المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تفسير الاية (18-21) من سورة ابراهيم
24-7-2020
Quantitative Adjective
17-5-2021
طرق الإرتباط بعالم الغيب.
22-12-2015
فهم الذات
22-8-2022
وجوب صوم رمضان على من رأى الهلال وإن كان واحداً.
17-12-2015
مسألة الضد
26-8-2016


أسباب الأزمات الانفعالية في المراهقة  
  
2649   02:16 صباحاً   التاريخ: 19-11-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص31ـ34
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-31 1375
التاريخ: 11-10-2020 3802
التاريخ: 2023-02-10 1299
التاريخ: 3-4-2022 1923

إنما يبدو على سلوك المراهقين من إندفاعات وتصرفات انفعالية تعالج من قبل الكبار ويذهبون في تعليلها والبحث عن أسبابها مذاهب شتى فإن أصابت هذه الاجتهادات الحقيقية نجح الكبار في معاملتهم للمراهقين وإن اخطئوا فيها زادوها تعقيداً وسوءاً على الفرد والعائلة والمدرسة والمجتمع ومن أهم الأسباب العامة التي تكون وراء انفعالات المراهقين ما يأتي:

1ـ موقف الكبار وسوء معاملتهم: عندما تكون بيئة المراهق الخارجية في البيت والمدرسة لا تدرك ما طرأ على المراهق من تغيرات نضجه وعندما لا تهتم وما يقام بسببها من حقوق للمراهقين يشعر المراهق بالضيق ويفسر هذه المواقف بالإساءة المتعمدة وعندئذ يبرز جو من عدم التوافق بين الفرد وبيئة أخرى فيعمد إلى الهروب أو الانعزال.

2ـ عدم إمكانية إشباع حاجاته وإرضاء دوافعه وقد يكون ذلك بسبب عدم توفر المال اللازم لذلك. خاصة عندما يعيش بين رفاق ينعمون بالمال ويستخدمونه بالحصول على أمور لا يستطيع هو الحصول عليها فعلى سبيل المثال الزواج إن الدافع الجنسي بالنسبة للمراهق أمر كبير الأثر في نفسه وإن إرضاء هذا الدافع بشكل طبيعي عن طريق الزواج أمر يحتاج إلى المال الكثير خاصة

في المجتمعات المعقدة حضارياً. كما فإن إرضاء الدافع الجنسي بصورة غير مباشرة. عن طريق الملبس والمجاملات الاجتماعية يحتاج بدوره إلى المال.

3ـ الفهم الخاطئ لطبيعة المراهق ، فالكبار على الأغلب تخدعهم المظاهر الخارجية للمراهق ويطلبون منه أن يتصرف بموجبها كما يتصرف الكبار وهذا بلا شك مخالفة خطيرة لطبيعة المراهق من حيث أن المراهق بالرغم من تغيرات جسمه لا يزال مشدوداً إلى الكثير من خصائصه كطفل ويقوم بأعمال صبيانية تعرضه للنقد الشديد وتجعله يعيش بسبب ذلك فترات حيرة وارتباك وخيبات أمل وحالات من الشعور بعدم الأمن والاستقرار.

4ـ عجز المراهق عن القيام بما يطلبه الآباء حيث الغالب تكون مطالبهم لا تتناسب مع قدراته من مواضيع اهتمامه ومرحلة نموه التي تؤهله للقيام بمسؤولياته والاعتماد على النفس في متابعتها و مواجهة ما ينجم عنها من مشكلات بمفرده.

5ـ على الأغلب تكون علاقة المراهق مع أسرته ومدرسته مصدراً لآلامه وانفعالاته خاصة إذا شعر المراهق أن أسلوبهم في التعامل معه قائم على الزجر وقهر الأمر الذي يجعله يركن إلى التمرد والعصيان بحثاً عن التحرر والاستقلال الذي فقده في أحضان عائلته وفي رحاب مدرسته.

6ـ المعاملة المتذبذبة التي يعامل بها الكبار خاصة الآباء والمدرسون المراهق يصبح في حيرة وتردد أثناء تصرفاته فهو لا يدري أنه سينال الرضى أن انه سيواجه اللوم والعقاب.

التطبيقات التربوية لهذه الحقائق

إن أهم ما يجب القيام به من محاولة الاستزادة من المعلومات  والحقائق التي تتعلق بطبيعة المراهقة والتي تؤدي إلى فهمه وبالتالي تربيته تربيه إيجابية تحقق نموه السليم وتحقق تقدم المجتمع وسلامته بالإضافة الى الخطوات التالية:

1ـ على الوالدين أن يجعلوا علاقاتهم مع أبنائهم مبنية على تبادل الثقة. وبهذا يجنبوا أبنائهم الكثير من المواقف الحرجة التي يضطروا بسبب خوفهم من آبائهم إلى مواجهتها بأنفسهم فيقعوا في كثير من المزالق.

2ـ عدم مقابلة ثورة المراهق بثورة مقابلة من المشرفين على تربيته لأن ذلك يؤدي إلى روح التحدي والانتقام والكثير مما يعبر عنه ذلك بالكلام العالي والألفاظ السمجة والحركات الهستيرية وعلى الكبار في هذه الحالة أن لا يقابلوه بالاحتقار والعقاب والإذلال بل من الأفضل أن يتركوا له مجال التعبير الكامل عن ثورته وانفعالات وعندئذ يتمكنون من إيصال توجيهاتهم إليه.

3ـ إن التعامل مع المراهق يتطلب ـ وتحت كل الظروف ، أخذ نزعته الشديدة إلى التحرير والاستقلال بنظر الاعتبار دون أن يتنازل عن مهمات توجيه وتصحيح موقفه.

4ـ يجب أن لا يفهم المراهق أبداً أن القرارات التي تتخذ حول الأمور والمواقف التي تخصه تكون بمعزل عن رأيه ودون إرادته ، لأن هذا الشعور يولد عنده الاستياء وبتالي يقطع روابط التعاون بينه وبين الكبار من العائلة والمدرسة.

في كثير من الأحيان يكتب الكتّاب والمؤلفون والباحثون والتربويون كتابات صحيحة من الجانب النظري صعبة في الجانب العملي فمثلاً عندما يثور الأبناء والمراهقون ويكون جزء من ثورتهم تهشيم أثاث البيت أو الأواني وغيرها أو الصوت الهائج في البيت على والدته وأخواته فإن ذلك يتطلب وجود حزم كبير وشخص حازم في البيت لإخماد ثورته وإيقافه عند حده لأن تجاوز الكثير الكثير من حدوده في مجال التربية وهذا قد يكون عند لبعض وليس قاعدة عامة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.