المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

المنفحة الميكروبية Microbial Rennet
17-2-2019
عرض الحديث على القرآن وهو حمال ذو وجوه
14-11-2016
الأفعال
16-3-2019
السيطرة على وادي القرى
15-6-2017
نخيل الدوم
2023-09-26
Fusidic Acid
26-5-2018


زيارة منصور النمري  
  
2120   02:00 صباحاً   التاريخ: 23-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص147-148.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

وأخبرني مَنْ رأى منصور النمري على قبر الحسين بن علي (رض) ينشد قصيدته التي يقول فيها :

فما  وجدتْ على الأكتافِ  منهم *** ولا الأقـفاء آثـارُ  الـنصولِ

ولـكنّ  الـوجوه بـها كـلومٌ *** وفوقَ حجورهم مجرى السيولِ

اُريـق دمُ الحسين ولم  يراعوا *** وفـي  الأحياء أموات  العقولِ

فـدت  نفسي جبينك من جبينٍ *** جـرى دمـهُ عـلى خدٍّ أسيلِ

أيـخلوا قـلب ذي ورع  ودينٍ *** مـن الأحـزان والألم  الطويلِ

وقـد رشـقت رماحُ بني زيادٍ *** بـريٍّ  من دماء بني  الرسولِ

بـيثرب  كـربلاء لـهم  ديارٌ *** نـيامُ  الأهـل دارسة  الطلولِ

بـأوصال  الحسين ببطنِ  قاعٍ *** مـلاعبُ  لـلدبور  ولـلقبولِ

تـحـياتٌ  ومـغـفرةٌ وروحٌ *** عـلى  تـلك المحلّة  والحلولِ

بـرئنا  يـا رسـول الله  ممّن *** أصـابك بالأذية والذحولِ

 

ذكر الخطيب في تاريخ بغداد 3 / 68 عن محمّد البيذق ، وكان أحسن الناس إنشاداً ، وكان إنشاده أحسن من الغناء .

قال : دعاني الرشيد في عشية يوم وبين يديه طبق وهو يأكل ممّا فيه ومعه الفضل بن الربيع ، فقال الفضل : يا محمّد ، أنشد أمير المؤمنين ما يستحسن من مديحه .

 

فأنشدته (للنمري) ، فلمّا بلغت إلى هذا الموضع :

أي امرئ باتَ من هارونَ في سخطٍ *** فـليس  بـالصلوات الخمس ينتفعُ

ان  الـمكارمَ والـمعروف أوديـةٌ *** أحـلّك اللهُ مـنها حـيث  تـجتمعُ

اذا رفـعـت امـرأً فالله  رافـعه *** ومَـنْ  وضعت من الأقوام  متّضعُ

نـفسي فـداؤك والأبـطال  معلمةٌ *** يـوم الوغى والـمنايا بينهم  قرعُ

 

قال : فأمر فرُفع الطعام وصاح وقال : هذا والله أطيب من أكل الطعام ومن كلّ شيء . وأجاز النمري بجائزة سنية .

قال محمّد البيذق : فأتيت النمري فعرّفته أنّي كنت سبب الجائزة فلم يعطني شيئاً ، وشخص إلى رأس عين فأحفظني وأغاظني ، ثمّ دعاني الرشيد يوماً آخراً ، فقال : أنشدني يا محمّد . فأنشدته :

شاءٌ من الناس راتع هاملِ *** يـعللون الـنفس  بالباطلِ

 

فلمّا بلغت إلى قوله :

ألا مساعير يغضبون  لها *** بسلة البيض والقنا الذابلِ

قال : أراه يحرّض عليّ ، ابعثوا إليه مَنْ يجيئني برأسه . فكلّمه الفضل بن الربيع فلم يغنِ كلامه شيئاً ، فوجّه الرسول إليه فوافاه في اليوم الذي مات فيه وقد دفن ، فأراد نشره وصلبه ، فكُلّم في ذلك فأمسك عنه . ( ثمّ ذكر في سبب غضب الرشيد عليه وجه آخر ) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.