حوار الامام الحسن مع الشامي عن مسائل ابن الاصفر بحضور امير المؤمنين والامام الحسين ومحمد بن الحنفية (عليهم السلام) |
636
01:42 صباحاً
التاريخ: 27-8-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-8-2019
732
التاريخ: 31-8-2019
727
التاريخ: 30-8-2019
3090
التاريخ: 31-8-2019
1903
|
روى محمد بن قيس (1) عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال:
بينا أمير المؤمنين في الرحبة والناس عليه متراكمون، فمن بين مستفتي، ومن بين مستعدي، إذ قام إليه رجل فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، من أنت؟
قال: أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك.
فقال له: ما أنت برعيتي وأهل بلادي، ولو سلمت علي يوما واحدا ما خفيت علي.
فقال: الأمان يا أمير المؤمنين.
فقال: هل أحدثت منذ دخلت مصري هذا؟
قال: لا.
قال: فلعلك من رجال الحرب؟
قال: نعم.
قال: إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس.
قال: أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك، أسألك عن شئ بعث به ابن الأصفر إليه.
وقال له: إن كنت أحق بهذا الأمر والخليفة بعد محمد فأجبني عما أسألك، فإنك إن فعلت ذلك اتبعتك، وبعثت إليك بالجائزة، فلم يكن عنده جواب وقد أقلقه فبعثني إليك لأسألك عنها.
فقال: أمير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله ابن آكلة الأكباد، وما أضله وأعماه ومن معه، حكم الله بيني وبين هذه الأمة، قطعوا رحمي، وأضاعوا أيامي، ودفعوا حقي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي، يا قنبر علي بالحسن، والحسين، ومحمد، فاحضروا.
فقال: يا شامي هذان ابنا رسول الله، وهذا ابني، فاسأل أيهم أحببت.
فقال: اسأل ذا الوفرة يعني: الحسن عليه السلام فقال له الحسن عليه السلام: سلني عما بدا لك.
فقال الشامي: كم بين الحق والباطل؟ وكم بين السماء والأرض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وما قوس قزح؟ وما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين وما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين؟ وما المؤنث؟ وما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض؟
فقال الحسن عليه السلام: بين الحق والباطل أربع أصابع، فما رأيته بعينك فهو الحق، وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا.
فقام الشامي: صدقت.
قال: وبين السماء والأرض دعوة المظلوم، ومد البصر، فمن قال لك غير هذا فكذبه.
قال: صدقت يا بن رسول الله.
قال: وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس، تنظر إليها حين تطلع من مشرقها، وتنظر إليها حين تغيب في مغربها.
قال: صدقت. فما قوس قزح؟
قال: ويحك لا تقل قوس قزح فإن قزح اسم الشيطان، وهو قوس الله، وهذه علامة الخصب، وأمان لأهل الأرض من الغرق.
وأما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين فهي عين يقال لها: " برهوت " وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال لها: " سلمى ".
وأما المؤنث فهو الذي لا يدرى أذكر أم أنثى فإنه: ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم، وإن كان أنثى حاضت، وبدا ثديها، وإلا قيل له: " بل على الحايط " فإن أصاب بوله الحايط فهو ذكر، وإن انتكص بوله كما ينتكص بول البعير فهي امرأة.
وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد شئ خلقه الله الحجر، وأشد من الحجر الحديد يقطع به الحجر، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد، وأشد من النار الماء يطفي النار، وأشد من الماء السحاب يحمل الماء، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب، وأشد من الريح الملك الذي يرسلها، وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت، وأشد من الموت أمر الله الذي يميت الموت.
فقال الشامي: أشهد أنك ابن رسول الله حقا، وأن عليا أولى بالأمر من معاوية ثم كتب هذه الجوابات وذهب بها إلى معاوية، فبعثها إلى ابن الأصفر.
فكتب إليه ابن الأصفر: يا معاوية لم تكلمني بغير كلامك، وتجيبني بغير جوابك، أقسم بالمسيح ما هذا جوابك، وما هو إلا من معدن النبوة، وموضع الرسالة، وأما أنت فلو سألتني درهما ما أعطيتك.
______________
(1) قال العلامة في القسم الأول من خلاصته: محمد بن قيس أبو نصير - بالنون - الأسدي من أصحاب الصادق عليه السلام ثقة ثقة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|