أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2017
5468
التاريخ: 30-9-2018
2860
التاريخ: 25-9-2018
1115
التاريخ: 27-5-2017
1072
|
واليك عن المسعودي وكثير من أهل السير والتاريخ ان معاوية أجاب محمد بن أبي بكر الذي لامه على اعماله المنكرة ضد علي خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيه قائلا :
اما بعد ، فقد اتاني كتابك . . . حتى وصل إلى قوله : ذكرت فيه فضل ابن أبي طالب وقديم سوابقه وقرابته من رسول الله ونصرته له ومواساته إياه في كل هول وخوف ، إلى أن قال : " فقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حق ابن أبي طالب لازما لنا ، وفضله مبرزا علينا ، فلما اختار الله لنبيه ما عنده ، وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته وأفلح حجته ، وقبضه الله اليه ، كان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه على امره ، على ذلك اتفقا واتسقا ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما فهما به الهموم وأرادا به العظيم ثم إنه بايعهما وسلم لهما وأقاما لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه على سرهما حتى قبضهما الله . إلى أن قال : فان يكن ما نحن فيه صواب فأبوك أوله وان يكن جورا ، فأبوك رأسه ونحن شركاؤه ، بهديه أخذنا وبفعله اقتدينا ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ، ولسلمنا اليه ، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فاحتذينا مثاله واقتدينا بفعاله فعب أباك بما بدا لك أو دع " . فاقرأ وتأمل واعتبر .
هكذا ترى معاوية كيف فضح نفسه وغيره وقال الحقيقة بالنسبة لغيره ، وان أبا بكر وعمر وغيرهما كانوا يعرفون أن خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصيه ووزيره نظرا لسوابقه للإسلام وقرابته من رسول الله ونصرته له ومواساته إياه في كل هول وخوف انما كان علي بن أبي طالب وحده وقد كان أبو بكر وعمر وآل أمية وجميع الصحابة ، كلهم يعرفون حق علي لازما عليهم ، وفضله مبرزا فيهم ، غير أن أبا بكر وعمر ومن تابعهما بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رغم علمهم ودرايتهم بكل ذلك وما نزل في علي من الآيات وما امر به رسول الله المسلمين بعده بأنه مولاهم بعده وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ودعا الله قائلا : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ولكنهم فضلوا معاداة الله ومخالفة نبيه فكانوا أول من ابتزه حقه وخالفوه على امره ولقد كانا على ذلك اتفقا واتسقا ولم يكتفيا بذلك وهما اللذان هنآه يوم غدير خم بعد خطبة رسول الله حيث قالا له : بخ بخ لك يا بن أبي طالب لقد أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهما يعلمان حق العلم أن آية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) إنما نزلت بعدما أبلغوا بولايته ووصايته واتباعه بعد رسول الله ، بيد انهما منذ الساعة التي هنآه بها وهما ومن تبعهما من المنافقين وقريش من الذين لما يدخل الاسلام والايمان في قلوبهم من آل أمية وغيرهم جميعا لم يكتفوا بغصب حقه وتراثه بل التعدي بذلك عليه وأجبراه على بيعتهما وهما يهددانه بالقتل ، وقد أبطأ عنهما ، وهما حين يهددانه بالقتل يقول : " اذن تقتلون أخا رسول الله ووصيه من بعده وحافظ سره " وتوجه إلى قبر رسول الله وهو يخاطبه كما خاطب هارون موسى " يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " فهما به الهموم وأرادا به العظيم ثم إنه بايعهما وسلم لهما وأقاما لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه على سرهما حتى قبضهما الله . وقد اعترف معاوية بكل ذلك في رسالته جهرا ، وبين مظالمهما وانهما هما اللذان مهدا له ولأمثاله من أعداء آل محمد الطريق حيث قال : فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله ، وإن يكن جورا فأبوك رأسه ونحن شركاؤه ، بهديه أخذنا وبفعله اقتدينا ، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ولسلمنا إليه ولكن
رأينا أباك فعل ذلك به قبلنا فاحتذينا مثاله واقتدينا بفعاله .
انظر إلى هذه الصراحة وإلى هذه اللجاجة في الكفر والعناد ومخالفة أوامر الله ورسوله ، واعتراف بالواقع ، وكيف هدموا من أول يوم مات رسول الله كيان الاسلام وزحزحوا به إلى ما تخشى عقباه إلى ما نحن فيه في هذا العصر وقبله نحن المسلمين من التفرقة والعناد ولو أنهم كما قال عمر بن الخطاب مرارا : أما لو وليها الأصلع - يعني عليا - لأقامكم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم . فاسأله بالله عليك أنت وشريكك قبلك تعلمان ذلك وغرتكما الدنيا ومطامعها واغتصبتماها منه وأنتما تعلمان انه الوصي حقا وأنه أليق منكما وأحق واعلم واتقى لإدارة ذلك ، فلماذا بعد أن قضيتما وطركما قدمتماها سائغة لآل أمية مع ما يضمرون من عدائهم لآل محمد .
وهنا اسمع الخطبة الشقشقية لعلي بن أبي طالب وكم تحمل من القوم من مصائب وهو يرى بأم عينيه ماذا يلعبان ويتخبطان بالأمة الاسلامية حيث قال " لقد تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير " .
نعم والحقيقة تلك التي اعترف بها معاوية أن أبا بكر كان يعلم أنه يجلس دون حق على مسند الخلافة ، وأن لعلي بما أمر الله به وأمر رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبما أوتي من علم وحكمة وسابقة وما ابلى من بلاء في الاسلام هو أحق بها ، ولكن وا أسفاه على الاسلام ، وا أسفا على البؤساء الذين ذهبوا منذ اليوم الأول ضحية ذلك الغصب والعناد . وهاك نبذة عن جهاد أبي بكر لنقيسه بجهاد علي الذي له الكأس المعلى في كل واقعة ، بل يمكن القول إنه في جميع الوقائع لولا علي لخذل الاسلام . فاسمع ما يقوله ابن عبد ربه ويرويه عن محاججة المأمون .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|