مبررات دراسة البيئة التسويقية :

طالما كانت البيئة تمثل المحيط الذي تعمل به المنظمة والمؤثر في ديمومتها واستمرارها ، فإنه من الواجب تماماً على المنظمة ان تدرسها لكي تستوعيها وتتوافق معها وبما يمكنها من البقاء والاستمرار ، والبيئة التسويقية يمكن توضيح متغيراتها إجمالاً بالشكل (2-3) والذي من خلاله يمكن ان نحدد المبررات المنطقية التي نستنتجها وتدعونا لدراسة البيئة التسويقية في مجال استراتيجيات التسويق وهي :

١- انطلاقاً من نظرية النظم فإن اي نظام هو جزء من نظام أشمل . وبالتالي فإن الدراسة و التخطيط لأي نظام فرعي يتوجب دراسة ما يحيطا به من أنظمة متشاركة معه وما يرتبط به أساساً من نظام أشمل ، فعلى سبيل المثال لغرض قيام إدارة التسويق بحملة ترويجية فإنه يتطلب منها القيام بتصميم الإعلانات بما يتوافق مع المنتج المعلن عنه أو التنسيق مع الادارة المالية في المنظمة لتحديد الميزانية المطلوبة للإعلان، ومن ثم جمع المعلومات عن السوق والإعلانات المنافسة لغرض التخطيط الدقيق لإنجاح الحملة الإعلانية، فضلا عن توافق صيغة وشكل الإعلان مع القيم والثقافات السائدة في المجتمع ... الخ.

٢- دراسة البيئة التسويقية يتعني في حقيقته خلق حالة من التوافق بين ما تمتلكه من قدرات وموارد وما تواجهه من متغيرات خارجية ومتمثلة تحديداً بالفرص المتاحة لها بالسوق لغرض الوصول إليها وبشكل ناجح.

٣- كثير من الأعمال التي تقوم بها المنظمة معرضة للفشل أو أنها تفشل بسبب. محدودية المعلومات المتاحة لها عن طبيعة وخصوصية تلك الأعمال وعليه فإن دراسة البيئة وتحديداً الخارجية منها تجعل المنظمة أكثر قدرة على استقراء المتغيرات المحيطة بها وإزالة حالة اللاتأكد التي تعترض عملية التخطيط التسويقي وتنفيذ الخطة التسويقية وتكون أكثر قرباً للتحقق.

٤ - تأسيساً على ما سبق فإن دراسة البيئة واستكشاف متغيراتها يجعل المنظمة أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الستراتيجية الصائبة، ومن خلال الوقوف أرضية صلبة من المعلومات و التحليل الدقيق للمتغيرات البيئية المبحوثة.