أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2015
3055
التاريخ: 9-10-2015
3406
التاريخ: 10-02-2015
3075
التاريخ: 2024-09-23
156
|
تبدأ حياة امير المؤمنين (عليه السلام) الزوجية باقترانه بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام). وكان علي (عليه السلام) يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، وكانت فاطمة بنت عشر. فقد ولِدت فاطمة (عليها السلام) بمكة بعد النبوة بخمس سنين، وزوجه اياها رسول الله (صلى الله عليه واله) في شهر رمضان من السنة الثانية من للهجرة. وبنى بها الامام في شهر ذي الحجة من السنة ذاتها، أي بعد حوالي اربعة أشهر من اتمام العقد. والى مجمل ذلك اشار رسول الله (صلى الله عليه واله): «ان الله امرني ان ازوّج فاطمة من علي». ودعا (صلى الله عليه واله) الله بجمع شملهما وسعادة جدّهما وبمباركته عليهما وان يخرج منهما كثيراً طيباً والمشهور ان مهرها كان اربعمائة مثقال فضة وهو مبلغ زهيد، بالمقارنة مع الاموال التي كانت تُبذل في مكة في مناسبات مشابهة. وكان متاع البيت الجديد عبارة عن فراش من خيش مصر (وهو من أردأ الكتّان) محشواً بالصوف، وقطعاً من اُدم (وهي جلود الحيوانات المدبوغة)، ووسادة من اُدم حشوها ليف النخل، وعباءة خيبرية، وقربة للماء، وكيزانٍ (أوعية ماء)، وجرارٍ، ومطهرة للماء، وستر صوف رقيق اشتراه علي (عليه السلام) من صداقها (عليه السلام) ومع قلّة المتاع والزاد، الا ان علياً (عليه السلام) كان كفؤاً لها في الدين. وقد نُقل عنه (صلى الله عليه واله): «لولا علي لم يكن لفاطمة كفءاً».
وفي المأثور انه «لما جهز رسول الله (صلى الله عليه واله) فاطمة الى علي (رض) بعث معهما بخميل. قال عطاء: ما الخميل؟ قال: قطيفة (وهو دثارٌ مَخمَلٌ)، ووسادة من اُدم حشوها ليف واذخر (نوع من النبات) وقربة، كانا يفترشان الخميل ويلتحفان بنصفه».
وكانت حياتهما المنـزلية شاقة للغاية يشهد لهما تعففهما وزهدهما في الدنيا. فهذا ابو نعيم يروي ان فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) طحنت «حتى مجلت يدها (أي ثُخن جلدها) ورئي اثر قطب الرحى في يدها» وفي موضع آخر: «ان فاطمة كانت حاملاً، فكانت اذا خبزت اصاب حرف التنور بطنها، فأتت النبي (صلى الله عليه واله) تسأله خادماً فقال: لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم من الجوع، أوَ لا أدلّكِ على خير من ذلك؟ اذا أويت الى فراشك تسبّحين الله تعالى ثلاثاً وثلاثين وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين وتكبّرينه أربعاً وثلاثين».
ويؤيد ما كانت عليه من المشقة ما رواه أحمد: «ان بلالاً بطأ عن صلاة الصبح، فقال له النبي (صلى الله عليه واله) ما حبسك؟ فقال: مررت بفاطمة وهو تطحن والصبي يبكي، فقلت لها: ان شئيت كفيتك الرحى وكفيتني الصبي، وان شئت كفيتك الصبي وكفيتني الرحى، فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذلك حبسني . قال (صلى الله عليه واله): فرحمتها رحمك الله».
وكانت (عليه السلام) تطوي الايام بلا طعام. كما تحكي الرواية بأن علياً قال لها يوماً: هل عندك شيء تطعميني؟ قالت: لا والله يا ابا الحسن ما عندنا منذ ثلاث شيء الا شيء أُثرك به على نفسي وعلى ابنيّ قال لها: فهلاّ أعلمتيني؟ قالت: اني لاستحيي من ربي أن أكلّفك ما لا تقدر عليه...». يقول امير المؤمنين (عليه السلام): «كنا مع النبي (صلى الله عليه واله) في حفر الخندق اذ جاءته فاطمة بكسرة من خبز فرفعتها اليه، فقال: ما هذه يا فاطمة؟ قالت: من قرص اختبزته لابنيَّ جئتك منه بهذه الكسرة، فقال: يا بنية أما انها لاول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث».
وكان رداؤها الحياء والحجاب الشرعي. ومع ان بيتها كان ملحقاً بمسجد رسول الله (صلى الله عليه واله)، الا ان الروايات لم تذكر ان أحداً رأى وجهها. وحتى عندما خطبت الخطبة المشهورة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد وفاة ابيها (صلى الله عليه واله) كان الحجاب ضارباً أطنابه على وجهها فضلاً عن جسدها. وكان ملبسها في غاية التواضع.
ولدت فاطمة (عليها السلام): الحسن والحسين وزينب الكبرى وام كلثوم (زينب الصغرى). وسقط محسن عندما اُقتحمت دارها بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه واله) فاحتمت بالباب فكُسر ضلعها (عليه السلام) واسقطت جنينها. وبعد ذلك قضت نحبها (عليه السلام) وسنها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً. واختلفت اقوال المؤرخين حول مدة حياتها بعد النبي (صلى الله عليه واله)، فقيل: اربعين يوماً، وقيل: شهرين، وقيل: ثلاثة أشهر، وقيل: ستة أشهر.
وعلى أي تقدير، فان فاطمة (عليها السلام) كان غاضبة على ابي بكر وعمر اللذين غصباها حقها وآذاها. فكان البيت النبوي فيما بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) يعيش حالة من حالات الحزن الشديد والالم بفقدان النبي (صلى الله عليه واله) ونكث العهد. ولا نعرف على وجه الدقّة تاريخ وفاتها او موضع قبرها لحدّ اليوم. ولم يتزوج علي (عليه السلام) عليها في حياتها اجلالاً لها وتكريماً لعصمتها حتى استشهدت صلى الله عليها وعلى ابيها وعلى زوجها وبنيها.
استمرت الحياة الزوجية بين علي وفاطمة (عليهما السلام) حوالي ثمان سنوات، ثم انتهت باستشهادها (عليه السلام). وبعد انتقالها الى عالم الجوار الابدي (عليه السلام)، بقي الامام (عليه السلام) وحيداً مع ابنيه الحسن والحسين (عليه السلام) وابنتيه زينب وام كلثوم الى ان تزوج بعددٍ من النساء، منهن:
1- (امامة بنت ابي العاص)، وامها زينب بنت خديجة بنت خويلد، وولدت له محمداً الاوسط الذي استشهد في كربلاء.
2- (خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية) وولدت له: محمداً الاكبر (ابا القاسم).
3- (ام حبيبة بنت ربيعة) وولدت له توأماً: عمر، ورقية.
4- (ام البنين بنت حزام بن خالد الكلابية) وولدت له: العباس، وجعفر، وعثمان، وعبد الله الشهداء مع اخيهم الحسين (عليه السلام) بكربلاء.
5- (ليلى بنت مسعود الدارمية) ولدت له: محمداً الاصغر (ابا بكر)، وعبيد الله الشهيدين مع اخيهما الحسين (عليه السلام) بكربلاء.
6- (أسماء بنت عميس الخثعمية) وولدت له: يحيى الذي توفي صغيراً قبل ابيه، وعوناً.
7- (ام سعيد بن عروة بن مسعود الثقفي) وولدت له: ام الحسن، ورملة.
و(أمهات اولاد شتى) ولدن: نفيسة (ام كثوم الصغرى)، وزينب الصغرى، ورقية الصغرى، وام هانىء، وام الكرام، وجمانة (ام جعفر)، وامامة، وام سلمة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة.
وبكلمة، فقد كان لعلي (عليه السلام) 27 ولداً، منهم اربعة عشر من الذكور، والباقي من الاناث. وكان عنده يوم استشهاده من النساء اثنتان وعشرون، منهن اربع زوجات: امامة بنت اخت فاطمة الزهراء (عليها السلام) من امها، وليلى بنت مسعود، وأسماء بن عميس، وأم البنين الكلابية، و18 امهات اولاد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|