أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-7-2019
543
التاريخ: 15-7-2019
773
التاريخ: 14-7-2019
531
التاريخ: 15-7-2019
1448
|
قبل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح كان طريق البحر الأحمر هو أكثر الطرق المعروفة ملائمة للصلة بين الشرق والغرب، فهو يختصر الصعاب والنفقات الباهظة المترتبة على المواصلات البرية. وبغض النظر على الشريط الضيق من اليابس الذي يفصل البحر الأحمر عن النيل، كانت البضائع المصدرة من الهند أو الصين تنقل دائما بطريق البحر وتتبع الخط الأقصر والأكثر استقامة للوصول إلى موانئ ايطاليا وفرنسا واسبانيا، وهناك مدينتان على الساحل هما عدن وزبيد حظيتا بشهر عالية بسبب اتساع نطاق ما كان لهما من علاقات. فقد كان سكان صحار على ساحل عمان، المطلة على بحر العرب، يرسلون سفناً إلى الهند والصين، ولكن هذه التجارة أصابها الشلل وتوقفت بسبب أعمال القرصنة التي مارسها سلطان جزيرة كيش الواقعة في الخليج العربي، فامتنع سكان صحار عن إرسال سفن تجارية إلى الصين، وتركزت تجارة بلاد المسلمين كلها تقريباً في عدن. وجرت حركة ملاحة نشيطة بين هذه المدينة والبلاد التي يرويها نهر السند ومدن الساحل الغربي للهند وساحل الملبار والهند الصينية والصين، حيث كانت ترد إليها كميات كبيرة من المنتجات والسلع التجارية كالمسك والفلفل وجوز الطيب وجوز الهند والهال والأبنوس والعاج والقرفة والخولجان والكافور وسواها.
وكانت زبيد تتلقى من عدن منتجات الهند والصين إما عن طريق البحر أو عن طريق البر. ولما كانت زبيد تقع في سهول اليمن المشرفة على البحر الأحمر، كان سكان الشواطئ يفضلون أن يتزوّدوا منها بمئونتهم لأن ذلك يجنبهم الرحلة إلى عدن الواقعة وراء مضيق باب المندب.
بالإضافة إلى ذلك كان طريق السفن المحملة بمنتجات الهند يلتقي في وسط البحر الأحمر بطريق الحجاج الأفارقة الذاهبين إلى مكة. فقد كان الحجاج يسلكون الطريق البرى في شبه جزيرة سيناء، غير أنه منذ أن أحتل الصليبيون مملكة بيت المقدس وجعلوا يمدون سيطرتهم من وقت لآخر حتى خليج العقبة شعرت القوافل بالخطر ومن ثم غيرت طريقها فجعلت تصعد مجرى النيل ثم تعبر الصحراء التي تفصل بين النهر والبحر الأحمر، وكان ميناء نزول الحجاج في عيذاب هو أيضاً ميناء تفريغ شحنات منتجات الشرق، الواصلة إليه عبر مضيق باب المندب.
وكانت السفن العربية والمصرية هي التي تأتى من عدن إلى عيذاب بالبضائع ومعها بعض التجار القادمين من الهند، ومن هناك ينقل التجار و البضائع على ظهور الجمال إلى النيل عبر الصحراء، وقد ازدهرت عيذاب وقوص بسبب موقعهما، وغدت قوص سوقاً تجارية مزدهرة تجتمع فيها تجارة أفريقيا الوسطى واليمن والهند، ولا تنقطع عنها قوافل التجار فضلاً عن قوافل الحجاج المتجهة منها أو القادمة إليها من عيذاب التي كانت ترسو فيها وتقلع منها مراكب الهند واليمن وبلاد العرب والسودان .
وقد استمر ميناء عيذاب مركزاً لتجمع الحجاج وتجارة الشرق حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي عندما بدأت القوافل تعود لاستخدام طريق البر، خاصة بعد أن كثر بعيذاب اللصوص وقطاع الطرق ففقدت أهميتها وعزف التجار عن استخدامها وعادت ميناء محلياً عادياً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|