إن النظر نحو المستقبل، يخلق العديد من العلاقات الارتباطية بين مختلف الأجهزة الإعلامية من وسائل الاتصال الجماهيري على المستوى المحلي والقومي. ٠ والتليفزيوني ٠ . والراديو، والصحافة. . . ووسائل الاتصال الإلكترونية، بل ووسائل الاتصال المباشر الممثلة أساسا في المؤسسات ذات العلاقة، مثل العلاقات العامة في المؤسسات المختلفة مثل المؤسسات الاقتصادية، والتربوية، والتعليمية، والدينية الرسمية منها والمنتمية لمؤسسات المجتمع المدني مثل الجمعيات والنقابات، والأحزاب السياسية وغيرها، حيث يتم التخطيط الإعلامي من أجل خدمة توجهات هذه المؤسسات، ويؤكد وجود علاقة ارتباطية بين أجهزة الإعلام، بمعنى توظيف الأجهزة الإعلامية جميعا لخدمة أهداف هذه المؤسسات، حيث يوجد تأثير متبادل بين تلك الاجهزة بمعنى التكامل بينها، وما يعنينا هنا هو الحرص على ألا تتعارض خطط هذه الاجهزة بحيث يكون لبعضها تأثير سلبي على الخطط الإعلامية المطلوب تحقيقها؛ ولهذا نقول بأهمية عدم وجود تعارض بين جهاز إعلامي وجهاز إعلامي آخر، فالمطلوب أن يعزف الجميع نغمة واحدة حول خطة إعلامية واحدة، مما يساهم في إنجاح الخطة الإعلامية لا إفشالها.

ولنضرب لذلك مثالا بخطط تقوم على أساس استراتيجية وسياسة إعلامية تدعو إلى [ترشيد الاستهلاك]. بينما نسمع ونشاهد ونقرأ إعلانات تعزى المواطنين لاستهلاك سلع هم ليسوا بحاجة إليها أو يكون اقتناؤها يفرق قدراتهم الشرائية، وكأنها دعوات صريحة للانحراف أو للصرع الطبقي والحقد الاجتماعي، ويطلق على مثل هذه الإعلانات (الإعلانات الاستفزازية) أو الداعية إلى الاستهلاك الترفي أو الاستهلاك التفاخري، وفي أبسط صورها دعوة لشراء ساع لنا بحاجة إليها كما سبق أن ذكرنا، وما يتبع ذلك من زيادة الاستهلاك، واستنزاف الموارد في دول تعاني من نقص في الموارد.

وهكذا نخلص إلى القول بأننا عندما نقوم بوضع خطة إعلامية ينبغي أن يكون صوت مختلف الأجهزة الإعلامية صوتا واحدا فيما يتعلق بهذه الخطة. يخدم الاستراتيجية والسياسة والخطط الإعلامية، فمثل هذه الأجهزة مثل أوركسترا أو فرقة موسيقية تعزف لحنا واحدا، فلا يجوز لعازف في الفرقة الموسيقية الخروج على اللحن، فهناك علاقة ارتباطية بين جمع العازفين مثلما هو الحال هع جمع الأجهزة الإعلامية.