المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24

نظام المرابط الحرة او الاحواش المستخدمة في مصر
16-5-2016
متعة الحجّ
29/10/2022
lexis (n.)
2023-10-05
البَراء بن عازب الأنصاري ( ت/ 72 هـ )
23-12-2015
Psychiatric Disorders
29-10-2015
عقبات على الطريق
19-4-2016


الحسن بن الحسن (عليه السلام)‏  
  
3392   09:38 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص339-442.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-4-2016 3811
التاريخ: 4-4-2016 25895
التاريخ: 4-4-2016 7180
التاريخ: 7-03-2015 5104

الحسن بن الحسن المعروف بالحسن المثنى، فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا، وكان يلي صدقات جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) في وقته، و لمّا ولي الحجاج المدينة من قبل عبد الملك بن مروان أراد ان يشرك عمر بن عليّ (عليه السلام) مع الحسن بن الحسن في الصدقات، فامتنع الحسن و قال: هذا خلاف شرط الوقف و لا أدخل فيها من ليس بداخل.

فقال الحجاج: اذا ادخله أنا معك شئت أم أبيت، فسكت الحسن ثم خرج من المدينة و ذهب الى الشام حين غفل عنه الحجاج، فدخل على عبد الملك بن مروان فرحّب عبد الملك به و أحسن مجالسته ثم سأله عن سبب قدومه، فقصّ الحسن عليه حكاية الحجاج، فقال عبد الملك: لم تكن هذه الحكومة للحجاج و ليس ذلك له، فكتب كتابا إليه يأمره أن لا يتجاوز شرط الوقف، فخرج الحسن من عنده بعطاء كثير، معزّزا مكرّما.

و اعلم انّ الحسن لازم ركاب عمّه الامام الحسين (عليه السلام) يوم كربلاء، فلما قتل الحسين (عليه السلام) و أسر أهل بيته كان الحسن فيهم فانتزعه اسماء بن خارجة الفزاري من بين الاسرى- و كانت بينهما قرابة من الام- و قال: و اللّه لا يصل الى ابن خولة مكروه ابدا.

فقال عمر بن سعد: دعوا لأبي حسان ابن اخته، و ذلك انّ أم الحسن المثنى خولة كانت من قبيلة فزارة، كما كان أبو حسان اسماء بن خارجة من فزارة و من قبيلة خولة، و يقال انّه كانت بالحسن جراحات كثيرة فجاء به اسماء الى الكوفة فداواه حتى برأ منها فذهب الى المدينة بعد شفائه.

و كان الحسن صهر الامام الحسين (عليه السلام) و قد تزوج فاطمة بنت عمّه، و روي انّ الحسن المثنى لمّا خطب الى عمّه الحسين (عليه السلام) احدى بنتيه (فاطمة و سكينة) قال له الحسين (عليه السلام): «اختر يا بني أحبّهما إليك»، فاستحى الحسن و لم يحر جوابا فقال له الحسين (عليه السلام): «فانّي قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي اكثرهما شبها بامّي فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله‏) ».

فتزوجها، و ولدت له و سيأتي ذكرهم، و كان الحسن يحبّها كثيرا و كانت تحبّه كثيرا و تعامله بالإحسان، و توفى بالمدينة و هو ابن خمس و ثلاثين سنة، و جعل وصيّه ابراهيم بن محمد بن طلحة اخاه من أمّه، و دفن بالبقيع.

و ضربت زوجته فاطمة على قبره فسطاطا، و كانت تقوم الليل و تصوم النهار لمدّة سنة كاملة، فلمّا كان رأس السنة قالت لمواليها: اذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلمّا أظلم الليل سمعت قائلا يقول: «هل وجدوا ما فقدوا»، فأجابه الآخر «بل يئسوا فانقلبوا».

وقيل انّ لبيد تمثل بهذا الشعر:

الى الحول ثم اسم السلام عليكما          و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر

وسيأتي شرح حال فاطمة في ذكر أولاد الامام الحسين (عليه السلام) إن شاء اللّه، و لم يدّع الحسن المثنى الامامة في حياته قط و لم يدّع احد امامته كما سيأتي في أحوال أخيه زيد.

وأما عمر، و القاسم، و عبد اللّه، فحضروا كربلاء و قال الشيخ المفيد: انّهم استشهدوا بين يدي عمّهم الحسين (عليه السلام)‏ .

لكن الظاهر من كتب المقاتل و التواريخ هو شهادة القاسم و عبد اللّه امّا عمر بن الحسن، فانّه لم يقتل بل أسر مع أهل البيت و له قصة في مجلس يزيد و سيأتي ذكرها في محلّها إن شاء اللّه.

و اعلم انّه قد استشهد في كربلاء من أولاد الحسن (عليه السلام) ثلاثة آخرون غير هؤلاء الثلاثة المذكورين، و غير الحسن المثنى و هم: أبو بكر بن الحسن، و سنذكر مقتله و عبد اللّه الاصغر، و سيأتي خبره أيضا، و احمد بن الحسن الذي ذكر مقتله في بعض كتب المقاتل باطناب، و جاء في احوال زيد بن الحسن قول أبي الفرج بحضوره في كربلاء، فيكون مجموع ولد الحسن (عليه السلام) الذين حضروا كربلاء ثمانية.

(4) و أما عبد الرحمن بن الحسن فقد خرج مع عمه الحسين (عليه السلام) الى مكة للحج و مات في‏ منطقة الأبواء حال كونه محرما.

و امّا الحسين بن الحسن فانّه مع فضله و شرفه لم يذكر في التواريخ و لم نر له حديثا و هو الذي لقّب بالاثرم (و الاثرم هو الذي سقطت ثناياه من مقدم اسنانه أو الذي كسرت أحد اسنانه الاربع التي في مقدم الفم).

و امّا طلحة بن الحسن فهو بطل شهم معروف بالجود و البذل و السخاء و كان يقال له طلحة الجود و هو أحد الطلحات الست المعروفين بالجود و السخاء و لكل واحد منهم لقب‏ .

أما بنات الحسن (عليه السلام) فنذكر المتزوجات منهنّ:

الاولى: أم الحسن، اخت زيد من أمّ واحدة، و تزوّجها عبد اللّه بن الزبير بن العوام، و بعد ما قتل عبد اللّه أخذها أخوها زيد الى المدينة.

الثانية: أم عبد اللّه، التي تمتاز عن سائر بنات الامام الحسن (عليه السلام) بالجلالة و عظمة الشأن و الشرف و النجابة، و كانت زوجة للامام زين العابدين (عليه السلام) فولدت له اربعة أولاد: 1- الامام الباقر (عليه السلام) 2- الحسن 3- الحسين 4- عبد اللّه البهر، و سنذكر في باب احوال الامام الباقر (عليه السلام) نبذة من جلالة أم عبد اللّه (رضي اللّه عنها).

الثالثة: أم سلمة، التي تزوجها عمر بن الامام زين العابدين (عليه السلام) على قول بعض علماء النسب.

الرابعة: رقيّة، و تزوّجها عمرو بن منذر بن زهر العوام، و لم تتزوج من بنات الامام الحسن (عليه السلام) غير هذه الأربع، و على فرض وقوع الزواج الّا انّه لم يصل خبره و اللّه العالم.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.