أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
5034
التاريخ: 23-2-2017
3632
التاريخ: 7-03-2015
3406
التاريخ: 4-4-2016
2964
|
قيل للحسن بن الحسن المثنى (الحسن المثلث)، لأنّه ثالث الاولاد الذين اسمهم الحسن، و هو أخو عبد اللّه المحض، من أمّ واحدة و توفي في سجن المنصور بالكوفة سنة (145) شهر ذي القعدة و هو ابن (68) سنة.
وروى أبو الفرج انّه: لمّا حبس عبد اللّه بن الحسن آلى أخوه الحسن بن الحسن ألّا يدهن و لا يكتحل و لا يلبس ثوبا لينا و لا يأكل طيبا ما دام عبد اللّه على تلك الحال .
ولذا قال له أبو جعفر المنصور (الحادّ) أي التارك للزينة، و كان الحسن المثلث رجلا فاضلا ورعا يذهب في الأمر بالعروف و النهي عن المنكر الى مذهب الزيدية، و له ستة أولاد:1- طلحة 2- العباس 3- حمزة 4- ابراهيم 5- عبد اللّه 6- عليّ.
أما طلحة فلم يعقب، و أما العباس، فأمّه عائشة بنت طلحة الجود، و كان العباس فتى بني هاشم ولمّا أخذوه الى السجن صاحت امّه: دعوني أشمّه و أتزود منه فقيل لها: لن تصلي الى مرادك ما دمت في الدنيا، و توفي العباس في السجن سنة (145) للهجرة في الثالث و العشرين
من شهر رمضان و هو ابن خمس و ثلاثين سنة، و له أولاد انقرض نسلهم.
ومن أولاده عليّ بن عباس الذي جاء الى بغداد و دعا الناس لى نفسه فأجابه جمع من الزيدية، ثم حبسه المهدي العباسي و خلّى عنه بشفاعة الحسين بن عليّ صاحب فخ، لكن سقاه السم فأثّر فيه بحيث انه لمّا دخل المدينة فسد لحمه و بلى جسده من أثر ذلك السمّ و مكث بالمدينة ثلاثة ايام ثم مات.
وامّا حمزة فانّه توفى في بيت أبيه، و أما ابراهيم فلم يعلم حاله، و امّا عبد اللّه فكنيته أبو جعفر و أمّه أمّ عبد اللّه بنت عامر بن عبد اللّه بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة، و قد أخذه المنصور مع أخيه عليّ و جملة من سادة بني الحسن، فلمّا أخرجوهم من المدينة و ساروا بهم الى الكوفة و وصلوا الى قرب الربذة أمروا الحدادين أن يوثقوهم بالأغلال و هم في قصر النفيس الذي يبعد عن المدينة بثلاثة أميال.
فأوثقوا بالأغلال، و كانت اغلال عبد اللّه أشدّ و أضيق من غيرها و قد أثرت في لحمه و آذته فتأوّه عبد اللّه من الألم فلمّا رآه أخوه عليّ أقسم عليه أن يبدل قيده مع قيده لانّها كانت أوسع فتبادلا الأغلال و توفي عبد اللّه في الحبس سنة (145) للهجرة و هو ابن ستة و اربعين سنة في عيد الأضحى.
امّا عليّ بن الحسن فهو أخو عبد اللّه من أمّ واحدة، و يكنّى بأبي الحسن، و يلقّب بعليّ الخير، و عليّ العابد، و من خشوعه و حضور قلبه في الصلاة انّه دخلت في ثيابه أفعى حين صلاته في طريق مكة، فصاح الناس و أخبروه فلم يلتفت إليهم و لم يتغيّر حاله حتى خرجت الافعى و هو مشغول بالصلاة.
وفي رواية انّ ابا جعفر المنصور حبس بني الحسن في سجن مظلم لا يعرف فيه الليل من النهار، و كانوا يعرفون فيه أوقات الصلاة بواسطة أذكار و أوراد عليّ بن الحسن لانّه كان دائم الذكر و يعلم دخول الوقت بالأوراد التي قسّمها في يومه و ليله.
وفي أحد الايام قال عبد اللّه بن الحسن المثنى من شدّة التعجب و ثقل الاغلال لعليّ : أ لا تدعوا عليهم و ترجو اللّه أن يخلصنا من هذا الحبس و البلاء، فلم يجبه عليّ مدّة طويلة، ثم قال:
«يا عمّ انّ لنا في الجنة درجة لن ننالها الّا بهذا البلاء أو بشيء أعظم منه و انّ للمنصور في النار درجة لا ينالها الّا أن يفعل بنا هذا الذي تراه، فان شئت صبرنا على هذا البلاء و العناء فسوف نرتاح منه لانّ الموت قد دنا منّا، و ان شئت دعونا عليهم للخلاص لكن لم يصل المنصور الى تلك الدرجة في النار.
فقالوا كلّهم: بل نصبر، فما مكثوا في السجن الّا ثلاثة ايام حتى ماتوا كلّهم، و مات عليّ بن الحسن في السجدة، فزعم عبد اللّه انّه أخذته الغفوة فقال: أيقظوا ابن أخي، فلمّا حركوه رأوه ميّتا، و كانت وفاته سنة (146) ه يوم السادس و العشرين من شهر محرم و هو ابن (45) سنة.
وروى بعض السادة الحسنية الذين كانوا معه في سجن المنصور فقال: بعد أن أوثقونا بالقيود و الأغلال كانت حلقات الأغلال واسعة فكنّا نخرجها وقت الصلاة و النوم عن ايدينا و أرجلنا و نلبسها اذا جاء السجّان الّا عليّ بن الحسن فكانت القيود في يديه و رجليه دائما و لم يخرجها.
فقال له عمّه عبد اللّه: يا بني لم لا تخرج يدك و رجلك من هذه القيود و الاغلال كما نفعل، فقال: أما و اللّه لن اخرجها حتى ألقى اللّه و أحاجّ المنصور عند اللّه اذا اجتمعنا و أسأله بأيّ ذنب حبسنا و قيّدنا و ظلمنا.
وكان لعليّ بن الحسن خمسة بنين و اربع بنات و هم: 1- محمد 2- عبد اللّه 3- عبد الرحمن 4- الحسن 5- الحسين 6- رقية 7- فاطمة 8- أم كلثوم 9- أم الحسن، و امهم زينب بنت عبد اللّه المحض.
وكان يقال لزينب و زوجها عليّ بن الحسن الزوج الصالح لكثرة عبادتهما و صلاحهما، و كانت تلبس الثياب المندرسة الخلقة بعد ما قتل المنصور اباها و أخاها و أعمامها و أبناء أعمامها و زوجها حتى ماتت، و كانت لا تدعو على المنصور كي تشفّي نفسها حذرا من حبوط
أجرها بل كانت تقول: «يا فاطر السماوات و الارض يا عالم الغيب و الشهادة و الحاكم بين عباده احكم بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الحاكمين».
وتوفى محمد و عبد اللّه في حياة ابيهم، و ولد لعبد الرحمن بنت أسماها رقية، و كان الحسن معروفا بالمكفوف، و له أولاد، و هو الذي اعقب للحسن المثلث لا غيره.
وأما الحسين بن عليّ شهيد فخ، فهو ذو جلال و فضل كثير، و قد احزنت مصيبته قلوب المحبّين، و فخ اسم موضع يبعد عن مكة بفرسخ و قد استشهد الحسين و أهل بيته هناك، و روى أبو نصر البخاري عن الامام الجواد (عليه السلام) انّه قال : «لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ» .
وروى أبو الفرج بسنده عن الامام أبو جعفر محمد بن عليّ (عليه السلام) انّه قال: «مرّ النبي (صلى الله عليه واله) بفخ فصلى ركعة فلمّا صلّى الثانية بكى و هو في الصلاة، فلمّا رأى الناس النبي (صلى الله عليه واله) يبكي بكوا فلمّا انصرف قال: ما يبكيكم؟.
قالوا : لمّا رأيناك تبكي بكينا يا رسول اللّه، قال : نزل عليّ جبرئيل لمّا صلّيت الركعة الأولى فقال: يا محمد انّ رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان و أجر الشهيد معه أجر شهيدين.
وروى أيضا عن النضر بن قرواش انّه قال: اكريت جعفر بن محمد عليهما السّلام من المدينة الى مكّة، فلما ارتحلنا من بطن مر- اسم منزل- قال لي: يا نضر اذا انتهيت الى فخ فأعلمني، قلت: أو لست تعرفه؟ قال: بلى و لكن أخشى أن تغلبني عيني.
فلمّا انتهينا الى فخ دنوت من المحمل فاذا هو نائم، فتنحنحت فلم ينتبه، فحركت المحمل فجلس،فقلت: فقد بلغت، فقال: حل محملي، فحللته، ثم قال: صل القطار، فوصلته، ثم تنحيت به عن الجادة فأنخت بعيره، فقال: ناولني الاداوة و الركوة، فتوضأ و صلّى ثم ركب.
فقلت له: جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئا، أ فهو من مناسك الحج؟ قال: لا و لكن يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم الى الجنّة .
وكان الحسين بن عليّ جليل القدر سخيّ الطبع و حكايات جوده و عطائه معروفة، منها ما ذكره الحسن بن هذيل قال: بعت للحسين بن عليّ صاحب فخ حائطا بأربعين الف دينار، فنثرها على بابه فما دخل الى أهله منها حبّة، كان يعطيني كفّا كفّا فأذهب به الى فقراء أهل المدينة .
ومنها انّه جاء رجل الى الحسين بن عليّ فسأله فلم يكن عنده شيء فأقعده و بعث الى أهل داره أن يخرجوا ثيابه للغسل فأخرجوها فلمّا اجتمعت قال للرجل: خذها.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|