أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-02-2015
3318
التاريخ: 14-4-2016
4059
التاريخ: 14-4-2016
3505
التاريخ: 20-4-2016
3479
|
كان القضاء ولا يزال سلاح الدولة في محاربة الانحراف السياسي والاجتماعي والديني، وحلّ المنازعات بين الناس في المجتمع، ودولة القانون تحترم القضاء، وتجد فيه باباً للعدالة بين الناس وبضمنهم اعضاء الحكومة والقائد الاعلى للدولة، وفي ذلك ثلاث روايات حول القضاء والشرطة:
1 _ وجد علي (عليه السلام) درعاً له عند نصراني، فجاء به الى (شُريح) القاضي يخاصمه اليه، فلما نظر اليه (شُريح) ذهب يتنحى [خجلاً من امامه (عليه السلام)]، فقال (عليه السلام): مكانك، وجلس..، قال علي (عليه السلام): ان هذه درعي لم أبع ولم أهب، فقال [شُريح] للنصراني: ما يقول امير المؤمنين؟ فقال النصراني: ما الدرع الا درعي، وما امير المؤمنين عندي الا بكاذب.
فالتفت (شُريح) الى علي (عليه السلام) فقال: يا امير المؤمنين هل من بيّنة؟
قال (عليه السلام): لا.
فقضى بها للنصراني، فمشى النصراني هنية ثم أقبل، فقال: اما انا فأشهد أن هذه احكام الانبياء، امير المؤمنين يمشي بي الى قاضيه! وقاضيه يقضي عليه! أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، والدرع والله درعك يا امير المؤمنين، انبعث الجيش وأنت منطلق الى صفين فخرّت (سقطت) من بعيرك الاورق (الاسود المائل الى البياض)...».
2 _ روي ان امير المؤمنين (عليه السلام) ولّى ابا الاسود الدؤلي القضاء ثم عزله، فقال له: لمَ عزلتني وما خنت ولا جنيت؟
فقال (عليه السلام): «انّي رأيت كلامك يعلو كلام خصمك».
3 _ شرطة الخميس: في كتاب «الاختصاص» للشيخ المفيد (ت 413 هـ) في مجموعة من الاحاديث ذكر ان شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل من انصار الامام (عليه السلام)، قال عليّ بن الحكم: أصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) الذين قال لهم: تشرّطوا فأنا اُشارطكم على الجنّة ولست اُشارطكم على ذهب ولا فضة، انّ نبيّنا (صلى الله عليه واله) فيما مضى قال لاصحابه: تشرّطوا فاّني لست اُشارطكم الا على الجنّة، وهم: سلمان الفارسي، والمقداد، وابوذر الغفاري (توفي قبل خلافته)، وعمار بن ياسر، وابو ساسان وابو عمرو الانصاريان، وسهل (بدريٌّ) وعثمان: ابنا حنيف الانصاري، وجابر بن عبد الله الانصاري.
وكان من شرطة الخميس: أبو الرضي عبد الله بن يحيى الحضرمي، وسليم بن قيس الهلالي، وعبيدة السلماني المرادي (العربيّ).
قال في «النهاية»: «شرطة السلطان نخبة من اصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده، والشرطة اول طائفة من الجيش تشهد الواقعة، وقال: في حديث ابن مسعود (وتشرط شرطة للموت، لا يرجعون الا غالبين)...»، وقال في «القاموس»: «الشرطة _ بالضم _ هم اول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت وطائفة من اعوان الولاة سُمّوا بلذلك لانهم اعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها».
روى الكشي في رجاله عن بشر بن عمرو الهمداني، قال: مرّ بنا امير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ألبثوا في هذه الشرطة، فوالله لا تلي بعدهم الا شرطة النار، الا من عمل بمثل أعمالهم.
وروى ايضاً عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل: أبشر يا ابن يحيى فانك وأباك من شرطة الخميس حقاً، أخبرني رسول الله (صلى الله عليه واله) باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيّه (صلى الله عليه واله)، وأشار الى ما ذكرناه آنفاً من أن شرطة الخميس كانت ستة آلاف رجل، والمراد بالخميس: الجيش، سُمّي به لانه مقسوم بخمسة اقسام: المقدمة، والساقة، والميمنة، والميسرة، والقلب.
أولاً: ان وقوف القائد الاعلى للدولة كمدعي ضد مواطن عادي سرق منه حاجة، امام القاضي، يعدّ أعظم مصداق من مصاديق دولة القانون والعدالة، ذلك لان الحاكم لو استغل الامتيازات العظيمة التي ترد مع السلطة، لما احتاج الى القضاء في حلّ الخصومات، بل أن سطوته وسلطته تجعله ينتزع أي حق يريد، ظلماً كان او عدلاً، ولكن دولة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) أبت الا ان تسلك طريق الحق والعدالة والتحضر، وقد تعلمت اوروبا الحديثة من هذا السلوك، فجعلته بنداً من بنود دستورها.
ثانياً: ان القضاء الذي من مهمته ضبط قضايا النـزاع والتخاصم بين الافراد، يخضع لضوابط عليا ايضاً، أي ان القاضي يستخدم القانون لتثبيت الحق، ولكن اذا تجاوز حدّه فان هناك قانوناً اعلى منه يحدد له تصرفاته ايضاً، وقد تمثّل ذلك بعزل ابي الاسود الدؤلي عن القضاء لانه كان يرفع صوته على صوت الخصم.
ثالثاً: ان حكومة الامام (عليه السلام) كانت منظمة الى درجة ان جهاز الشرطة، وهو الذي كان يضم خواص الحاكم والمستميتين في الحرب من اجل بقاء النظام، كان مكونّاً من ستة آلاف رجل، وهذا جهاز ضخم يضبط امور الحرب والامن الداخلي في الدولة، ويبدو _ ظاهراً _ ان اساس ذلك الجهاز هو الايمان بالاسلام والولاية وحكومة الامام (عليه السلام) ، فهو (عليه السلام) لم يغرِهم بالمال، بل وضع أجرهم على الله سبحانه، ولكن الظاهر ان عطاءهم كان من الفيء الذي كان يصل بيت المال، لانهم كانوا ينتمون الى الجيش.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|