المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Rotator in Field
21-8-2016
يحيى بن هُذيل القرطبي الكفيف
2-3-2018
التفريق للشقاق (م ٤١ ‏و ٤٢)
23-5-2017
الناس والملائكة والعالمين .. والآيات‏ في القران الكريم
26-01-2015
Measuring Radiation Exposure
3-9-2020
Autonomous Transposons
21-6-2017


مناقب الأمام الحسن  
  
3743   04:11 مساءً   التاريخ: 6-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص256-257.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015 3237
التاريخ: 7-03-2015 4502
التاريخ: 6-03-2015 3539
التاريخ: 6-03-2015 3641

روى ابن شهرآشوب في (المناقب) : انه استفتى أعرابي عبدالله بن الزبير وعمر وعثمان فتواكلا، فقال : اتقيا الله، فاني اتيتكما مسترشدا، أمواكلة في الدين؟! فأشار عليه بالحسن والحسين (عليهما السلام)، فأتياه، فأنشأ ابياتا، منها خطابا لعبد الله وعمر :

جعل الله حر وجهيكما      نعلين سبتاً يطأهما الحسنان

وروى الصدوق في (الأمالي) بأسناد معتبر عن المفضل، قال : قال الصادق (عليه السلام) : حدثني أبي، عن أبيه : ان الحسن بن علي بن ابي طالب كان اعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان اذا حج حج ماشيا، وربما مشى حافيا، وكان اذا ذكر الموت بكى، واذا ذكر القبر بكى، واذا ذكر البعث والنشور بكى، واذا ذكر الممر على الصراط بكى، واذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره بكى وشهق شهقة يغشى عليه منها وكان اذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان اذا ذكر الجنة والنار اضطرب السليم، وسأل الله الجنة وتعوذ من النار.

وكان (عليه السلام) لا يقرأ من كتاب الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 104] الا قال : لبيك، ولم ير في شيء من أحواله الا ذاكرا الله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجة، وافصحهم منطقا، ولقد قيل لمعاوية ذات يوم : لو أمرت الحسن بن علي بن أبي طالب فصعد المنبر فخطب لتبين للناس نقصه، فدعاه فقال : اصعد المنبر وتكلم بكلمات تعظنا بها، فقام (عليه السلام) فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : ايها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فانا الحسن بن علي بن ابي طالب، وابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله، انا ابن خير خلق الله، انا بن رسول الله، انا بن صاحب الفضائل، انا ابن صاحب المعجزات والدلائل، انا ابن امير المؤمنين، انا المدفوع عن حقي، أنا واخي الحسين سيدا شباب أهل الجنة، انا ابن الركن والمقام، انا بان مكة ومنى، انا ابن المشعر وعرفات.

فقال له معاوية : يا أبا محمد، خذ في نعت الرطب ودع هذا، فقال (عليه السلام) : الريح تنفخه، والحرور ينضجه، والبرد يطيبه، ثم عاد (عليه السلام) في كلامه فقال : انا امام خلق الله، وابن محمد رسول الله، فخشي معاوية ان يتكلم بعد ذلك بما يفتتن به الناس، فقال : يا ابا محمد، انزل فقد كفى ما جرى، فنزل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.