أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-4-2016
3811
التاريخ: 4-4-2016
25895
التاريخ: 4-4-2016
7180
التاريخ: 7-03-2015
5104
|
الحسن بن الحسن المعروف بالحسن المثنى، فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا، وكان يلي صدقات جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) في وقته، و لمّا ولي الحجاج المدينة من قبل عبد الملك بن مروان أراد ان يشرك عمر بن عليّ (عليه السلام) مع الحسن بن الحسن في الصدقات، فامتنع الحسن و قال: هذا خلاف شرط الوقف و لا أدخل فيها من ليس بداخل.
فقال الحجاج: اذا ادخله أنا معك شئت أم أبيت، فسكت الحسن ثم خرج من المدينة و ذهب الى الشام حين غفل عنه الحجاج، فدخل على عبد الملك بن مروان فرحّب عبد الملك به و أحسن مجالسته ثم سأله عن سبب قدومه، فقصّ الحسن عليه حكاية الحجاج، فقال عبد الملك: لم تكن هذه الحكومة للحجاج و ليس ذلك له، فكتب كتابا إليه يأمره أن لا يتجاوز شرط الوقف، فخرج الحسن من عنده بعطاء كثير، معزّزا مكرّما.
و اعلم انّ الحسن لازم ركاب عمّه الامام الحسين (عليه السلام) يوم كربلاء، فلما قتل الحسين (عليه السلام) و أسر أهل بيته كان الحسن فيهم فانتزعه اسماء بن خارجة الفزاري من بين الاسرى- و كانت بينهما قرابة من الام- و قال: و اللّه لا يصل الى ابن خولة مكروه ابدا.
فقال عمر بن سعد: دعوا لأبي حسان ابن اخته، و ذلك انّ أم الحسن المثنى خولة كانت من قبيلة فزارة، كما كان أبو حسان اسماء بن خارجة من فزارة و من قبيلة خولة، و يقال انّه كانت بالحسن جراحات كثيرة فجاء به اسماء الى الكوفة فداواه حتى برأ منها فذهب الى المدينة بعد شفائه.
و كان الحسن صهر الامام الحسين (عليه السلام) و قد تزوج فاطمة بنت عمّه، و روي انّ الحسن المثنى لمّا خطب الى عمّه الحسين (عليه السلام) احدى بنتيه (فاطمة و سكينة) قال له الحسين (عليه السلام): «اختر يا بني أحبّهما إليك»، فاستحى الحسن و لم يحر جوابا فقال له الحسين (عليه السلام): «فانّي قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي اكثرهما شبها بامّي فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ».
فتزوجها، و ولدت له و سيأتي ذكرهم، و كان الحسن يحبّها كثيرا و كانت تحبّه كثيرا و تعامله بالإحسان، و توفى بالمدينة و هو ابن خمس و ثلاثين سنة، و جعل وصيّه ابراهيم بن محمد بن طلحة اخاه من أمّه، و دفن بالبقيع.
و ضربت زوجته فاطمة على قبره فسطاطا، و كانت تقوم الليل و تصوم النهار لمدّة سنة كاملة، فلمّا كان رأس السنة قالت لمواليها: اذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلمّا أظلم الليل سمعت قائلا يقول: «هل وجدوا ما فقدوا»، فأجابه الآخر «بل يئسوا فانقلبوا».
وقيل انّ لبيد تمثل بهذا الشعر:
الى الحول ثم اسم السلام عليكما و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر
وسيأتي شرح حال فاطمة في ذكر أولاد الامام الحسين (عليه السلام) إن شاء اللّه، و لم يدّع الحسن المثنى الامامة في حياته قط و لم يدّع احد امامته كما سيأتي في أحوال أخيه زيد.
وأما عمر، و القاسم، و عبد اللّه، فحضروا كربلاء و قال الشيخ المفيد: انّهم استشهدوا بين يدي عمّهم الحسين (عليه السلام) .
لكن الظاهر من كتب المقاتل و التواريخ هو شهادة القاسم و عبد اللّه امّا عمر بن الحسن، فانّه لم يقتل بل أسر مع أهل البيت و له قصة في مجلس يزيد و سيأتي ذكرها في محلّها إن شاء اللّه.
و اعلم انّه قد استشهد في كربلاء من أولاد الحسن (عليه السلام) ثلاثة آخرون غير هؤلاء الثلاثة المذكورين، و غير الحسن المثنى و هم: أبو بكر بن الحسن، و سنذكر مقتله و عبد اللّه الاصغر، و سيأتي خبره أيضا، و احمد بن الحسن الذي ذكر مقتله في بعض كتب المقاتل باطناب، و جاء في احوال زيد بن الحسن قول أبي الفرج بحضوره في كربلاء، فيكون مجموع ولد الحسن (عليه السلام) الذين حضروا كربلاء ثمانية.
(4) و أما عبد الرحمن بن الحسن فقد خرج مع عمه الحسين (عليه السلام) الى مكة للحج و مات في منطقة الأبواء حال كونه محرما.
و امّا الحسين بن الحسن فانّه مع فضله و شرفه لم يذكر في التواريخ و لم نر له حديثا و هو الذي لقّب بالاثرم (و الاثرم هو الذي سقطت ثناياه من مقدم اسنانه أو الذي كسرت أحد اسنانه الاربع التي في مقدم الفم).
و امّا طلحة بن الحسن فهو بطل شهم معروف بالجود و البذل و السخاء و كان يقال له طلحة الجود و هو أحد الطلحات الست المعروفين بالجود و السخاء و لكل واحد منهم لقب .
أما بنات الحسن (عليه السلام) فنذكر المتزوجات منهنّ:
الاولى: أم الحسن، اخت زيد من أمّ واحدة، و تزوّجها عبد اللّه بن الزبير بن العوام، و بعد ما قتل عبد اللّه أخذها أخوها زيد الى المدينة.
الثانية: أم عبد اللّه، التي تمتاز عن سائر بنات الامام الحسن (عليه السلام) بالجلالة و عظمة الشأن و الشرف و النجابة، و كانت زوجة للامام زين العابدين (عليه السلام) فولدت له اربعة أولاد: 1- الامام الباقر (عليه السلام) 2- الحسن 3- الحسين 4- عبد اللّه البهر، و سنذكر في باب احوال الامام الباقر (عليه السلام) نبذة من جلالة أم عبد اللّه (رضي اللّه عنها).
الثالثة: أم سلمة، التي تزوجها عمر بن الامام زين العابدين (عليه السلام) على قول بعض علماء النسب.
الرابعة: رقيّة، و تزوّجها عمرو بن منذر بن زهر العوام، و لم تتزوج من بنات الامام الحسن (عليه السلام) غير هذه الأربع، و على فرض وقوع الزواج الّا انّه لم يصل خبره و اللّه العالم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|