أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-7-2022
1807
التاريخ: 1-11-2021
2223
التاريخ: 20-4-2016
1838
التاريخ: 9-4-2022
2088
|
يلاحظ كل معلم أن 4% من متوسط الأطفال الذين تجمعهم تحت سقف واحد من حيث السن هم اكثر تفوقاً من زملائهم.
هؤلاء الأطفال هم النابهون أو النابغون ، ويعتبرهم علم النفس أطفالاً شواذا. لأنهم شذوا عن الأطفال في مثل سنهم ، لا فرق في أن يكون هذا إلا شذوذاً نحو التقدم أو التأخر ، ولهذا أيضاً نعتبر المتأخرين أو ضعفاء العقول شواذاً... ومن هنا قال الأقدمون في أمثالهم (العبقرية والجنون صنوان) قاصدين من ذلك انهما سواء في الشذوذ فكلاهما شذ عن وسطّي أمثاله.
ولا نستطيع أن نضع حداً فاصلاً للطفل الموهوب بحيث نفرقه عن غيره ، لأننا نعرف العبقرية أو التفوق في الذكاء أمر منسي فالطفل الذكي بالنسبة لمجموعة من الأطفال قد يكون عادياً أو متأخراً بالنسبة لمجموعة أخرى.
ولكنه يمكننا أن نلجأ إلى أسس عامة دون أن ندخل في التفاصيل ، فنحن نعرف من مقاييس الذكاء أن الطفل يحصل على مائة درجة بنتيجة اختبار ذكائه هو طفل متوسط وان الذي يحصل على أقل من مائة درجة هو طفل متأخر أو ضعيف ، أما الذي يحصل على أكثر من مائة درجة فهو ذكي ، وكلما ارتفع عدد الدرجات التي حصل عليها في مقياس الذكاء كان للعبقرية والموهبة اقرب.
وقد استخدم (Terman) هذه الطريقة فعين (140) درجة كحد أدنى للأطفال الموهوبين الذين هم في الحيادية عشر من العمر أو لمن هم دون ذلك ، أما الاتجاه الحديث فيميل إلى اعتبار الحد الأدنى لحاصل ذكاء الموهوبين (150) درجة.
والواقع أن الطفل الموهوب ينم عن نفسه منذ الصغر... إذا لعب ترأس اللاعبين وإذا درس بزّ الدارسين ، يتصدر للحكم بين زملائه الصبيان ، ويشعر من حوله أنه خلق ليكون سيدا لا مسوداً.
ولكي نفهم الطفل المتفوق في ذكائه لابد أن نعدد تلك الصفات والقابليات التي تتوافر له عادة والتي تميزه عن أقرانه وزملائه.
1ـ انه يتفوق قليلا في النواحي الجسدية بالنسبة للزملاء في مثل سنه ، سواء كان ذلك في الطول أمّ في الوزن أمّ في الصحة العامة.
2ـ الطفل الموهوب أقدر من غيره على تركيز انتباهه في موضوع ما لمدة طويلة نسبياً ، وهنا نلاحظ أن انتباهه عميق وشامل ولمدة طويلة.
3ـ اكبر مظهر للنبوغ هو القدرة على الابتكار والخلق ، ولما كانت النظم المدرسية لا تساعد الطفل على تخطي نظمها وطرقها بأتباع دوافعه ورغباته. لذلك كانت النظم المدرسية عاملاً قوياً على قتل البرعم قبل تفتحه.
4ـ يستطيع اكثر من غيره أن يرقى من مستوى الأمور المادية الى الأمور المعنوية المجردة.
5ـ انه مستعد للتكيف بصورة جيدة للحياة الاجتماعية ما لم تكن ظروف بيئية سيئة جداً .
ويذكر (ويلس. ن. بوتر) انه ألا يغيب عن بالنا أننا نتكلم بصورة عامة ، وأننا يمكن أن نقع على شواذ لهذه الأحكام ، مثال ذلك أننا جميعاً قد تعرفنا على أشخاص متفوقين في الذكاء وكانوا فاشلين في صِلاتهم الاجتماعية أو محرومين من الاستقرار الانفعالي ولكن هذه الشواذ لا تنفي القواعد التي وضعها علماء النفس اعتمادا على الدراسات الصحيحة.
إن هذه الاستعدادات العقلية التي تتميز بالنبوغ الموهبة استعدادات فطرية وراثية لا يكتسبها الإنسان بتربية أو مران ومثلها مثل الانحطاط العقلي الذي لا يصلحه تعليم أو تدريب.
ولقد أجرى كثير من الباحثين أمثال (جولتون) و (وود) مجموعات من الإحصائيات لإثبات أن النبوغ وراثي فهناك العائلة التي نبغ فيه أكثر من موسيقي واحد ، أو التي يظهر فيها عدد من رجال الاختراع أو من الرياضيين. ولا يكون النبوغ موزعا بل هو ينحصر عادة في ناحية خاصة ، لذلك كان من الصعوبة في اكتشاف هذه الناحية إذا لم تتهيأ الظروف المناسبة لظهورها ولما كان النبوغ جزئياً بديهيا أن يختل التوازن في بقية استعدادات هذا الطفل ، حتى انه ليظهر بمظهر العاجز عليها.
فالطفل الحاذق في الأشغال اليدوية الدقيقة يظهر دون المتوسط في درس التاريخ مثلا والذي يبدو عنده مقدرة في فنون الإنشاء او الخطابة قد يبدو عنده عجز فاضح في الرياضيات مثلاً.
وليس ضروريا أن يكون الطفل النابغ متفوقاً في حياته المدرسية لأن الفحوص المدرسية تعتمد على ناحية واحدة وهي قياس الذاكرة وتأتي الأسئلة لتقيس كمية ما حفظ لا مقدار ما فهم ووعي ، فالأسئلة الحالية مقياس مثالي للذاكرة فقط دون اهتمام بالمحاكمة والتفكير واستثمار المواهب.
ولذلك فالفحوص الحالية لا يجوز اعتبارها مقياساً نحكم به على ذكاء الأطفال بل هي على العكس تقتل ما عند الطالب من حيوية وتطفئ هذه الشعلة الوقادة وتخلق لنا شخصيات مريضة تعيش في دوامة نفسية قوامها مجموعة من الأزمات النفسية والاجتماعية.
إن الأطفال الموهوبين يعيشون في دوامة من المشاكل... جسمية وعاطفية وتربوية واجتماعية منشؤها تلك الفروق التي تميزهم عن غيرهم.
1ـ من الناحية الجسمية:
يميل الأطفال الموهوبون بسبب تفوقهم على أقرانهم في الذكاء إلى معاشرة أكبر منهم وأغنى منهم بالمهارات الجسمية والتجارب وتكون النتيجة أن يشعر الطفل الموهوب بأنه مقصر في الفعاليات الجسمية.
ومن الناحية الآنية فإن الأطفال الموهوبين المتفوقين في ذكائهم يميلون عادة للأعمال العقلية ويتجنبون الألعاب الرياضية الجسدية ويشعرون أنهم مقصرون في هذه النواحي الجسمية لغيرهم.
2ـ من الناحية التربوية:
لا يهتم مجتمعنا عادة بالأطفال الموهوبين ولا يشجعهم ولا يثير فيهم الطاقات الداخلية للخلق والابتكار... وهو يعاملهم كغيرهم لا فرق ولا ميزة... وهنا يجد مثل هؤلاء الأطفال أن البيئة لا تقدرهم حق قدرتهم ولا تعترف لهم بنواحي تفوقهم على غيرهم مما يجعلهم يصابون بنكسة أو صدمة تقتل فيهم عوامل الإبداع وطمس معالم عبقريتهم.
3ـ من الناحية التعليمية:
يجلس الطفل الموهوب مع زملائه دونه في المستوى العقلي ، ثم يأتي المعلم ليقرر الدرس بأسلوب إلقائي جاف... وهنا يصبح هذا الطفل قطبا سلبياً في الدروس التعليمية ، والطفل الموهوب بحاجة للنشاط والتفاعل ليصرف هذه الطاقات التي تعتلج في خفايا نفسه وقد يتصرف للعبث والفوضى كوسيلة يجعله ينشط ويتفاعل. وليت الفرق عند هذا الحد ، فإن برامجنا لا تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ.
وكان على واضع المنهج أن يضع في اعتباره أنه يضع منهجاً لمجموعة من الأفراد بينهم الذكي النابغ والمتوسط العادي والضعيف المتأخر لا أن يكون التركيز على فئة المتوسطين فقط.
إن المعلم يقرر في الدرس بشكل يتناسب مع المستوى العقلي للطفل المتوسط أما الطفل الموهوب فإنه يشعر أن المادة تافهة ، وأن المعلومات دون مستواه بكثير وهنا ينصرف عن الدرس ويستغرق في الشرود وأحلام اليقظة ويكره المدرسة والتعليم وربما كان السبب في انصراف كثير من الأطفال الموهوبين عن الدراسة.
ايها المربون:
لقد ثبت ان عمل التربية ليس تخريج الاوساط من التلاميذ الى الحياة والوقوف عند هذا الحد, بل اضحى عمل التربية في اسمى معانيه واجل مراميه اكتشاف العبقريات الكامنة والاستعداد الخفي, فالحياة لا تقاس بعمقها وقيمتها وليس يكسب التاريخ والحياة عمقا مثل العبقريات التي سمت لتدل على المجد وتهدي للهدى.
والمجتمع يحتاج الى اقدر اعضائه ليتسلموا القيادة والنفوذ ، ولكن مجتمعنا يخسر نسبة كبيرة من قابليات الافراد الموهوبين في الوقت الحاضر لأنه لم تتيسر له فرص النمو الكافية او لأنه لا يستغلها الاستغلال الكافي او لأنه يسئ استغلالها. وكل منا يشاهد اننا نخسر بإسرافنا في التعليم الجامعي عناصر ممتازة تفشل في التعليم وتتجه بذكائها الى ميادين اخرى لتظهر في قوتها في صورة نضال وكفاح ، وكثيرا ما نجد هذه العناصر الطيبة تنقلب الى جراثيم فاسدة تضر المجتمع لأنها لم تجد التشجيع الكافي والتوجيه الصحيح وفسح المجال أمام البراعم المتفتحة على الحياة. وليس المجرمين المتفوقين في استعمال الحيلة والمكر والدهاء إلا نماذج لأطفال موهوبين لم يجدوا البيئة والتوجيه السديد. ولو نظرنا لمدارسنا الحالية لوجدنا انها تقسم التلاميذ حسب اعمارهم فقط دون النظر لذكائهم ومن ذلك نلاحظ ان صفا كهذا يتقدم بسرعة اضعف افراده ، لأن التلاميذ الاغبياء يؤخرون الاذكياء ويصبحون معرضين لاكتساب عادات البطء والتكاسل في اعمالهم ، ذلك لأننا نلتزم الولد الذي يستطيع ان يهضم ما يقال له بأن يجلس صابراً في الوقت الذي نعيد فيه موضوع الدراسة للأغبياء ونسهب في شرحه علاوة عن أننا نلغي عنصر التنافس بهذا الوضع.
وعلى هذا الاساس قامت الدول الراقية بإنشاء مدراس او شعب نموذجيه للأذكياء ، يكون التلاميذ فيها متساوين في أعمارهم ومتفوقين في ذكائهم ويأخذون فيها برنامجا خاصا وضع بشكل يتفق مع مواهبهم واستعداداتهم العقلية العالية.
أيها المربون...،
إن الأطفال الموهوبين ثروات بشرية لا يمكن تقدير قيمتها ، وهي ليست ملكاً لكم ولكنها ملك للمجتمع الذي نشأوا فيه فلا تضيعوا هذه الثروات العظيمة. أشبعوا هواياتهم وإنتاجهم وخذوا بأيديهم لتخلقوا منهم عباقرة الأمة وأفذاذ المجتمع.
وأنا أضم صوتي لصوت الأستاذ معروف زريق حيث إن ما تفضل به يجد له مجال واضح في التطبيق العملي. وقد أشرت سابقاً الى صلاحية التوصيل والتقدير فإن المربي سواء كان تدريسي أو ولي أمر هو فنان في طريقة إيصال المعلومات أياً كانت إلى الطالب أو الطفل بشكل أو باخر وان أخفق في التوصيل فإن ذلك المربي أو المعلم يكون صغيراً في عين الطفل أو المراهق الموهوب ولا يعد يستلم منه أي شيء ويكون له تمرد على كل ما يلقى له من صحيح أو خطأ.
أما الذين ينعم الله عليهم بتفكير أوسع منهم يتجهون لاستثمار مواهبهم بالاتجاه الصحيح كقيام أعمال ناجحة أو مشاريع ناجحة أو الاستفادة من مواهبهم في شتى ميادين الحياة فأنا أعرف مهندسين أصبحوا عازفين وأطباء اصبحوا مقاولين. وكثير من الناس الذين أوجدوا أبواباً نافعة لمهاراتهم للاستفادة منها فأنا أعرف طبيباً للأسنان فتح له مزرعة وتربية وتسمين الحيوانات وأصبح العيش في عيشة ترضي طموحه وأفكاره. وهكذا وليس كل من الموهوبين يندفعون إندفاعات خاطئة ولكن عمليات ترويضهم وتحويلهم إلى أشخاص نافعين بالمجتمع أفضل من انحرافهم إلى طرق سيئة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|