أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
3496
التاريخ: 12-10-2014
3742
التاريخ: 16-11-2014
1809
التاريخ: 16-10-2014
3367
|
يمثل العصر الحديث صدمة جديدة للتراث التفسيري الجامد لمدعي أهل السنة، وكانت الصدمة الأولى هي مرونة المذاهب التي لا تعترف بها أهل السنة، كالإمامية (سنة أهل البيت عليهم السّلام) ، والمعتزلة ، والظاهرية والزيدية وغيرهم.
وأقصد بالمرونة التي تمثل آفاق القرآن الكريم وتحمله الوجوه التي تمثل إعجازه ونورانيته وتجدده لكل عصر وزمان. إن لو بقي على مراد أهل السنة من الجمود لأصبح بلا شك كالأكليريوس المسيحي، تخلف وجمود التشريع، واتخاذ الرهبان والأحبار أربابا وإطاعة كل قيصر غالب ؟!
1- لذلك تعتبر التفاسير الحديثة اما ضحية وتعصب الخلف لسلفه بكل ما فيها من غث وسمين بل وسموم قاتلة !
2- تمرّد المجددين أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم ! فمثلا تجد أن التعصب قد يصل إلى حدّ الخيانة والغش! يذكر الأستاذ محمود شاكر: أنّ الذين نقلوا عن الطبري في غير زماننا، مثل السيوطي وابن كثير وأبو حيان والقرطبي ... ولما راجعت كتب التفسير وجدت بعضهم ينقل عنه فينسب إليه ما لا أجده في كتابه؟ ! ويؤيده في ذلك د. عبد المنعم النمر (1) ثم تابع د. النمر تحت عنوان تجريد التفاسير القديمة معارضا طريقة الترقيع غلوا بالسلف.
إذ قال : إن تجرد هذه الكتب من كل هذا الغذاء الفكري السام ويعاد طبعها بدونه أو الوقاية خير من وجودها وتحذير الناس منها .. وقد لا ينتبهون وقد لا يحذرون فالوقاية خير من العلاج! وبالفعل وقع ما حذر؟!! ولكن الذي أنقذ الموقف من السقوط هو تمرد اللوثريين (أصحاب الرأي والاجتهاد) إلا أنهم لم يتمكنوا من التخلص من النزعة المذهبية الأربعة المفروضة بثقلها عليهم وذلك :
أ- مثلا، مدرسة، رشيد رضا- صاحب تفسير (المنار)، فإنه قد حمل حملة عنيفة على الإسرائيليات والانحرافات المبثوثة في أغلب تفاسير أسلافه، إلا أنه يدافع وينتصر لمذهبه وكأنه برأ من تلك الطعون، ثم يبرر ذلك حتى بالأحاديث الضعيفة بل الموضوعة أحيانا. وكان متأثرا بأستاذه الشيخ محمد عبده الذي كانت كل تفاسير السلف أمامه، فلم يتقبل طريقتها كما هي؟! وإنما نحا منحى جديدا في التفسير- أي تمرد ونعى على السلف منهم فساد وضعف تفاسيرهم- في دروسه التي ألقاها ببيروت حين نفي إليها ... وهو بذلك كان متأثرا بإصلاح أستاذه جمال الدين الأفغاني ! لذلك صرّح محمد رشيد في مقدمة تفسيره المنار نتيجة تشربه روح أستاذه بقوله (2) :
«كان من سوء حظ المسلمين أن أكثر ما كتب في التفسير يشغل قارئه- عن روح الهداية والهدف المقصود منه - عن هذه المقاصد العالية منها ...
استنباطات الفقهاء المقلدين - بعد سد الباب على الأربعة- وتعصب الفرق والمذاهب بعضها على بعض وبعضها يلفتها عنه بكثرة الروايات وما مزجت به من خرافات الإسرائيليات وقد زاد الفخر الرازي صارخا آخر عن القرآن؟! مما قلده فيه بعض المعاصرين وهي تصد قارئها عما أنزل اللّه القرآن لأجله» (3).
ثم يقول بنفس الصفحة : «و صحيح أنه لا بد من وسائل فهم القرآن ...
ولكن الانحراف في ذلك، واللجوء إلى الروايات الباطلة الخرافية أمر يذهب بهداية القرآن؟!».
ب- تفسير في ظلال القرآن للسيد قطب الذي يعتبر غاية في التمرد على موروث سلفه حيث اعتمد على رأيه الشخصي وما تناسب مع منهج الاخوان المسلمين. ولكن ومع كل ذلك نراه لم يتمكن من التخلص من عقدة تراث سلفه التي كما ذكرنا قد حاول الخلف تخفيف غلواء الإسرائيليات، والموضوعات والخرافات والتعصبات والغلو برجالهم بحيث تمس مقام الربوبية والتنزّه والانحراف ببشرية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وكذلك أمير الأولياء علي بن أبي طالب في تفسيره لقوله تعالى : {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء : 43] متأثرا بتراث الوضاعين من وعاظ البلاطات أعداء الإمام الزاكي الذي أجمعوا على تسميته ب (كرّم اللّه وجهه) لأنه لم يسجد لصنم ولم يقترف المعاصي كغيره ونشأ مع الرسالة وتربى في حجر النبوة؟!!
ونخلص من تفسير هذين المفسرين المتأخرين ما يلي :
1- عدم التمكن من التخلّص من الإسرائيليات والموضوعات الموروثة، نعم لقد حاولوا التخفيف منها بنسبة ما. بدليل بقاء مسألة الغرانيق، والتشبيه والرؤية وغيرها.
2- مراعاة واحترام أساتذتهم الذين ربوهم على تلك الموروثات، كذلك ردّات فعل المقلدين لتلك المذاهب من الناس.
3- انهيار الهيكل على الجميع فسنّتهم مرتكزة على ذلك الكمّ الهائل من تلك الأحاديث (...) وهي بالتالي قوام مذاهبهم وعماد تفاسيرهم.
________________
(1) علم التفسير ص 110.
(2) علم التفسير د. النمر ص 130.
(3) المصدر السابق نفسه.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|