المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

ماهي قوانين الاحتواء؟
18-10-2021
Common vs. Systematic (IUPAC) Nomenclature
24-1-2020
رزيق أبو العباس
15-8-2017
Chomsky’s three levels of adequacy
2023-12-25
المشكلات الحضرية - مشكلة النقل ووسائطه المختلفة بالمدينة
2-3-2022
Old Usage of Arsenic
14-12-2018


زي فاطمة الزهراء (عليها السلام)  
  
5731   02:00 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 316-319.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

ان زي المرأة المقبول عقلاً وشرعاً هو الزي الذي يكسبها احتراماً اجتماعياً، ويحفظ لها جمالها وجلالها وعفتها. واللباس الديني للمرأة هو لباس ثابت التصميم لتغطية جسد المرأة عدا الوجه والكفين. وكل ما يضاف الى ذلك التصميم الاساسي، يتعلّق بدرجة رئيسية بالشعور والذوقية. وبدرجة أخصّ بأن كل قطعة تضاف الى ذلك الزي أو تحذف منه ترتبط بالذوق العام والثقافة الاجتماعية. 

1- أسلوب الحجاب الشرعي:

ولا شك ان لحجاب المرأة جذوراً دينيةً شرعيةً راسخةً، لان زي المرأة قضية اجتماعية قبل ان يكون قضية شخصية محضة. ولذلك فعندما ننظر الى زي فاطمة الزهراء (عليها السلام) فاننا نفعل ذلك من اجل فهم صورة الزي الديني للمرأة المسلمة فهي التي تمسّكت (عليها السلام) بأصل الحجاب الشرعي في قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ} [النور: 30، 31] ، بالرغم من اختلاف الزي المقبول شرعاً عن الزي العربي المقبول عرفاً. وسيبقى هذا الزي الشرعي قائماً الى يوم القيامة بالرغم من التغيرات الاجتماعية التي طرأت وسوف تطرأ على المجتمعات الانسانية عبر السنين. بمعنى ان المجتمع الاسلامي صُمم من اجل ان يكيّف نفسه مع زي فاطمة الزهراء (عليها السلام) الذي يمثّل الحجاب الشرعي الصحيح.

ونستلهم من الآية الشريفة التي ذكرناها آنفاً ان غضّ البصر يشمل الرجال والنساء بقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ .... * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 30، 31] ، وإن حفظ الفروج يشمل الرجال والنساء أيضاً بقوله تعالى: (... ويَحفَظوا فُرُوجَهُم... ويَحفَظنَ فروجهُنَّ...). بينما انحصرت الاحكام اللاحقة بالنساء وهي: عدم ابداء الزينة بشروط عبر قوله: (ولا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إلاّ ما ظَهَرَ مِنها ... ولا يُبدينَ زينتِهُنَّ إلاّ لِبُعُولَتِهِنَّ أو آبائهنَّ...)، والحجاب بقوله تعالى: (وليضربنَ بِخُمُرِهنَّ على جُيُوبِهنَّ). وبذلك يكون الحجاب مقروناً بغضّ البصر، وحفظ الفرج، وعدم ابداء الزينة الا بشروط فقضية الحجاب اذن ليست منفصلة عن النية السليمة والسلوك الاخلاقي من قبل الرجال والنساء في المجتمع.

اذن، ان اهم مسألة في قضية الحجاب الشرعي هو ان المرأة ينبغي ان تتقبل نفسياً ذلك الزي. فلبس الزي الشرعي يعني تعبيرٌ عن مشاعر الطاعة والتسليم للشريعة، ويعني ايضاً تعبيرٌ عن مشاعر الحب للنظام الشرعي الذي اوجب الحجاب حفظاً لسلامة المرأة وعفتها.

ولا شك ان لبس الحجاب الشرعي يفرض على المرأة سلوكاً شرعياً متناسباً مع التكاليف الدينية في العبادات والمعاملات فهو بالاضافة الى كونه رمزاً تعبيرياً عن العفة والنظافة الاخلاقية والاجتماعية، فانه يحفظ المرأة من صراعالرغبات غير المشروعة التي لا يقرّها الدين. ذلك ان الدين يفتح الباب للزوجين للتمتع بكافة صوره المشروعة ومنها: الزي الزوجي _ الذي يضفي على جمال النفس جمالاً اضافياً _ فانه يحق لهما ارتداؤه من اجل التكامل واشباع ما تمليه رغبتهما. وعندما تتزي المرأة بالزي الذي يجملّها امام زوجها ، فانه يخدمها _ في الواقع _ في اكتشاف ذاتها ومواطن جمالها ؛ أي ان ما يُعدُّ جميلاً ومثيراً بين الزوج والزوجة ينبغي ان لا يخرج من اسوار البيت الزوجي. لان الشارع العام ملك المجتمع، وفيه يتعين على المرأة لبس الحجاب الشرعي.

فعندما نتحدث عن المرأة في المجتمع، فاننا نتحدث عن الحجاب الشرعي، وعندما نتحدّث عن المرأة في الاسرة فاننا نتحدث عن ابقاء المشاعر الطيبة بين الزوجة وزوجها ضمن الدائرة الاسرية الضيقة. فلا يمكن شرعاً للمرأة التعبير عن عواطفها للعالم الخارجي، عبر انتهاك قانون الحجاب. وهذا المقدار كان متمثلاً في البتول (عليها السلام). فقد كان حجابها في غاية الدقة، فلم يروَ ان احداً رأى وجهها او كفّيها. ولا عجب فهي من سلالة بيت النبوة والوحي والتنـزيلوالقرآن المجيد: مع ان القاعدة جواز اظهار الوجه والكفين. ولكن اهل بيت النبوة (عليها السلام) لا يعملون الا بالمستحبات ويزيدون عليها.

اننا لو نظرنا الى الاسر الملكية الحاكمة في التأريخ، لرأينا ان نسائها يلبسن ارقى الازياء، وأفضل ما يُصمم من لباس. والاصل في ذلك انهم يريدون ان يبهروا الناس باسلوب حياتهم ونمطهم المعاشي المتميز. ولذلك فهم يبدلون ازياءهم في كل حين من الزمن. ولكن هؤلاء الملوك لا يمتثلون لواجبٍ ولا يتبعون ديناً، الا اللهم ما كان يصبّ في خدمة مصالحهم. ولذلك اشتهر في العلوم الاجتماعية: ان الملوك والامراء والملكات والاميرات حرّاس اوفياء لظاهرة تبدل الازياء.

ولكن الدين ورسالته الخالدة جعل من فاطمة الزهراء (عليها السلام) قدوة في ارتداء لباس التواضع، لباس العفة، لباس الفقراء وهي اغنى امرأة في الكون. فأبوها (ص) لو أراد تملّك الارض لفعل. ولكنه الزهد والتقوى والتعفف عن حب الدنيا ومتعلقاتها. ولذلك كان ثوبها (عليها السلام) من ابسط ثياب الناس وأقلّها كلفةً.

ان بساطة لباس المرأة المسلمة التي تأخذ من فاطمة الزهراء (عليها السلام) قدوة لها، يقلل من حجم الاستهلاك الاجتماعي للموارد الطبيعية. وهو بالتأكيد يفرز قضيتين:

الاولى: استمرارية الحجاب الشرعي باعتباره تكليفاً دينياً على المرأة، بالرغم من التغيّر الاجتماعي الذي يصيب المجتمعات.

الثانية: انه لا تزاحم بين اناقة المرأة في بيتها وامام زوجها، وبين الحجاب الشرعي عندما تخرج المرأة الى الساحة الاجتماعية. ولذلك فان فاطمة الزهراء (عليها السلام) عندما خرجت الى المسجد بعد وفاة أبيها (ص) بحضور الخليفة الاول اهتزّ لها المجلس وهي محجبة بحجاب الاسلام من أعلى رأسها الى أخمص قدميها.

2- وظائف الحجاب الشرعي:

ولا شك ان الدور الاساسي للحجاب الشرعي هو حفظ المرأة من تيار العادات القبلية الجاهلية وصيانتها من التحلل الاخلاقي. وهو بذلك يقدّم ثلاث وظائف:

الاولى: ان الحجاب الشرعي يعرض تجانساً نفسياً واجتماعياً بين النساء المسلمات في المجتمع. فالحجاب الشرعي يعكس التماسك الاخلاقي للتجمع النسوي داخل المجتمع الاسلامي. ولو اتبعت كل امرأة لباساً خاصاً بها بما تهوى نفسها لاضطربت الحياة الاخلاقية للمسلمين.

الثانية: ان الحجاب الشرعي يقدم مسيرة مستمرة للباس النسوي الاجتماعي. وصلة الحجاب بالماضي والمستقبل يذكرنا دائماً بحيوية الاسلام في الماضي والحاضر، ويعطينا الامل بان اجيالنا سوف تسترشد بهدي الاسلام وتتبع خطواته. والحجاب _ باعتباره واجباً شرعياً على النساء _ يعدُّ من الثوابت التي لا تقبل التغيير. وبذلك يكون التغيير الاجتماعي خاضعاً لمتطلبات الحجاب الشرعي للمرأة لا العكس. وبكلمة، فان حجاب المرأة المسلمة هو زي اليوم كما كان زي الامس، وكما سيصبح زي الغد باذنه تعالى.

الثالثة: كما ان الحجاب الشرعي يمنع الرغبات الغريزية غير المشروعة في الشارع الاجتماعي، فان زي التجمل الذي ترتديه المرأة امام زوجها يبقى اصل الذوق والاناقة والحركة بين الرجل والمرأة داخل الاسرة.

ان زي فاطمة الزهراء (عليها السلام) كان يتضمن شكلاً الزامياً للحجاب الديني، وكان يتضمن ايضاً ذوقاً شرعياً للزي النسوي. فالذوق الاسلامي العام في العفة والاخلاق والامانة والاخلاص والتقوى ينسجم مع مفردات ذلك الحجاب.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.