المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

إسحاق بياع اللؤلؤ الكوفي.
23-9-2020
الحوامض الأمينية Amino Acids
4-5-2017
مقدمة في علم الجنين
12-2-2016
vernacular (adj./n.)
2023-12-04
عبد اللّه بن الزبعرى
2023-03-06
جوانب هامة يجب أن يتم مراعاتها في تقارير التدقيق الداخلي
2023-03-21


الإستطراد  
  
2517   04:57 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : ابن رشيق القيرواني
الكتاب أو المصدر : العمدة في محاسن الشعر وآدابه
الجزء والصفحة : ص122-123
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 5082
التاريخ: 25-03-2015 2518
التاريخ: 25-09-2015 3984
التاريخ: 25-09-2015 1333

وهو: أن يرى الشاعر أنه في وصف شيء وهو إنما يريد غيره، فإن قطع أو رجع إلى ما كان فيه فذلك استطراد، وإن تمادى فذلك خروج، وأكثر الناس يسمي الجميع استطراداً، والصواب ما بينته..

وأوضح الاستطراد قول السموأل وهو أول من نطق به حيث يقول:

ونحن أناس لا نرى القتل سبة ... إذا ما رأته عامر وسلول

يقرب حب الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول

واتبعه الناس، فقال الفرزدق وأجاد:

كأن فقاح الأسد حول ابن مسمع ... إذا اجتمعوا أفواه بكر بن وائل

ثن أتى جرير فأربى وزاد بقوله:

لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وضغا البعيث جدعت أنف الأخطل

فهجا واحداً واستطرد باثنين..

وقال مخارق بن شهاب المازني يصف معزى:

ترى ضيفها فيها يبيت بغبطة ... وضيف ابن قيس جائع يتحوب

فوفد ابن قيس هذا على النعمان بن المنذر فقال: كيف المخارق بن شهاب فيكم؟ فقال: سيد شريف حسبك من رجل يمدح تيسه ويهجو ابن عمه.

ومن جيد الاستطراد قول دعبل بن علي الخزاعي، ويروي لبشار بن برد وهو أصح:

خليلي من كلب أعينا أخاكما ... على دهره، إن الكريم معين

ولا تبخلا بخل ابن قزعة؛ إنه ... مخافة أن يرجى نداه حزين

إذا جئته في الفرط أغلق بابه ... فلم تلقه إلا وأنت كمين

ويروى في حاجة سد بابه وأنشد البحتري أبو تمام لنفسه في صفة فرس واستطرد يهجو عثمان بن إدريس الشامي:

وسابح هطل التعداء هتان ... على الجراء أمين غير خوان

أظمى الفصوص وما تظمى قوائمه ... فخل عينيك في ظمآن ريان

فلو تراه مشيحاً والحصى زيم ... تحت السنابك من مثنى ووحدان

أيقنت إن لم تثبت أن حافره ... من صخر تدمر أو من وجه عثمان

فقال له: أتدري ما هذا من الشعر؟ قال: لا أدري، قال: هذا الاستطراد، أو قال: المستطرد.

قال الحاتمي: وقد يقع من هذا الاستطراد ما يخرج به من ذم إلى مدح، كقول زهير:

إن البخيل ملوم حيث كان ول ... كن الجواد على علاته هرم

فسمى الخروج استطراداً كما تراه اتساعاً، وأنشد في الخروج بالاستطراد من مدح إلى ذم قول بكر بن النطاح يمدح مالك بن طوق:

عرضت عليها ما أرادت من المنى ... لترضى، فقالت: قم فجئني بكوكب

فقلت لها: هذا التعنت كله ... كمن يتشهى لحم عنقاء مغرب

سلي كل أمر يستقيم طلابه ... ولا تسألي يا در في كل مذهب

فأقسم لو أصبحت في عز مالك ... وقدرته أعيى بما رمت مطلبي

فتى شقيت أمواله بعفاته ... كما شقيت قيس بأرماح تغلب

فهذا مليح: أوله خروجه، وآخره استطراد، وملاحته أن مالكاً من بني تغلب فصار الاستطراد زيادة في مدحه، وزعم قوم أنه يمدح مالك بن علي الخزاعي، ومما استطرد أبو الطيب في هجاء كافور:

يموت به غيظاً على الدهر أهله ... كما مات غيظاً فاتك وشبيب

على أن هذا البيت قد يقع موقع غيره من أبيات هذا الباب؛ إذ ليس القصد فيه مدحاً ولا هجاء للرجلين المذكورين، ولكن التشبيه والحكاية لا غير.

وقيل: أصل الاستطراد أن يريك الفارس أنه فر ليكر، وكذلك الشاعر يريد أنه في شيء لم يقصد إليه فذكره ولم يقصد قصده حقيقة إلا إليه.

ومن الاستطراد نوع يسمى الاندماج، وذلك نحو قول عبيد الله بن طاهر لعبد الله بن سليمان بن وهب حين وزر المعتضد:

أبي الدهر من إسعافنا في نفوسنا ... وأسعفنا فيمن نحب ونكرم

فقلت له: نعماك فيهم أتمها ... ودع أمرنا؛ إن المهم المقدم

وحكى أحمد بن يوسف الكاتب أنه دخل على المأمون وفي يده كتاب من عمرو بن مسعدة يردد فيه النظر، فقال: لعلك فكرت في ترديدي النظر في هذا الكتاب، قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: إني عجبت من بلاغته واحتياله لمراده " كتبت كتابي إلى أمير المؤمنين أعزه الله ومن قبلي من قواده وأجناده في الطاعة والانقياد على أحسن ما يكون عليه طاعة جند تأخرت أرزاقهم واختلت أحوالهم " ألا ترى يا أحمد إدماجه المسألة في الإخبار، وإعفاءه سلطانه من الإكثار؟ ثم أمر لهم برزق ثمانية أشهر، وهذا النوع أقل في الكلام من الاستطراد المتطرف وأغرب.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.