المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

إثبات عقد الوساطة التجارية
13-3-2016
وسائل الحرب النفسية
28-8-2020
العلاج الخلوي Cell Therapy
15-10-2017
كيف تؤثر في الناس
24-5-2017
إنجاز المهمة
2024-09-22
ابن هود ومنافسه ابن الأحمر
21/9/2022


المازني  
  
2398   05:26 مساءاً   التاريخ: 27-03-2015
المؤلف : د. محمد المختار ولد اباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص125- 127
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة البصرية / أهم نحاة المدرسة البصرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 1595
التاريخ: 27-02-2015 2186
التاريخ: 27-02-2015 2742
التاريخ: 27-02-2015 4371

أما المازني فهو أول الثلاثة الذين قال عنهم الجاحظ إنه ليس في الأرض مثلهم في النحو و ثانيهما العباس بن الفرج الرياشي(1) و الثالث أبو إسحق إبراهيم بن عبد الرحمن الزيادي (2). أجمع الناس على صدق المازني و أمانته و علمه و يقول المبرد إنه لم يكن بعد سيبويه أعلم منه بالنحو (3) و لعله من أول من جمع بين علم النحو و علم الكلام: لكنه لم يخلط بين منهجيهما، فيقول المبرد عنه «إنه إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشيء من النحو، و إذا ناظر أهل النحو لم يستعن بشيء من الكلام» (1 /283) .

لقد اشتهر أمر المازني عند المؤرخين من خلال قصة الجارية التي غنت أمام الواثق بقول الحارث بن خالد بن المخزومي:

أظليم إنّ مصابكم رجلا                       أهدى السّلام تحيّة ظلم (4)
و اختلفت مع التّوّزي (أو ابن السكيت) في إعراب هذا البيت. و أصرت على ما روت عن شيخها أبي عثمان المازني، و لما رجحت روايتها استدعي المازني عند الخليفة الواثق و جرت بينهما محاورة أدبية مشهورة.

و لقد اشتهرت مناظرته للعلماء و بيانه بأن «بغيا» أصلها فعول و لو كانت على وزن فعيل للزم تأنيثها بالهاء و سؤاله التعجيزي لابن السكيت عن وزن نَكْتَلْ في سورة يوسف-الآية 63 (5).

ص125

و أتيح للمازني، بفضل صلته بالخلفاء، أن يمارس نشاطه العلمي في سعة و طمأنينة و كان كتاب سيبويه عمدته في هذا النشاط. لقد أكمل دراسته، بعد الأخفش، على صديقه أبي عمرو الجرمي، و صاحبه حتى تخرق من طول ما حمله و كتب عنه كتاب الديباج في جوامعه، و فصل عنه المسائل الصرفية في كتاب مستقل عرف بتصريف المازني. و هو الذي شرحه ابن جني في المنصف و له كتاب الألف و اللام و ما تلحن فيه العامة. ثم إنه مارس التدريس، فكان من أشهر تلامذته إمام النحاة بعده أبو العباس محمد بن يزيد المبرد. و يذكر له المؤرخون تلميذا آخر لم يستطع أن يسايره إلى نهاية الطريق، و هو الشاعر الظريف أبو غسان رفيع بن سلمة العبدي الملقب بداماذ و هو الذي خاطب المازني بقوله:

تفكرت في النحو حتى ضجرت                و أتعبت نفسي له و البدن 
وأتعبت بكرا و أشياعه                         بقول المسائل من كل فن 
فمن علمه ظاهر بيّن                           و من علمه غامض قد بطن 
فكنت بظاهره عالما                            و كنت بباطنه ذا فطن 
خلا أن بابا عليه العفا                          ء للفاء يا ليته لم يكن 
و للواو باب إلى جنبه                          من المقت أحسبه قد لعن 
إذا قلت هاتوا لماذا يقال لست بآتيك أو تأتين 
أجابوا لما قيل هذا كذا                          على النصب قالوا بإضمار (أن)
و ما إن رأيت لها موضعا                     فأعرف ما قيل إلا يظن 
و قد خفت يا بكر من طول ما                 أفكر في أمر «أن» أن أجنّ (6)
و لقد كان المازني أكثر استقلالا في آرائه من الجرمي، و أكثر تأثرا بتعاليم الأخفش و استنتاجاته و لا سيما تلك التي فيها نوع من القياس المنطقي، فتراه مثلا لا يفرق بين نون الإناث في مثل «النسوة قمن» ، أو «قمن النسوة» . فيقول إن النون حرف الإناث في كلا الاستعمالين(7). و من هنا وافق الأخفش في أن الياء من قومي و تقومين حرف، و أن الفاعل مستتر (8)، كما وافقه على أن أحرف اللين في الأسماء الخمسة أمداد إشباع لا للإعراب، و أنها في الجمع و المثنى دلائل إعراب لا حروف و أن الألف و الواو في قاما و قاموا علامتان تدلان على الفاعل المستتر (9).

ص126

و من آرائه الاجتهادية أن المضارع المجزوم ليس معربا لأن إعرابه بسبب وقوعه موقع الاسم و الاسم لا يمكن جزمه 4و منها أيضا الإخبار عن «ألا» التي للتمني مستدلا بقول الشاعر:

ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه                فيرأب ما أثأت يد الغفلات 
و المعروف أن سيبويه يقول: إنها لا يخبر عنها و قد تابعه تلميذه المبرد في هذا الرأي(10)، كما تابعه أيضا في الوقف على «إذن» بالنون.

و من القضايا التي خالف المازني سيبويه فيها (11)، و تابعه المبرد عليها، أن فعلا و فعيلا لا يعملان، و قد ردّ المازني على استشهاد سيبويه في إعمال فعل يقول الشاعر:

حذر أمورا لا تضير و آمن                    ما ليس منجيه من الأقدار 
فقال إنه لقى أبان بن عبد الحميد اللاحقي، و أخبره أن سيبويه سأله هل عنده سماع في إعمال «فعل» فصنع له هذا البيت، و كما يقول ابن أبي الربيع، فإن اللاحقي حين يقر على نفسه بالكذب فلا معنى لتصديقه في صناعة البيت مع أن الأعلم الشنتمري استدل على هذا الإعمال بقول الخليل:
أتاني أنّهم مزقون عرضي                    جحاش الكرملين لهم فديد 
و لقد أول المازني الشاهد الذي أورده سيبويه في إعمال «فعيل» و هو:
حتّى شآها كليل موهنا عمل                    باتت طرابا و بات الليل لم ينم 
فقال إن «موهنا» ظرف لا مفعول به. و من المسائل التي لم يتابع سيبويه فيها كونه لا يجيز قياس اسم التفضيل من أكرم، و لا يرى مانعا من تقديم التمييز على عامله و من نصب المنادى في مثل «يا أيها الرجل» . غير أن هذا لا يعني أن المازني كان حائدا عن نهج سيبويه العام، بل إنه يرى على نفسه الاقتداء به و نصرته و روى عنه قوله: (إذا قال العالم قولا متقدما فللمتعلم الاقتداء به، و الانتصار له و الاحتجاج لخلافه إن وجد لذلك سبيلا) (12)

ص127

_____________________

(1) العباس بن الفرج الرياشي البصري المتوفى سنة 257، شيخ ابن دريد و المبرد، ترجمته في الزبيدي طبقات النحويين ص 97 و إنباه الرواة، ج 3 ص 367.

(2) الزيادي أبو إسحاق ابراهيم بن سفيان تلميذ الأصمعي و شيخ المبرد، ترجمة ابن الأنباري نزهة الألباء، ص 219.

(3) الكامل، ج 1 ص 283.

(4) إنباه الرواة، ج 1 ص 248.

(5) طبقات النحويين للزبيدي، ص 89.

(6) الإنباه، ج 2 ص 5.

(7) المغني، ص 449.

(8) المغني، ص 475.

(9) الإنصاف، ج 1 ص 17.

(10) المدارس النحوية، ص 120.

(11) المغني، ص 499.

(12) ابن أبي الربيع: البسيط، ص 1058.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.