوائج فتكونوا لهم الوسيلة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم في القيامة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|