المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Graph Crossing Number
3-4-2022
المشاكل المعيقة لتخطيط الخدمات - التوزيع اللاعقلاني لاستعمالات الأرض
2023-02-11
الحسن بن علي بن عمر، ويقال عمار
21-06-2015
تربس القمح
5-4-2018
خصوصيات صلاة العيدين
24/12/2022
تزيين الشيطان الأعمال وظهوره في صورة سراقة
3-06-2015


الوضع السياسي في العراق في القرن الحادي عشر قبل الميلاد  
  
2297   06:35 مساءً   التاريخ: 23-6-2019
المؤلف : د. نصار سليمان السعدون و د. عباس علي عباس الحسيني
الكتاب أو المصدر : الوضع السياسي في العراق في القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد
الجزء والصفحة : ص 3- 6
القسم : التاريخ / العصر البابلي القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2021 2228
التاريخ: 1-7-2017 3799
التاريخ: 24-12-2020 2229
التاريخ: 15-9-2016 2318

من أهم ما يميز هذه المدة الزمنية (القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد) هو تباين العلاقة بين البابليين والآشوريين فمرة نجدها علاقات عداء تصل إلى حد الحروب، ومرة أخرى نجدها علاقات صداقة ووئام تصل إلى حد المصاهرات بين الملوك.

وهنا لابد لنا أن نذكر إن الجانبين يتناسون كل خلافاتهم حينما يشعران بان هناك أخطار خارجية وهذا يعني إن هناك شعور بالمصلحة العليا للبلاد .

إن المدة الزمنية التي غطاها هذا البحث تمثل بصورة عامة مدة ضعف في العراق القديم سبقتها مدة ازدهار وقوة وهي المدة الزمنية التي حكمت فيها سلالة بابل الرابعة والتي تأسست بحدود 1160ق م. وتبعتها أيضا مدة قوة وازدهار وهي مدة حكم الإمبراطورية الآشورية التي تأسست بحدود 911 ق م .

إن أهم ما امتاز به وضع العراق السياسي في القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد هو عدم الاستقرار، وضعف الممالك التي قامت في ذلك الوقت، فالبلاد مقسمة بشكل رئيس إلى    قسمين ، هما بلاد بابل في الوسط والجنوب ، وبلاد آشور  في الشمال .

القسم الأول: كان مركزه السياسي هو مدينة بابل، في عهد سلالاتها الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة.

القسم الثاني: كان مركزه السياسي هو مدينة آشور ، في القرنين الأخيرين من العهد الآشوري الوسيط ، وقد حكم في هذين القرنين مجموعة من الملوك الآشوريين ، أولهم تجلاتبلصر الأول وأخرهم آشور دان الثاني والذي قامت بعد مدة من حكمه الإمبراطورية الآشورية الأولى .

ومن الأمور المهمة في هذين القرنين هو تعاظم النفوذ والضغط الآرامي في العراق القديم ، والذي أدى في نهايات القرن الحادي عشر إلى إسقاط سلالة بابل الرابعة ( سلالة ايسن الثانية) بحدود عام 1026 قبل الميلاد . علما بأن بداية القرن الحادي عشر قبل الميلاد اتصفت بالصراعات القوية بين البابليين والآشوريين والتي سعى الطرفان من خلالها إلى السيطرة على العراق القديم بأسره، وذلك بإخضاع الطرف الأخر لسلطانه ، إلا إن الطرفين تجاوزا هذه الخلافات والصراعات ،    وتحالفا فيما بينهما ليقفا بوجه الآراميين ، ولكنهما لم يفلحا فيما هدفا إليه.

الوضع السياسي في العراق في القرن الحادي عشر قبل الميلاد

بدأ هذا القرن وكان العراق القديم يحكم من قبل الملكين مردوخ نادن آخي في بابل ، الذي  حكم ثمانية عشر عاما امتدت من 1099-1082 ق. م (1) . وتجلاتبلصر الأول في آشور والذي حكم مدة تسع وثلاثين عاما امتدت من 1115-1077 ق. م (2) .

اتسمت العلاقة بين هذين الملكين بالعداء الذي وصل في بعض  الأوقات إلى الحرب ، وعلى الرغم  من امتلاك مردوخ نادن آخي قوة تمكن بفضلها من إحراز بعض الانتصارات على الدولة الآشورية (3) ، إلا إن ذلك لا يعني ضعف الملك الآشوري تجلاتبلصر الأول الذي كان يحارب في الجهة الغربية ضد الأقوام الآرامية (4)، مما سهل على البابليين التقدم شمالا مستغلين انشغال الآشوريين  بالحرب ضد الآراميين . إن الملك تجلاتبلصر الأول يمثل الصحوة الآشورية بعد مدة من الضعف وتردي الأوضاع السياسية في بلاد آشور بسبب الضغط الخارجي المتمثل بالبابليين من الجنوب والآراميين من الغرب (5) .

فقد تمكن هذا الملك من التصدي لهجمات الآراميين والحق بهم الهزيمة (6) ، ولاحقهم إلى داخل بلاد الشام فوصل إلى جبل بشرى معقلهم هناك ، ولكن بادية الشام في ذلك الوقت كانت ممتلئة بالأقوام الآرامية التي تحاول النزوح إلى بلاد النهرين (7) .

خلف لنا الملك الأشوري تجلاتبلصر الأول نصا كتابيا أشار فيه إلى المدى الذي وصل إليه هذا الملك بقواته حيث وصل إلى الساحل الفينيقي و تمكن من فرض الجزية على ارفاد و بيبلوس و سيدون ، وذكر انه جلب غنائم كثيرة من حملاته هذه (8) .

و يذكر لنا هذا الملك أيضا عدد المعارك التي خاضها ضد الآراميين ، و يصف أحدى هذه المعارك حيث عبر نهر الفرات مرتين في عام واحد ، ثم يذكر لنا أن بلادهم هي امورو (9) ، و يحدد لنا بعد ذلك الرقعة الجغرافية التي تمركز بها الآراميون الممتدة من أنات حتى رابيقوم (10) ،  و هذا النص دون فيه الاتى :ـ (نازلت الاحلاموـ آراميين في ثمان و عشرين معركة ، و في أحدى حملاتي عبرت الفرات مرتين في غضون عام واحد ، و لقد هزمتهم في كل مكان من تدمر الكائنة في بلد امورو ، و أنات الواقعة في بلد سوخو ، حتى رابيقوم التي تقع في كاردنياش و جلبت ممتلكاتهم أسلابا إلى مدينتي أشور) (11) .

هذا و لم يكن الخطر الارامى هو الخطر الأوحد الذي يهدد الدولة الآشورية في عهد تجلاتبلصر الأول بل كان المشكينيون يشكلون خطرا من الشمال ، و بخاصة بعد أن عبروا جبال طوروس بعدد كبير من المقاتلين و زحفوا باتجاه بلاد أشور و بالتحديد العاصمة نينوى ، إلا إنهم لم يفلحوا بفضل ما امتلك تجلاتبلصر الأول من قوة و مقدرة على ادارة المعارك ، هذا و لم يكتف هذا الملك بصد هجماتهم بل لاحقهم إلى اعالى الجبال و توغل في عمق أرمينيا و أقام نصبا في ملازكيرد الكائنة خلف بحيرة وان (12) ، و كذلك قامت جيوشه بتطهير أراضى موسرى و كوماني في جبال زاكروس من الجيوش المعادية (13) .

أما فيما يخص ملك بابل الآنف الذكر الذي عاصر تجلاتبلصر الأول فلم تقتصر أعماله على الجانب العسكري بل كان بناءا شيد العديد من الأبنية ووثقها بنصوص كتابية عديدة ، و كذلك اهتم بأعمار العديد من مدن العراق القديمة من أهمها تلك الأعمال العمرانية في العاصمة بابل و كذلك مدينة أور فقد تلقب بلقب مطعم أور ( 14) ، ومن الإبداعات التي أوجدها هذا الملك هو وضع اسمه في  عقود البيع و الشراء ليضمن لها صفة رسمية توجب الالتزام بها (15) .

انتهى حكم الملك مردوخ نادن آخى فخلفه في الحكم ابنه مردوخ شابك زيري و عاصر هذا الملك ثلاثة من الملوك الآشوريين هم تجلاتبلصر الأول و أشارد ـ ابل ـ أيكور و الملك أشور ـ بيل ـ كالا و علاقته بالملكين الأولين غير معروفة أما علاقته بالملك الثالث فقد كانت ودية ، إذ ترك الطرفان حالة الحرب و العداء و صارا إلى اتفاق مشترك يهدف إلى الدفاع المشترك ضد     الآراميين (16). و هذا ما وثق بنص كتابي جاء فيه  ( في عهد أشور ـ بيل ـ كالا ، ملك أشور      ومردخ شابك زيري ملك بابل عقد اتفاق ودي) (17) . و مما يجدر ذكره أن الآشوريين امتلكوا قوة لا يستهان بها في هذا الوقت، إلا إنهم و على الرغم من هذه القوة لم يتمكنوا من القضاء على الآراميين (18) .

مات ملك بابل و الملك الاشورى أشور ـ بيل ـ كالا ما زال في الحكم فتدخل في عرش  بابل فأوصل تدخله الملك ادد ـ ابلا_ أدنا إلى العرش البابلي ، فعاصر هذا الملك الذي امتد حكمه لاثنين و عشرين عاما أربعة ملوك من الآشوريين هم على التوالي أشور بيل كالا ، أريبا ادد الثاني ، شمشى ادد الرابع و أشور ناصر بال الأول (19) ، ان علاقته بالدولة الآشورية كانت ودية و لم تشهد نزاعات إلا في أوقات محدودة جدا ، و من أهم ما سجل في هذه العلاقة هي المعاهدة التي عقدت بين البابليين و الآشوريين و التي ختمت بمصاهرة سياسية تزوج بموجبها الملك الاشورى أشور ـ بيل ـ كالا من ابنة ملك بابل ادد ـ ابلا ـ أدنا (20) . و دون بهذه المناسبة نص كتابي جاء فيه (( ملك أشور ـ بيل ـ كالا تزوج من ابنة ادد ـ ابلا ـ أدنا ، ملكة بابل و سار بها بمعية مهرها الضخم إلى أشور فاتحد شعب أشور مع بابل سوية (21) .

و يذهب بعض الباحثين إلى أن الملك ادد ـ ابلا ـ ادنا كان من اصل ارامى ، بدليل تمكن الآراميين من التوغل إلى المناطق الجنوبية من بلاد بابل و تأسيسهم لممالك و إمارات عدة (22) ، و كذلك يستدلون برأيهم  هذا على اسم الملك الذي كان اسما آراميا ، إلا أنى لا أجد في هذين الدليلين الكفاية لإرجاع أصله إلى الآراميين فالدليل الأول ضعيف لان اندفاع الآراميين  كان محصلة حتمية بسبب الموجات البشرية الكبيرة التي كانت تعانى من مجاعة في اعالى الفرات فنزوحها إلى وسط و جنوب العراق أمر ليس بالغريب ولا الأول من نوعه فقد سبقهم بذلك الاموريون (23) ، و أما الدليل الثاني وهو الاسم الارامى فهو ضعيف أيضا لأننا نمتلك أدلة كثيرة على اتخاذ الاكدين اسماءً   سومرية ، و السومريين أسماء أكدية، والحال كذلك ينطبق كذلك على الكشيين الذين تسموا بأسماء بابلية ، هذا فضلا عن امتلاكنا لدليل يناقض الراى السابق وهو أن المفروغ منه أن الآراميين قاموا بهجمات على المدن العراقية أسفرت عن تدمير لتلك المدن و طال التدمير ألاماكن المقدسة في كل من سبار ، أكد ، دير ، نفر و بور سبا في حين نجد أن الملك ادد ـ ابلا ـ أدنا  يقوم بعمل معاكس فيعمد إلى اعمار هذه المدن و معابدها و يقدم الهدايا و القرابين لألهتهم. 

استمرت العلاقة بين بابل و أشور على هذا النحو من الهدوء و لم تشهد المدة بعد ادد ـ ابلا ـ أدنا إحداثا تذكر فقد حلت مدة ضعف استمرت حتى نهاية سلالة بابل الرابعة في حدود 1026 ق . م ، و التي لا نعرف كيف انتهت بالضبط. لكن الأستاذ طه باقر يرجح أنها انهارت من جراء ضغط جماعات أخرى من الآراميين (24) ، فأعقبها في الحكم عدة سلالات لا نعرف عنها سوى تسلسلها  بالنسبة السلالات الأخرى و أسماء ملوكها حسب ما جاء في إثبات الملوك البابلية (25) .

فقد حكم بلاد بابل في المدة الواقعة بين 1026 ق . م و بدايات القرن العاشر سلالتين هي هما سلالة القطر البحري الثانية التي أسسها سمبا ـ شباك و سلالة بازى التي أسسها اى اولماش شاكن شومى ، و هاتان السلالتان من السلالات الضعيفة جدا (26) .

إن الحالة السياسية في بلاد أشور بعد حكم الملك أشور بيل كالا و حتى بدايات القرن العاشر لم تكن بأحسن مما كانت عليه بلاد بابل فقد ازداد الضعف الارامى ، و حكم البلاد مجموعة من الملوك الضعفاء الذين لم يكونوا قادرين على النهوض بالبلاد فقد حكم بعده أشور بيل كالا حتى بدايات القرن العاشر ستة ملوك لم تشهد البلاد إنجازات تذكر في عهدهم (27) .

_______________

اوبنهايم ، ليو ، بلاد ما بين النهرين ،( بغداد- 1986 ) ، ترجمة سعدى فيضي عبد الرزاق ، ص448.

نفسه ، ص 461 .

الحسيني ، عباس على ، التاريخ السياسي لمدينة أيسن تحت حكم السلالتين الأولى 2017 ـ 1794 ق . م و الثانية 1156 ـ 1026 ق . م ، أطروحة ماجستير غير منشورة ، جامعة القادسية ، 2000م ، ص 73

4- Grayson , A. k , "problematical battles in Mesopotamia History" in AS6, (1965), p.338

 الآراميون :ـ من الأقوام الجزيرية التي نزحت باتجاه بلاد الشام و كان ذلك بحدود منتصف الألف الثانى قبل الميلاد و استقروا في أواسط الفرات و اخذوا من الأقوام العربية المجاورة بعض المظاهر الحضارية لكنهم حافظوا على لغتهم التي انتشرت فيما بعد إلى إرجاء واسعة من منطقة الشرق الأدنى بفضل أبجديتها. أن أول ذكر لهم يرجع إلى عهد الملك الاشورى تجلاتبلصر الأول و لا يعرف معنى اسمهم بالضبط و المرجح انه اشتقاق من كلمة ارم التي ورد ذكرها في القران الكريم جاء من اسمهم (( بسم الله الرحمن الرحيم :ـ ارم ذات العماد )) آية 7 سورة الفجر ينظر للتفصيل حول ذلك ، جوهر ، حسن محمد ، لبنان أرضها و تاريخها و حياة شعبها ( بيروت ، د.ت )  ص76 ـ 80.

6-Brinkman,G.A.,A political History of Post –kassite Babylonian 1158-722,(Rome1968) ,p.361.

رو ، جورج ، العراق القديم  ، (بغداد-1986) ، ترجمة  حسين علوان ، ص 375 .

8 ـ  نفسه  ، ص 376 .

9 ـ رابيقوم :ـ واحدة من الممالك الامورية التي قامت في العهد البابلي القديم و كان لها اثر في تاريخ العراق في ذلك الوقت لما تمتعت به من مكانة سياسية و ما لها من موقع مؤثر فهى تقع على نهر الفرات في منطقة الرمادي الحالية. 

10 ـ رو ، جورج ، المصدر السابق  ، ص 375 ، و ينظر كذلك 366 . Brinkman ,  Op.cit, p365

11ـ نفسه  ،ص  375.

12 ـ نفسه  ،ص 375 .

13 – Woolly , L, "Royal Inscription", in UE6 , (1968), p.50.

1 الحسيني ، عباس على ، المصدر السابق ، ص 74 .

1 نفسه ، ص .111

16- Frame , G ., Rulers of Babylonian from the Second dynasty of Isin to the end of Assyrian Domination (Tornto 1996) ,p.45.

17ـ ساكز ، هاري ، قوة أشور ( بغداد -1999 ) ، ترجمة عامر سليمان ، ص 103.

18ـ باقر ، طه ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ج1، ( بغداد - 1973 ) ، ص 624 .

19 ـ الحسيني ، عباس على ، " الزواج السياسي في العراق القديم " ، مجلة القادسية 2 ، 2002 م ، ص 52 .

21 ـ باقر ، طه ، المصدر السابق  ، ص  .463

22 ـ دونو بت، سومير، "الآراميون"، سومر 16، (1963)، ترجمة البير ابونا، ص 101 .

23 ـ باقر ، طه ، المصدر السابق  ،ص 463 .

24 ـ نفسه  ، ص 363 .

25 ـ باقر ، طه ، و آخرون ، تاريخ العراق القديم ، ج1 ، ( بغداد - 1980 ) ، ص 197 .

26 ـ صالح ، وليد محمد ، العلاقات السياسية للدولة الآشورية ، أطروحة ماجستير غير منشورة جامعة بغداد ،  1976 ص 75 .

27 ـ اوتس ، جون ، بابل تاريخ مصور ( بغداد 1990 ) ، ترجمة سمير عبد الرحيم الجلبي ، ص  166.

 

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).