المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معاتبة أصحاب الحسن (عليه السلام) له على الصلح
19-10-2015
Monophthongs and diphthongs GOAT
2024-05-03
خبر شرائع الدين.
2023-07-01
Fundamental Discriminant
31-12-2019
أنماط الدراسات الجيوبولتيكية
15-6-2017
الأهمية الطبية البيولوجية للنوكليوتيدات
23-11-2021


أبي علي الحسن بن الحسن بن الحسن المجتبى (عليه السلام)  
  
3405   09:41 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص361-364.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته /

قيل للحسن بن الحسن المثنى (الحسن المثلث)، لأنّه ثالث الاولاد الذين اسمهم الحسن، و هو أخو عبد اللّه المحض، من أمّ واحدة و توفي في سجن المنصور بالكوفة سنة (145) شهر ذي القعدة و هو ابن (68) سنة.

وروى أبو الفرج انّه: لمّا حبس عبد اللّه بن الحسن آلى أخوه الحسن بن الحسن ألّا يدهن و لا يكتحل و لا يلبس ثوبا لينا و لا يأكل طيبا ما دام عبد اللّه على تلك الحال‏ .

ولذا قال له أبو جعفر المنصور (الحادّ) أي التارك للزينة، و كان الحسن المثلث رجلا فاضلا ورعا يذهب في الأمر بالعروف و النهي عن المنكر الى مذهب الزيدية، و له ستة أولاد:1- طلحة 2- العباس 3- حمزة 4- ابراهيم 5- عبد اللّه 6- عليّ.

أما طلحة فلم يعقب، و أما العباس، فأمّه عائشة بنت طلحة الجود، و كان العباس فتى بني هاشم ولمّا أخذوه الى السجن صاحت امّه: دعوني أشمّه و أتزود منه فقيل لها: لن تصلي الى مرادك ما دمت في الدنيا، و توفي العباس في السجن سنة (145) للهجرة في الثالث و العشرين‏

من شهر رمضان و هو ابن خمس و ثلاثين سنة، و له أولاد انقرض نسلهم.

ومن أولاده عليّ بن عباس الذي جاء الى بغداد و دعا الناس لى نفسه فأجابه جمع من الزيدية، ثم حبسه المهدي العباسي و خلّى عنه بشفاعة الحسين بن عليّ صاحب فخ، لكن سقاه السم فأثّر فيه بحيث انه لمّا دخل المدينة فسد لحمه و بلى جسده من أثر ذلك السمّ و مكث بالمدينة ثلاثة ايام ثم مات.

وامّا حمزة فانّه توفى في بيت أبيه، و أما ابراهيم فلم يعلم حاله، و امّا عبد اللّه فكنيته أبو جعفر و أمّه أمّ عبد اللّه بنت عامر بن عبد اللّه بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة، و قد أخذه المنصور مع أخيه عليّ و جملة من سادة بني الحسن، فلمّا أخرجوهم من المدينة و ساروا بهم الى الكوفة و وصلوا الى قرب الربذة أمروا الحدادين أن يوثقوهم بالأغلال و هم في قصر النفيس الذي يبعد عن المدينة بثلاثة أميال.

فأوثقوا بالأغلال، و كانت اغلال عبد اللّه أشدّ و أضيق من غيرها و قد أثرت في لحمه و آذته فتأوّه عبد اللّه من الألم فلمّا رآه أخوه عليّ أقسم عليه أن يبدل قيده مع قيده لانّها كانت أوسع فتبادلا الأغلال و توفي عبد اللّه في الحبس سنة (145) للهجرة و هو ابن ستة و اربعين سنة في عيد الأضحى.

امّا عليّ بن الحسن فهو أخو عبد اللّه من أمّ واحدة، و يكنّى بأبي الحسن، و يلقّب بعليّ الخير، و عليّ العابد، و من خشوعه و حضور قلبه في الصلاة انّه دخلت في ثيابه أفعى حين صلاته في طريق مكة، فصاح الناس و أخبروه فلم يلتفت إليهم و لم يتغيّر حاله حتى خرجت الافعى و هو مشغول بالصلاة.

وفي رواية انّ ابا جعفر المنصور حبس بني الحسن في سجن مظلم لا يعرف فيه الليل من النهار، و كانوا يعرفون فيه أوقات الصلاة بواسطة أذكار و أوراد عليّ بن الحسن لانّه كان دائم الذكر و يعلم دخول الوقت بالأوراد التي قسّمها في يومه و ليله.

وفي أحد الايام قال عبد اللّه بن الحسن المثنى من شدّة التعجب و ثقل الاغلال لعليّ : أ لا تدعوا عليهم و ترجو اللّه أن يخلصنا من هذا الحبس و البلاء، فلم يجبه عليّ مدّة طويلة، ثم قال:

«يا عمّ انّ لنا في الجنة درجة لن ننالها الّا بهذا البلاء أو بشي‏ء أعظم منه و انّ للمنصور في النار درجة لا ينالها الّا أن يفعل بنا هذا الذي تراه، فان شئت صبرنا على هذا البلاء و العناء فسوف نرتاح منه لانّ الموت قد دنا منّا، و ان شئت دعونا عليهم للخلاص لكن لم يصل المنصور الى تلك الدرجة في النار.

فقالوا كلّهم: بل نصبر، فما مكثوا في السجن الّا ثلاثة ايام حتى ماتوا كلّهم، و مات عليّ بن الحسن في السجدة، فزعم عبد اللّه انّه أخذته الغفوة فقال: أيقظوا ابن أخي، فلمّا حركوه رأوه ميّتا، و كانت وفاته سنة (146) ه يوم السادس و العشرين من شهر محرم و هو ابن (45) سنة.

وروى بعض السادة الحسنية الذين كانوا معه في سجن المنصور فقال: بعد أن أوثقونا بالقيود و الأغلال كانت حلقات الأغلال واسعة فكنّا نخرجها وقت الصلاة و النوم عن ايدينا و أرجلنا و نلبسها اذا جاء السجّان الّا عليّ بن الحسن فكانت القيود في يديه و رجليه دائما و لم يخرجها.

فقال له عمّه عبد اللّه: يا بني لم لا تخرج يدك و رجلك من هذه القيود و الاغلال كما نفعل، فقال: أما و اللّه لن اخرجها حتى ألقى اللّه و أحاجّ المنصور عند اللّه اذا اجتمعنا و أسأله بأيّ ذنب حبسنا و قيّدنا و ظلمنا.

وكان لعليّ بن الحسن خمسة بنين و اربع بنات و هم: 1- محمد 2- عبد اللّه 3- عبد الرحمن 4- الحسن 5- الحسين 6- رقية 7- فاطمة 8- أم كلثوم 9- أم الحسن، و امهم زينب بنت عبد اللّه المحض.

وكان يقال لزينب و زوجها عليّ بن الحسن الزوج الصالح لكثرة عبادتهما و صلاحهما، و كانت تلبس الثياب المندرسة الخلقة بعد ما قتل المنصور اباها و أخاها و أعمامها و أبناء أعمامها و زوجها حتى ماتت، و كانت لا تدعو على المنصور كي تشفّي نفسها حذرا من حبوط

أجرها بل كانت تقول: «يا فاطر السماوات و الارض يا عالم الغيب و الشهادة و الحاكم بين عباده احكم بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الحاكمين».

وتوفى محمد و عبد اللّه في حياة ابيهم، و ولد لعبد الرحمن بنت أسماها رقية، و كان الحسن معروفا بالمكفوف، و له أولاد، و هو الذي اعقب للحسن المثلث لا غيره.

وأما الحسين بن عليّ شهيد فخ، فهو ذو جلال و فضل كثير، و قد احزنت مصيبته قلوب المحبّين، و فخ اسم موضع يبعد عن مكة بفرسخ و قد استشهد الحسين و أهل بيته هناك، و روى أبو نصر البخاري عن الامام الجواد (عليه السلام) انّه قال : «لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ» .

وروى أبو الفرج بسنده عن الامام أبو جعفر محمد بن عليّ (عليه السلام) انّه قال: «مرّ النبي (صلى الله عليه واله) بفخ فصلى ركعة فلمّا صلّى الثانية بكى و هو في الصلاة، فلمّا رأى الناس النبي (صلى الله عليه واله) يبكي بكوا فلمّا انصرف قال: ما يبكيكم؟.

قالوا : لمّا رأيناك تبكي بكينا يا رسول اللّه، قال : نزل عليّ جبرئيل لمّا صلّيت الركعة الأولى فقال: يا محمد انّ رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان و أجر الشهيد معه أجر شهيدين.

وروى أيضا عن النضر بن قرواش انّه قال: اكريت جعفر بن محمد عليهما السّلام من المدينة الى مكّة، فلما ارتحلنا من بطن مر- اسم منزل- قال لي: يا نضر اذا انتهيت الى فخ فأعلمني، قلت: أو لست تعرفه؟ قال: بلى و لكن أخشى أن تغلبني عيني.

فلمّا انتهينا الى فخ دنوت من المحمل فاذا هو نائم، فتنحنحت فلم ينتبه، فحركت المحمل فجلس،فقلت: فقد بلغت، فقال: حل محملي، فحللته، ثم قال: صل القطار، فوصلته، ثم تنحيت به عن الجادة فأنخت بعيره، فقال: ناولني الاداوة و الركوة، فتوضأ و صلّى ثم ركب.

فقلت له: جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئا، أ فهو من مناسك الحج؟ قال: لا و لكن‏ يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم الى الجنّة .

وكان الحسين بن عليّ جليل القدر سخيّ الطبع و حكايات جوده و عطائه معروفة، منها ما ذكره الحسن بن هذيل قال: بعت للحسين بن عليّ صاحب فخ حائطا بأربعين الف دينار، فنثرها على بابه فما دخل الى أهله منها حبّة، كان يعطيني كفّا كفّا فأذهب به الى فقراء أهل المدينة .

ومنها انّه جاء رجل الى الحسين بن عليّ فسأله فلم يكن عنده شي‏ء فأقعده و بعث الى أهل داره أن يخرجوا ثيابه للغسل فأخرجوها فلمّا اجتمعت قال للرجل: خذها.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.