أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016
3275
التاريخ: 7-11-2017
2888
التاريخ: 8-04-2015
3587
التاريخ: 19-10-2015
3308
|
في كتاب الأمالي: مسندا إلى أبي محمّد شيخ لأهل الكوفة في شهادة ولدي مسلم الصغيرين قال: لمّا قتل الحسين بن علي أسر من عسكره غلامان صغيران فأتي بهما عبيد اللّه بن زياد فدعا سجّانا له و قال: خذ هذين الغلامين و لا تطعمهما من طيب الطعام و لا تسقهما من الماء البارد و ضيّق عليهما في السجن، و كان الغلامان يصومان النهار فإذا جنّهما الليل أتي لهما بقرصين من شعير و كوز ماء فصارا في الحبس طول السنة، فقال أحدهما للآخر: يا أخي يوشك أن تفنى أعمارنا في السجن و تبلى أبداننا فإذا جاء الشيخ فاعلمه بحالنا لعلّه يوسّع علينا في طعامنا، فأقبل الشيخ بقرصين من شعير، فقال له الغلام الصغير: يا شيخ أتعرف محمّدا؟
قال: هو نبيّي كيف لا أعرفه، قالوا: أتعرف عليّ بن أبي طالب؟
قال: هو ابن عمّ النبيّ.
قال له: يا شيخ نحن من عترة النبيّ من ولد مسلم بن عقيل و قد ضيّقت علينا السجن فانكبّ الشيخ يقبّل أقدامهما و يقول: نفسي لنفسكما الفداء هذا باب السجن مفتوح فخذا أيّ طريق شئتما.
فلمّا جنّهما الليل أتى لهما بقرصين من شعير و كوز من ماء و وقفهما على الطريق و قال لهما: سيرا الليل و اكمنا النهار ففعل الغلامان ذلك، فلمّا جنّهما الليل انتهيا إلى عجوز على باب فقالا لها: إنّا غلامان صغيران غريبان لا نعرف الطريق أضيفينا سواد هذه الليلة، فقالت لهما: فمن أنتما فما شممت ريحة أطيب من ريحتكما؟ فقالا: نحن من عترة نبيّك محمّد هربنا من سجن ابن زياد من القتل، فقالت العجوز: يا حبيبي إنّ لي صهرا فاسقا قد شهد الوقعة مع عبيد اللّه بن زياد أتخوّف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما، قالا: سواد هذه الليلة، قالت:
سآتيكما بطعام.
فلمّا و لجا الفراش قال الصغير للكبير: يا أخي إنّا نرجو أن نكون قد آمنّا ليلتنا هذه فتعال حتّى اعانقك و تعانقني و أشمّ ريحك و تشمّ ريحي قبل أن يفرّق الموت بيننا، ففعل الغلامان ذلك و اعتنقا و ناما.
فلمّا كان في بعض الليل أقبل صهر العجوز الفاسق حتّى قرع الباب فدخل و قد أصابه التعب، فقال: هرب غلامان من عسكر ابن زياد فنادى من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم و من جاء برأسيهما فله ألفا درهم و قد تعبت و لم يصل في يدي شيء، قالت العجوز: يا صهري احذر أن يكون خصمك محمّد في القيامة، فقال: الدّنيا محرص عليها، فأكل الملعون و شرب، فلمّا كان في بعض الليل سمع غطيط الغلامين في جوف الليل، فأقبل يلمس بكفّه جدار البيت حتّى وقعت يده على جنب الغلام الصغير فقال: من هذا؟
قال: أمّا أنا فصاحب المنزل، فمن أنتما؟ فأقبل الصغير يحرّك الكبير و يقول له: قم فقد وقعنا فيما كنّا نحذره.
قال لهما: من أنتما؟ قالا له: إن صدقناك فلنا الأمان؟
قال: نعم، فأخذا عليه العهود المؤكّدة [ثم] قالا: يا شيخ نحن من عترة نبيّك محمّد هربنا من سجن ابن زياد من القتل فقال: من الموت هربتما و إلى الموت وقعتما، الحمد للّه الذي أظفرني بكما، فشدّ أكتافهما إلى الصباح، فلمّا أصبح دعى غلاما له أسود اسمه فليح فقال: خذ هذين الغلامين إلى شاطئ الفرات و اضرب أعناقهما و أتني برؤوسهما لأنطلق بهما إلى ابن زياد و آخذ الجائزة، فحمل الغلام السيف و مشى مع الغلامين فقالا له: يا أسود ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذّن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله)، قال: إنّ مولاي قد أمرني بقتلكما فمن أنتما؟
قالا: نحن من عترة النبيّ هربنا من القتل، فانكبّ الأسود على أقدامهما يقبّلهما و يقول: نفسي لنفسكما الفداء و اللّه لا يكون محمّد خصمي في القيامة، ثمّ رمى السيف و عبر الفرات إلى الجانب الآخر فصاح به مولاه: عصيتني، فقال: إذا أنت عصيت اللّه فأنا منك بريء فدعا ابنه فقال: يا بني إنّما أجمع الدّنيا حلالها و حرامها لك، فخذ هذين الغلامين إلى شاطئ الفرات و أتني برؤوسهما لآخذ الجائزة من ابن زياد فأخذ السيف و مضى مع الغلامين فقال أحدهما:
يا شاب ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنّم.
قال: من أنتما؟ قالا: من عترة نبيّك محمّد (صلّى اللّه عليه و اله) فانكبّ الغلام على أقدامهما و رمى السيف و عبر الفرات فصاح به أبوه، ثمّ قال الملعون: لا يلي أحد قتلكما غيري و أخذ السيف و مشى معهما، فلمّا نظر الغلامان إلى السيف مسلولا اغرورقت أعينهما و قالا له: يا شيخ انطلق بنا إلى السوق بعنا و خذ أثماننا و لا تجعل محمّدا خصمك في القيامة، فقال: لا، ولكن أقتلكما و أذهب برؤوسكما إلى ابن زياد لأجل الجائزة، فقالا له: فامض بنا إلى ابن زياد حتّى يحكم فينا بأمره، فقال: لا، إلّا أن أتقرّب بدمكما، قالا له: أما ترحم صغر سنّنا؟
قال: ما جعل اللّه لكما في قلبي من الرحمة شيئا، قالا: إن كان و لا بدّ فدعنا نصلّي ركعات.
قال: فصلّيا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة، فصلّى الغلامان أربع ركعات ثمّ رفعا طرفيهما إلى السماء، فناديا: يا حيّ يا حكيم يا أحكم الحاكمين احكم بيننا و بينه بالحقّ فقام إلى الأكبر فضرب عنقه و وضع رأسه في المخلاة، و أقبل الغلام الصغير يتمرّغ في دم أخيه و يقول: حتّى ألقا رسول اللّه و أنا مختضب بدم أخي ثمّ ضرب عنق الصغير و وضع رأسه في المخلاة و رمى ببدنهما في الماء و هما يقطران دما فكان بدن الأوّل على وجه الفرات ساعة حتّى رمى الثاني فأقبل بدن الأوّل راجعا يشقّ الماء شقّا حتّى التزم بدن أخيه و مضيا في الماء، و جاء إلى ابن زياد فوضع الرأسين بين يديه فقال: الويل لك أين ظفرت بهما؟
قال: أضافتهما عجوز لنا.
قال: فما عرفت لهما حقّ الضيافة؟
قال: لا.
قال: فأيّ شيء قالا لك؟ فحكى كلامهما و جوابه لهما قال: أفلا جئتني بهما حيّين فكنت أضعف لك الجائزة و أجعلها أربعة آلاف درهم؟
قال: ما رأيت إلّا التقرّب إليك بدمهما.
قال: ما قالا لك في آخر صلاتهما؟
قال: قالا: يا أحكم الحاكمين احكم بيننا و بينه بالحقّ.
قال ابن زياد: قد حكم اللّه بينك و بينهما، من للفاسق؟ فانتدب له رجل من أهل الشام قال: أنا له.
قال: فانطلق به إلى الموضع الذي قتل فيه الغلامين فاضرب عنقه و لا تترك أن يختلط دمه بدمهما و عجّل برأسه، ففعل الرجل ذلك و جاء برأسه فنصبه على قناة فجعل الصبيان يرمونه بالنبل و الحجارة و يقولون: هذا قاتل ذرّية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله).
أقول: روى هذه القصة في المناقب بتغيير يسير في ألفاظها إلّا أنّه ذكر أنّ الغلامين اللّذين هربا من عسكر ابن زياد إبراهيم و محمّد و كانا من ولد جعفر الطيّار و ذكر في آخرها أنّ ابن زياد لمّا أمر بقتل الملعون قاتلهما رمى جيفته في الماء فلم يقبل الماء و رمى به إلى الجرف. فأمر ابن زياد أن يحرق بالنار، ففعل به ذلك و صار إلى عذاب اللّه تعالى .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|