المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Caspases
4-10-2017
جميل بُثينة
29-12-2015
حكم الصلاة في المكان المغصوب
13-12-2015
فضاءات الإعلام الرقمي- الإنترنت
7-8-2022
العلاقة بين عمر الشركة العائلية وقيمة أعمالها وسياسات التوظيف بالشركات العائلية
2024-07-13
الاهداف العامة لرياض الاطفال
24-5-2017


شهادة ولدي مسلم بن عقيل (رضي اللّه عنهما)‏  
  
3084   01:45 صباحاً   التاريخ: 18-4-2019
المؤلف : السيد نعمة الله الجزائري .
الكتاب أو المصدر : رياض الابرار
الجزء والصفحة : ج‏1، ص233-237.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

في كتاب الأمالي: مسندا إلى أبي محمّد شيخ لأهل الكوفة في شهادة ولدي مسلم الصغيرين قال: لمّا قتل الحسين بن علي أسر من عسكره غلامان صغيران فأتي بهما عبيد اللّه بن زياد فدعا سجّانا له و قال: خذ هذين الغلامين و لا تطعمهما من طيب الطعام و لا تسقهما من الماء البارد و ضيّق عليهما في السجن، و كان الغلامان يصومان النهار فإذا جنّهما الليل أتي لهما بقرصين من شعير و كوز ماء فصارا في الحبس طول السنة، فقال أحدهما للآخر: يا أخي يوشك أن تفنى أعمارنا في السجن و تبلى أبداننا فإذا جاء الشيخ فاعلمه بحالنا لعلّه يوسّع علينا في طعامنا، فأقبل الشيخ بقرصين من شعير، فقال له الغلام الصغير: يا شيخ أتعرف محمّدا؟

قال: هو نبيّي كيف لا أعرفه، قالوا: أتعرف عليّ بن أبي طالب؟

قال: هو ابن عمّ النبيّ.

قال له: يا شيخ نحن من عترة النبيّ من ولد مسلم بن عقيل و قد ضيّقت علينا السجن فانكبّ الشيخ يقبّل أقدامهما و يقول: نفسي لنفسكما الفداء هذا باب السجن مفتوح فخذا أيّ طريق شئتما.

فلمّا جنّهما الليل أتى لهما بقرصين من شعير و كوز من ماء و وقفهما على الطريق و قال لهما: سيرا الليل و اكمنا النهار ففعل الغلامان ذلك، فلمّا جنّهما الليل انتهيا إلى عجوز على باب فقالا لها: إنّا غلامان صغيران غريبان لا نعرف الطريق أضيفينا سواد هذه الليلة، فقالت لهما: فمن أنتما فما شممت ريحة أطيب من ريحتكما؟ فقالا: نحن من عترة نبيّك محمّد هربنا من سجن ابن زياد من القتل، فقالت العجوز: يا حبيبي إنّ لي صهرا فاسقا قد شهد الوقعة مع عبيد اللّه بن زياد أتخوّف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما، قالا: سواد هذه الليلة، قالت:

سآتيكما بطعام.

فلمّا و لجا الفراش قال الصغير للكبير: يا أخي إنّا نرجو أن نكون قد آمنّا ليلتنا هذه فتعال حتّى اعانقك و تعانقني و أشمّ ريحك و تشمّ ريحي قبل أن يفرّق الموت بيننا، ففعل الغلامان ذلك و اعتنقا و ناما.

فلمّا كان في بعض الليل أقبل صهر العجوز الفاسق حتّى قرع الباب فدخل و قد أصابه التعب، فقال: هرب غلامان من عسكر ابن زياد فنادى من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم و من جاء برأسيهما فله ألفا درهم و قد تعبت و لم يصل في يدي شي‏ء، قالت العجوز: يا صهري احذر أن يكون خصمك محمّد في القيامة، فقال: الدّنيا محرص عليها، فأكل الملعون و شرب، فلمّا كان في بعض الليل سمع غطيط الغلامين في جوف الليل، فأقبل يلمس بكفّه جدار البيت حتّى وقعت يده على جنب الغلام الصغير فقال: من هذا؟

قال: أمّا أنا فصاحب المنزل، فمن أنتما؟ فأقبل الصغير يحرّك الكبير و يقول له: قم فقد وقعنا فيما كنّا نحذره.

قال لهما: من أنتما؟ قالا له: إن صدقناك فلنا الأمان؟

قال: نعم، فأخذا عليه العهود المؤكّدة [ثم‏]  قالا: يا شيخ نحن من عترة نبيّك محمّد هربنا من سجن ابن زياد من القتل فقال: من الموت هربتما و إلى الموت وقعتما، الحمد للّه الذي أظفرني بكما، فشدّ أكتافهما إلى الصباح، فلمّا أصبح دعى غلاما له أسود اسمه فليح فقال: خذ هذين الغلامين إلى شاطئ الفرات و اضرب أعناقهما و أتني برؤوسهما لأنطلق بهما إلى ابن زياد و آخذ الجائزة، فحمل الغلام السيف و مشى مع الغلامين فقالا له: يا أسود ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذّن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله)، قال: إنّ مولاي قد أمرني بقتلكما فمن أنتما؟

قالا: نحن من عترة النبيّ هربنا من القتل، فانكبّ الأسود على أقدامهما يقبّلهما و يقول: نفسي لنفسكما الفداء و اللّه لا يكون محمّد خصمي في القيامة، ثمّ رمى السيف و عبر الفرات إلى الجانب الآخر فصاح به مولاه: عصيتني، فقال: إذا أنت عصيت اللّه فأنا منك بري‏ء فدعا ابنه فقال: يا بني إنّما أجمع الدّنيا حلالها و حرامها لك، فخذ هذين الغلامين إلى شاطئ الفرات و أتني برؤوسهما لآخذ الجائزة من ابن زياد فأخذ السيف و مضى مع الغلامين فقال أحدهما:

يا شاب ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنّم.

قال: من أنتما؟ قالا: من عترة نبيّك محمّد (صلّى اللّه عليه و اله) فانكبّ الغلام على أقدامهما و رمى السيف و عبر الفرات فصاح به أبوه، ثمّ قال الملعون: لا يلي أحد قتلكما غيري و أخذ السيف و مشى معهما، فلمّا نظر الغلامان إلى السيف مسلولا اغرورقت أعينهما و قالا له: يا شيخ انطلق بنا إلى السوق بعنا و خذ أثماننا و لا تجعل محمّدا خصمك في القيامة، فقال: لا، ولكن أقتلكما و أذهب برؤوسكما إلى ابن زياد لأجل الجائزة، فقالا له: فامض بنا إلى ابن زياد حتّى يحكم فينا بأمره، فقال: لا، إلّا أن أتقرّب بدمكما، قالا له: أما ترحم صغر سنّنا؟

قال: ما جعل اللّه لكما في قلبي من الرحمة شيئا، قالا: إن كان و لا بدّ فدعنا نصلّي ركعات.

قال: فصلّيا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة، فصلّى الغلامان أربع ركعات ثمّ رفعا طرفيهما إلى السماء، فناديا: يا حيّ يا حكيم يا أحكم الحاكمين احكم بيننا و بينه بالحقّ فقام إلى الأكبر فضرب عنقه و وضع رأسه في المخلاة، و أقبل الغلام الصغير يتمرّغ في دم أخيه و يقول: حتّى ألقا رسول اللّه و أنا مختضب بدم أخي ثمّ ضرب عنق الصغير و وضع رأسه في المخلاة و رمى ببدنهما في الماء و هما يقطران دما فكان بدن الأوّل على وجه الفرات ساعة حتّى رمى الثاني فأقبل بدن الأوّل راجعا يشقّ الماء شقّا حتّى التزم بدن أخيه و مضيا في الماء، و جاء إلى ابن زياد فوضع الرأسين بين يديه فقال: الويل لك أين ظفرت بهما؟

قال: أضافتهما عجوز لنا.

قال: فما عرفت لهما حقّ الضيافة؟

قال: لا.

قال: فأيّ شي‏ء قالا لك؟ فحكى كلامهما و جوابه لهما قال: أفلا جئتني بهما حيّين فكنت أضعف لك الجائزة و أجعلها أربعة آلاف درهم؟

قال: ما رأيت إلّا التقرّب إليك بدمهما.

قال: ما قالا لك في آخر صلاتهما؟

قال: قالا: يا أحكم الحاكمين احكم بيننا و بينه بالحقّ.

قال ابن زياد: قد حكم اللّه بينك و بينهما، من للفاسق؟ فانتدب له رجل من أهل الشام قال: أنا له.

قال: فانطلق به إلى الموضع الذي قتل فيه الغلامين فاضرب عنقه و لا تترك أن يختلط دمه بدمهما و عجّل برأسه، ففعل الرجل ذلك و جاء برأسه فنصبه على قناة فجعل الصبيان يرمونه بالنبل و الحجارة و يقولون: هذا قاتل ذرّية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله).

أقول: روى هذه القصة في المناقب بتغيير يسير في ألفاظها إلّا أنّه ذكر أنّ الغلامين اللّذين هربا من عسكر ابن زياد إبراهيم و محمّد و كانا من ولد جعفر الطيّار و ذكر في آخرها أنّ ابن زياد لمّا أمر بقتل الملعون قاتلهما رمى جيفته في الماء فلم يقبل الماء و رمى به إلى الجرف. فأمر ابن زياد أن يحرق بالنار، ففعل به ذلك و صار إلى عذاب اللّه تعالى‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.