المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

مالك بن قيس
2023-03-21
أساليب الري السطحي المستخدمة في الدول العربية - الري بالشرائح - شريحة موجهة
25-6-2019
دعوة النبي "ص" عشيرته واستنفار قريش ضدهم
2024-09-11
تفويض الامر الى الله
2024-04-17
High- and low-spin states
17-8-2016
عيوب النطق والكلام / اللجلجة
2023-02-05


التيجاني يناظر أحد العلماء في مسألة التجسيم  
  
536   01:03 صباحاً   التاريخ: 13-8-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 85-90
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * التوحيد /

أهم ما يذكر في هذا الموضوع عند الطرفين هي رؤية الله تعالى، فقد أثبتها أهل السنة والجماعة لكل المؤمنين في الآخرة، وعندما نقرأ صحاح السنة والجماعة كالبخاري ومسلم مثلا نجد روايات كثيرة تؤكد الرؤية حقيقة لا مجازا (1)، بل نجد فيها تشبيها لله سبحانه، وأنه يضحك (2) ويأتي ويمشي وينزل إلى سماء الدنيا (3) بل ويكشف عن ساقه التي بها علامة يعرف بها (4) ويضع رجله في جهنم فتمتلئ وتقول قط قط (5) إلى غير ذلك من الأشياء والأوصاف التي يتنزه الله جل وعلا عن أمثالها. وأذكر أنني مررت بمدينة لامو في كينيا (6) بشرق إفريقيا، ووجدت إماما من الوهابية يحاضر المصلين داخل المسجد ويقول لهم: بأن لله يدين ورجلين وعينين ووجها، ولما استنكرت عليه ذلك! قام يستدل بآيات من القرآن قائلا: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] وقال أيضا: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [هود: 37] وقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ } [الرحمن: 26، 27] قلت: يا أخي، كل هذه الآيات التي أدليت بها وغيرها إنما هي مجاز وليست حقيقة! أجاب قائلا: كل القرآن حقيقة وليس فيه مجاز!! قلت: إذن ما هو تفسيركم للآية التي تقول: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى} [الإسراء: 72] ، فهل تحملون هذه الآية على المعنى الحقيقي؟ فكل أعمى في الدنيا يكون أعمى في الآخرة؟ أجاب الشيخ: نحن نتكلم عن يد الله وعين الله ووجه الله، ولا دخل لنا في العميان! قلت: دعنا من العميان، فما هو تفسيركم في الآية التي ذكرتها: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ }؟ التفت إلى الحاضرين وقال لهم: هل فيكم من لم يفهم هذه الآية، إنها واضحة جلية كقوله سبحانه: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88].

قلت: أنت زدت الطين بلة! يا أخي نحن إنما اختلفنا في القرآن، ادعيت أنت بأن القرآن ليس فيه مجاز وكله حقيقة! وادعيت أنا بأن في القرآن مجازا وبالخصوص الآيات التي فيها تجسيم لله تعالى أو تشبيه، وإذا أصررت على رأيك فيلزمك أن تقول، بأن كل شيء هالك إلا وجهه، معناه يداه ورجلاه وكل جسمه يفنى ويهلك ولا يبقى منه إلا الوجه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا! ثم التفت إلى الحاضرين قائلا: فهل ترضون بهذا التفسير؟ سكت الجميع ولم يتكلم شيخهم المحاضر بكلمة فودعتهم وخرجت داعيا لهم بالهداية والتوفيق. نعم هذه عقيدتهم في الله في صحاحهم وفي محاضراتهم، ولأقول إن بعض علمائنا ينكر ذلك ولكن الأغلبية يؤمنون برؤية الله سبحانه في الآخرة، وأنهم سوف يرونه كما يرون القمر ليلة البدر ليس دونها سحاب، ويستدلون بالآية {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23]. (7) وبمجرد اطلاعك على عقيدة الشيعة الإمامية في هذا الصدد (8) يرتاح ضميرك، ويسلم عقلك بقبول تأويل الآيات القرآنية التي فيها تجسيم أو تشبيه لله تعالى وحملها على المجاز والاستعارة، لا على الحقيقة ولا على ظواهر الألفاظ، كما توهمه البعض.

يقول الإمام علي (عليه السلام) في هذا الصدد: لا يدركه بعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حد محدود، ولا نعت موجود، ولا وقت معدود، ولا أجل ممدود... (9). ويقول الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في الرد على المشبهة: وكل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم... (10). ويكفينا في هذا رد الله سبحانه في محكم كتابه قوله: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] وقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ } [الأنعام: 103] وقوله لرسوله وكليمه موسى (عليه السلام) لما طلب رؤيته: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] ولن الزمخشرية (11) تفيد التأبيد كما يقول النحاة. كل ذلك دليل قاطع على صحة أقوال الشيعة الذين يعتمدون فيها على أقوال الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) معدن العلم وموضع الرسالة، ومن أورثهم الله علم الكتاب. ومن أراد التوسع في هذا البحث فما عليه إلا الرجوع إلى الكتب المفصلة لهذا الموضوع ككتاب كلمة حول الرؤية للسيد شرف الدين صاحب المراجعات (12).

________________

(1) صحيح البخاري: ج 9 ص 156 وج 6 ص 157 - 158.

(2) صحيح مسلم: ج 1 ص 166 ح 299 (ك الإيمان ب 81).

(3) صحيح البخاري: ج 2 ص 66، وج 9 ص 175، صحيح مسلم: ج 1 ص 168 ح 302.

(4) صحيح البخاري: ج 9 ص 159.

(5) صحيح البخاري: ج 9 ص 164.

(6) كينيا: جمهورية في شرق إفريقيا الاستوائية على المحيط الهندي عاصمتها نيروبي. المنجد - قسم الأعلام - ص 605.

(7) روي عن عبد العظيم الحسني، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في قول الله عز وجل: *(وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)* قال: يعني مشرقة تنتظر ثواب ربها (بحار الأنوار: ج 4 ص 28).

(8) راجع: كشف المراد للعلامة الحلي: ص 296، حق اليقين في معرفة أصول الدين: ج 1 ص 39، بحار الأنوار: ج 4 ص 16 (كتاب التوحيد).

(9) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح: خطبة رقم 1 ص 39.

(10) بحار الأنوار للمجلسي: ج 69 ص 293 ح 23، المحجة البيضاء: ج 1 ص 219. (3) سورة الشورى: الآية 11.

(11) إذ أن الزمخشري من القائلين باستحالة رؤية الله تعالى - كما عليه الإمامية - إذ أن الرؤية تستلزم التشبيه والتجسيم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ولن عند الزمخشري - إنها تشعر باستحالة المنفي بها عقلا - إلا إذا قامت على تخصيصها قرينة متصلة أو منفصلة أو قرينة عقلية - إذ أن نسبة جواز الرؤية إلى الله تعالى كنسبة الولد إليه كما صرح بذلك الزمخشري وأن حالها في النفي هو تأكيد النفي الذي تعطيه لا وذلك أن لا تنفي المستقبل، تقول: لا أفعل غدا، فإذا أكدت نفيها قلت: لن أفعل غدا، والمعنى أن فعله نفي حالي، كقوله: *(لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له)* فقوله: *(لا تدركه الأبصار)* نفي للرؤية فيما يستقبل ولن تراني تأكيد وبيان الخ راجع: الكشاف للزمخشري: ج 2 ص 154.

(12) مع الصادقين للدكتور التيجاني: ص 25 - 28.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.