المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28

حلمة العنب الكاذبة الحمراء Grap False Red Mite
7-7-2021
عيب الانحراف بالسلطة
3-4-2017
الصفة المشبهة باسم الفاعل
2023-04-18
المعدول
11/12/2022
معنى كلمة غشا
3-10-2021
Shrunken People
10-10-2016


تأثير الشعر في الهيأة الإجتماعية  
  
3208   03:03 مساءاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص359-360
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر العباسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015 7141
التاريخ: 24-03-2015 3209
التاريخ: 24-03-2015 2038
التاريخ: 24-03-2015 7634

ان فطرة العرب شعرية ونفوسهم حساسة ولغتهم أدبية، ولذلك كانوا أكثر الناس شعرا وشعراء .. فمن لم ينظم الشعر حفظه وتناقله وأمثالها. ثم عقدوها في زمن الأمويين بالمربد في البصرة. وأما في العصر العباسي فلولا اشتغال الناس بالعلوم القديمة ونقلها وتفهمها لأصبح كل منزل من منازل أهل الادب ناديا للمذاكرة والمناشدة. ومع ذلك فان الشعر كان عندهم فكاهة المجالس ومضرب الأمثال وديوان العبر ومختزن الحكمة، حتى كانوا لكثرة محفوظهم منه يرمزون باسم الشاعر الى بيت من ابياته مشهور بمعنى ويريدون ذلك المعنى .. كما اتفق للرجل الجالس على جسر بغداد والمرأة التي مرت به قادمة من الرصافة فاستقبلها بقوله: (رحم الله علي بن الجهم) فقالت له المرأة: (رحم الله ابا العلاء المعري) وما وقفا بل سارا مشرقا ومغربا. قال الراوي: (فتبعت المرأة، وقلت لها والله ان لم تقولي لي ما أراد وما اردت لأفضحنك). قالت: (أراد بعلي بن الجهم قوله):

عيون المها بين الرصافة والجسر       جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وأردت بأبي العلاء قوله:

فيا دارها بالخيف ان مزارها      قريب ولكن دون ذلك أهوال (1)

والحادثة المذكورة جرت بعد العصر الأول الذي نحن بصدده، ولكنها يصح ان تكون مثالا عنه. لان أهل هذا العصر بلغ من شغفهم بالشعر انهم نقشوه على جردان منازلهم وأنديتهم وعلى فصوص خواتمهم، وكتبوه في صدور مجالسهم وعلى القباب والمستنظرات والابواب، وطرزوه على الستائر والطنافس والكلل والاسرة والوسائد والمرافق والمقاعد وعلى القناني والاقداح والكاسات والارطال والجامات وسائر آنية الفضة والذهب والصيني، ونقوشه على العيدان والمضارب والسرنايات والطبول والمعازف والدفوف، وزينوا به الثياب، فطرزوه على ذيول الاقمصة والاعلام وطرز الاردية

والاكمام، وعلى العصائب ومشاد الطرر والزنابير والتكك والمناديل والمذاب والمراوح حتى النعال والحقاف. وزينوا به ظاهر ابدانهم فكتبوه بالحناء على الجبين والخد والاقدام والراح. ونقشوا به التفاح والاترج وغيرهما.. فكنت حيثما توجهت رأيت الشعر منقوشا او مطرزا او مكتوبا او منسوجا. ونجد أمثلة من ذلك في كتاب الموشى الآتي ذكره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) حلبة الكميت

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.