تأثير آراء الفيزيوقراطيين على الفكر الكلاسيكي  

تأثر آدم سميث تأثراً كبيراً بآراء الطبيعيين وبوجود نظام تنسجم فيه المصالح العامة مع الخاصة وقد طور المفكر سميث افكار النظام للطبيعيين وكان تحليله للنظام الطبيعي اكثر عمقاً وواقعياً واقل تدريجاً من طروحات الطبيعيين يرى سميث بأن في النظام الطبيعي تكمن الحياة الاقتصادية والاجتماعية المعاشة وهي جزء منها وضمن وظائفها وليست مضافة لها ويرى ان الحياة التي يعيشها الافراد بالشكل الطبيعي ليس بالشكل الصعب ولا يتطلب تدخل الدولة بل بالعكس يمكن تطبيقه بشكل انسيابي وبكل سهولة من خلال تنحية كافة العوائق والاحتكارات والامتيازات التي وضعتها الدولة للتجاريين ولصالح حاشية الملك على حساب المصلحة الذاتية لغالبية افراد المجتمع والمنتجين منهم ، ولتدخل الدولة عند سميث رأي مخالف للمركنتاليين كان السبب في تعثر النشاطات الاقتصادية في المجتمع ، ويرى ان المجتمع الاقتصادي ليس في حاجة الى تدخل الدولة بل يعمل بموجب قوانين اقتصادية وبشكل عفوي لزيادة الرفاه الاقتصادي ولكي يتحقق ذلك بشكله الأمثل ينبغي تحقيق الحريـة الكاملة في كافة الميادين ولكل النشاطات الاقتصادية واستناداً لشعار دعه يعمل دعه يمر الذي رفعه هوبز من قبل وبدون هذه الحرية لن تستطيع القوانين الاقتصادية على العمل بشكل عفوي ولن ينمو الاقتصاد بشكله الأمثل . 

ويرى آدم سميث انه لا فرق بين رفاهية المجتمع ورفاهية الفرد لأنه رفاه المجتمع ما هو الا المجموع العام للرفاه الذي يحققه افراد ذلك المجتمع ويرى سميث ان الأنانية وحب الذات هي المحرك لكافة النشاطات الاقتصادية وان ميل الانسان الى العطف هو الذي يوازن بين المصلحة الذاتية والمصلحة العامة .