أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2019
22333
التاريخ: 23-5-2019
3981
التاريخ: 29-7-2019
11340
التاريخ: 7-5-2019
3387
|
قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف : 57 - 58] .
لما أخبر الله سبحانه في الآية المتقدمة ، بأنه خلق السماوات والأرض ، وما فيها من البدائع ، عطف على ذلك بقوله {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته} تعداد النعمة على بريته أي : يطلقها ويجريها منتشرة في الأرض ، أو محيية للأرض ، أو مبشرة بالغيث على ما تقدم بيانه ، قدام رحمته ، وهو المطر {حتى إذا أقلت} أي : حملت . وقيل : رفعت {سحابا ثقالا} بالماء {سقناه لبلد ميت} أي : إلى بلد ميت . وموت البلد : تعفي مزارعه ، ودروس مشاربه ، لا نبات فيه ولا زرع ، ولم يقل سقناها ، لأنه رد الضمير إلى لفظ السحاب ، والرياح تجمع السحاب من المواضع المختلفة ، حتى إذا اتصل السحاب ، أنزل المطر .
{فأنزلنا به الماء} يجوز أن يكون الضمير في {به} راجعا إلى البلد أي :
فأنزلنا بالبلد الماء ، ويجوز أن يكون راجعا إلى السحاب ، أي : فأنزلنا بالسحاب الماء {فأخرجنا به} أي : بهذا الماء المنزل ، أو بهذا البلد {من كل الثمرات} يحتمل أن يكون {من} للتبعيض ، ويحتمل أن يكون لتبيين الجنس {كذلك نخرج الموتى} أي : كما أخرجنا الثمرات ، كذلك نخرج الموتى ، بأن نحييها بعد موتها {لعلكم تذكرون} أي : لكي تتذكروا ، وتتفكروا ، وتعتبروا ، بأن من قدر على إنشاء الأشجار والثمار في البلد الذي لا ماء فيه ، ولا زرع ، بريح يرسلها ، فإنه يقدر على إحياء الأموات بأن يعيدها إلى ما كانت عليه ، ويخلق فيها الحياة والقدرة .
واستدل أبو القاسم البلخي بهذه الآية على أن كثيرا من الأشياء يكون بالطبع ، قال لأن الله تعالى بين أنه يخرج الثمرات بالماء الذي ينزله من السماء ، ثم قال : ولا ينبغي أن ينكر ذلك ، وإنما ينكر قول من يقول بقدم الطبائع ، وأن الجهادات فاعلة ، فأما من قال إن الله تعالى هو الفاعل لهذه الأشياء غير أنه يفعلها تارة مخترعة بلا وسائط ، وتارة يفعلها بوسائط ، فلا كراهة في ذلك ، كما تقول السبب والمسبب .
وأنكر عليه هذا القول أكثر أهل العدل ، وقالوا : إن الله سبحانه أجرى العادة بإخراج النبات عند إنزال المطر مع قدرته على اخراج ذلك ، من غير مطر ، لما تقتضيه الحكمة من وجوه المصالح الدينية والدنيوية .
ثم بين سبحانه حال الأرض التي يأتيها المطر فقال {والبلد الطيب} معناه :
والأرض الطيب ترابه {يخرج نباته} أي : زروعه خروجا ، حسنا ، ناميا ، زاكيا ، من غير كد ، ولا عناء {بإذن ربه} بأمر الله تعالى ، وإنما قال {بإذن ربه} ليكون أدل على العظمة ، ونفوذ الإرادة ، من غير تعب ، ولا نصب {والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} أي : والأرض السبخة التي خبث ترابها ، لا يخرج ريعها إلا شيئا قليلا ، لا ينتفع به ، عن السدي . ومعناه إلا عسرا ممتنعا من الخروج . ولو أراد سبحانه أن يخرج من الأرض النكدة أكثر مما يخرج من الأرض الطيبة لأمكنه ، إلا أنه أجرى العادة بإخراجه من الأرض الطيبة ، ليكون ذلك باعثا للإنسان على طلب الخير من مظانه ، ودلالة له على وجوب الاجتهاد في الطاعات ، فإذا حمل نفسه على ابتغاء الخير اليسير الذي لا يدوم ، وربما لا يحصل ، فأن يبتغي النعيم الدائم الذي لا يفنى ، ولا يبيد بالأعمال الصالحة أولى .
{كذلك نصرف الآيات} أي : الدلالات المختلفة {لقوم يشكرون} معناه :
كما بينا هذا المثل نبين الدلالات للشاكرين . وقيل : كما صرفنا الآيات لكم بالإتيان بآية بعد آية ، وحجة بعد أخرى ، نصرفها لقوم يشكرون الله على إنعامه عليهم ، ومن إنعامه عليهم : هدايته إياهم لما فيه نجاتهم ، وتبصيرهم سبيل أهل الضلال ، وأمره إياهم تجنب ذلك ، والعدول عنه .
وروي عن ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن أن هذا مثل ضربة الله تعالى للمؤمن والكافر ، فأخبر بأن الأرض كلها جنس واحد ، إلا أن منها طيبة تلين بالمطر ، ويحسن نباتها ، ويكثر ريعها ، ومنها سبخة لا تنبت شيئا ، فإن أنبتت فما لا منفعة فيه ، وكذلك القلوب كلها لحم ودم ، ومنها لين يقبل الوعظ ، ومنها قاس جاف لا يقبل الوعظ ، فليشكر الله تعالى من لان قلبه لذكره .
________________________________
1 . تفسير مجمع البيان ، ج4 ، ص 275- 277 .
{هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ} لبلد ميت على حذف مضاف أي لحياة بلد ميت ، وضمير به الأولى يعود إلى بلد ميت ، وضمير به الثانية يعود إلى الماء ، وكل الثمرات المراد به العموم العرفي ، لا العموم الواقعي .
ان الرياح تهب ، والشمس تبخر ماء البحار ، وترتفع الرياح بهذا البخار إلى العلو ، ثم تجذبه الأرض إليها ، فيتساقط عليها قطرات متراكبة ، كل ذلك وما إليه يأتي وفقا لسنن الطبيعة ، ما في ذلك ريب . . ولكن من هو الذي أوجد هذه الطبيعة ، وأودعها هذه السنن التي تسير على وتيرة واحدة مدى ملايين القرون ، لا تتغير ولا تتبدل ؟ . هل وجدت الطبيعة عفوا ؟ . وهل حكمتها القوانين والسنن من البداية إلى النهاية صدفة ومن غير سبب ؟ . إذن ، فبالأولى أن يكون هذا الزعم جزافا ومن غير سبب ؟ . وكيف ينتج اللانظام نظاما ، واللاوعي وعيا ؟ .
وبالتالي ، هل لهذه التساؤلات جواب معقول ومقبول إلا وجود خالق قدير ، ومدبر حكيم ؟ . . هو الذي أوجد الطبيعة ، وأودعها السنن والقوانين ، واليه ينتهي كل شيء ، ويفتقر كل شيء ، ولا يفتقر إلى شيء .
فالرياح والمطر وحياة البلد الميت تنسب إلى سنن الطبيعة مباشرة ، وبالواسطة إلى خالق الطبيعة { كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } . يقول الجاحدون :
كيف نؤمن بالبعث ، وما رأينا واحدا عادت إليه الحياة بعد موته ؟ يقولون هذا ، وهم يرون رأي العين حياة الأرض بعد موتها ، ولكنهم ذهلوا ان السبب واحد ، وانه لا فرق إلا في الصورة ، فذكرهم اللَّه بذلك لعلهم ينتفعون بالتذكير ، أو تلزمهم الحجة .
{ والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ والَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً } .
بإذن ربه كناية عن عطاء الكثير بيسر وسهولة ، والنكد كناية عن عطاء القليل بعسر وصعوبة ، وأكثر المفسرين ، أو الكثير منهم على أن هذا تمثيل لقلب المؤمن والكافر ، والبر والفاجر بالأرض التي خلق الجميع منها ، ووجه الشبه ان الأرض كلها واحدة من حيث الجنس ، ولكن منها الطيبة إذا شربت الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، ومنها القاسية المغلقة تصد وتنأى عن الخير والصلاح ، وإذا أتت بشيء منه فكالذي يساق إلى الموت { كَذلِكَ نُصَرِّفُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} . ان اللَّه يضرب هذه الأمثال وغيرها للجميع ، للخبيث والطيب ، ولكن الطيبين هم الذين ينتفعون بها ويشكرون اللَّه عليها ، أما بالنسبة إلى الخبثاء فإنها حجة قاطعة لأعذارهم وعلاتهم .
____________________________
1. تفسير الكاشف ، ج3 ، ص 342-344 .
قوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف : 57] إلى آخر الآية وفي الآية بيان لربوبيته تعالى من جهة العود كما أن في قوله : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ} [الأعراف : 54] الآية بيانا لها من جهة البدء .
وقوله : ﴿بُشْرًا﴾ وأصله البشر بضمتين جمع بشير كالنذر جمع نذير ، والمراد بالرحمة المطر ، وقوله : ﴿بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ أي قدام المطر ، وفيه استعارة تخييلية بتشبيه المطر بالإنسان الغائب الذي ينتظره أهله فيقدم وبين يديه بشير يبشر بقدومه .
والإقلال الحمل ، والسحاب والسحابة الغمام والغمامة كتمر وتمرة وكون السحاب ثقالا باعتبار حمله ثقل الماء ، وقوله {لِبَلَدٍ مَيِّتٍ} [الأعراف : 57] أي لأجل بلد ميت أو إلى بلد ميت والباقي ظاهر .
والآية تحتج بإحياء الأرض على جواز إحياء الموتى لأنهما من نوع واحد ، وحكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد وليس الأحياء الذين عرض لهم عارض الموت بمنعدمين من أصلهم فإن أنفسهم وأرواحهم باقية محفوظة وإن تغيرت أبدانهم ، كما أن النبات يتغير ما على وجه الأرض منها ويبقى ما في أصله من الروح الحية على انعزال من النشوء والنماء ثم تعود إليه حياته الفعالة كذلك يخرج الله الموتى فما إحياء الموتى في الحشر الكلي يوم البعث إلا كإحياء الأرض الميتة في بعثه الجزئي العائد كل سنة ، وللكلام ذيل سيوافيك في محل آخر إن شاء الله تعالى .
قوله تعالى : {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} [الأعراف : 58] إلى آخر الآية .
النكد القليل .
والآية بالنظر إلى نفسها كالمثل العام المضروب لترتب الأعمال الصالحة والآثار الحسنة على الذوات الطيبة الكريمة كخلافها على خلافها كما تقدم في قوله : {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف : 29] لكنها بانضمامها إلى الآية السابقة تفيد أن الناس وإن اختلفوا في قبول الرحمة فالاختلاف من قبلهم والرحمة الإلهية عامة مطلقة .
__________________________
1 . تفسير الميزان ، ج8 ، ص 163-164 .
لا بد من المربي والقابليّة :
في الآيات الماضية مرّت إشارات عديدة إلى مسألة «المبدأ» أي التوحيد ومعرفة الله ، من خلال الوقوف على أسرار الكون ، وفي هذه الآيات ضمن بيان طائفة من النعم الإلهية وردت الإشارة إلى مسألة «المعاد» والبعث ، ليكمل هذان البحثان أحدهما الآخر.
وهذه هي سيرة القرآن الكريم ودأبه في كثير من الموارد ، حيث يقرن بين «المبدأ» و «المعاد» ، والملفت للنظر أنّه يستعين لمعرفة الله ، وكذا لتوجيه الأنظار إلى أمر المعاد معا بالاستدلال بالأسرار الكامنة في خلق موجودات هذا العالم .
فيقول تعالى أولا : {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}.
ثمّ يقول : إنّ هذه الرياح التي تهب من المحيطات تحمل معها سحبا ثقيلة مشبّعة بالماء {حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً}.
ثمّ يسوق تلك السحب إلى الأراضي الظامئة اليابسة ، ويكلفها بأن تروي تلك العطاشي {سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ}.
وبذلك ينهمر ماء الحياة في كل مكان {فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ}. وبمعونة هذا الماء نخرج للبشر أنواعا متنوعة من الثمار والفواكة {فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ}.
نعم ، إنّ الشمس تسطع على المحيطات والبحار ، فيتبخر الماء ويتصاعد البخار إلى الأعلى ، وهناك في الطبقات العالية الباردة من الجو يتراكم البخار ويشكل كتلا ثقيلة من السحب ، ثمّ تحمل الرياح كتل السحاب العظيمة على ظهرها ، وتتوجه إلى الأراضي التي كلفت بسقيها ، فتجري بعض هذه الرياح قدام كتل السحاب ، وتكون مزيجة بشيء. من الرطوبة الخفيفة ، فتحدث نسيما مريحا تستشم منه رائحة المطر اللذيذة الباعثة للحياة والنشاط .
إنّها ـ في الحقيقة ـ المبشرات بنزول المطر ، ثمّ ترسل كتل الغيم العظيمة حبات المطر من بين ثناياها ، لكنّها ليست بالكبيرة جدّا فتتلف الزروع والأراضي ، ولا بالصغيرة جدّا فتضيع في الفضاء ولا تصل إلى الأرض ، ثمّ تحط هذه الحبات على الأرض برفق وهدوء ، وتنفذ في ترابها شيئا فشيئا ، فتنبت البذور والحبات. وتبدل الأرض المحترقة بالجفاف ، والتي كانت أشبه شيء بمقبرة مظلمة وساكنة وهامدة ، إلى مركز فعّال نابض بالحياة والحركة ، وتنشأ الجنائن الخضراء الغنية بالأزاهير والثمار.
ثمّ عقيب ذلك يضيف فورا {كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى} ونلبسهم حلّة الوجود والحياة مرّة أخرى.
ولقد أتينا بهذا المثال لأجل أن نريكم أنموذجا من المعاد في هذه الدنيا ، الذي يتكرر أمام عيونكم كل يوم {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
وفي الآية اللاحقة ـ وحتى لا يظن أحد أن نزول المطر على نمط واحد يدل على أنّ جميع الأراضي تصير حيّة على نمط واحدا أيضا ، وحتى يتّضح أنّ القابليات والاستعدادات متفاوته تسبّبت في أن تتفاوت حالات الاستفادة والانتفاع بالمواهب الإلهية يقول : {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} أي أنّ الأرض الصالحة هي التي تستفيد من المطر ، وتثمر خير إثمار بإذن ربّها.
أمّا الأراضي السبخة والخبيثة فلا تثمر إلّا بعض الأعشاب غير النافعة {وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً} (2) .
هكذا يكون الأمر بالبعث ، وإن كان سببا لعودة الحياة إلى جميع افراد البشر ، إلّا أنّ جميع الناس لا يحشرون على نمط واحد وهيئة واحدة ، إنّهم مختلفون متفاوتون في ذلك مثل تفاوت الأرض الحلوة ، والأرض المالحة ، نعم يتفاوتون ، ويكون هذا التفاوت ناشئا من الأعمال والعقائد والنيات.
ثمّ في ختام الآية يقول تعالى : إنّ هذه الآيات نبيّنها لمن يشكرونها ، ويستفيدون من عبرها ومداليلها ، ويسلكون في ضوئها سبيل الهداية {كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}.
إن الآية الحاضرة ـ في الحقيقة ـ إشارة إلى مسألة مهمّة تتجلى في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى في كل مكان ، وهي أنّ فاعلية الفاعل وحدها لا تكفي للإثمار والإنتاج الصحيح المطلوب ، بل لا بدّ من «قابلية القابل» فهي شرط للتأثير والإثمار. فإنّه ليس هناك شيء ألطف وأكثر بعثا للحياة والنشاط من حبات المطر ، ولكن هذا المطر نفسه الذي لا شك في لطافة طبعه ، يورق ويورد في مكان ، وينبت الشوك والحنظل في مكان آخر.
__________________________
1. تفسير الأمثل ، ج4 ، ص 400-402 .
2. النّكد : هو البخيل الممسك الذي يتعذر أخذ شيء منه بسهولة ، ولو أنّه أعطى لأعطى الشيء اليسير الحقير . ولقد شبهت الأراضي المالحة السبخة غير المساعدة للزرع بمثل هذا الشخص.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|