المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

هل فعلا حدث ذلك ؟
21-12-2021
Voting Paradoxes
12-11-2021
الامام مع قسيس
18-8-2016
السيد حيدر بن علي بن حيدر بن علي العلوي
27-7-2017
نزع المعادن والأملاح
8-6-2016
مفهوم علم النفس الإعلامي وعلاقته بفروع علم النفس الاخرى
10-8-2020


مغزى اختلاف الروايات في سنه (عليه السلام) عند إسلامه  
  
2332   04:45 مساءً   التاريخ: 14-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 203-207.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

اختلفت الروايات في سنه (عليه السلام) عندما اسلم. فقد روى احمد بأن علياً (عليه السلام) اسلم وعمره خمس عشرة سنة او ست عشرة سنة، وقال الكلبي: اسلم وهو ابن سبع سنين، وقال مجاهد وابن اسحاق: اسلم وهو ابن عشر سنين وروى الهيثمي: اسلم علي وهو ابن ثمان سنين. وروى ابن عساكر: انه اسلم وهو ابن تسع سنين. وفي رواية اخرى: انه اسلم وهو ابن احدى عشرة سنة وروى الشنقيطي: انه (عليه السلام) اسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة.

وبذلك فقد ترواح الزعم في سنه عندما اسلم: بين سبع، وثمان، وتسع، وعشر، واحدى عشرة، وثلاث عشرة، وخمس عشرة، وست عشرة سنة. وهذا الاختلاف الشاسع المزعوم في عمر امير المؤمنين (عليه السلام) عندما اسلم له دلالة مهمة. 

أ - الهدف من تزوير سن علي (عليه السلام) عند اسلامه:

فالهدف في تزوير سن علي (عليه السلام) عندما اسلم هو ان يقال: ان علياً (عليه السلام) اسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم، وابو بكر اسلم وهو مستكمل العقل يجوز عليه الحكم. وبمعنى اخر ان علياً (عليه السلام) اسلم وهو لا يعي ما كان يفعل لانه صبي، بينما اسلم ابو بكر وهو في كامل وعيه لانه كان راشداً. فيكون ايمانه اشد تماسكاً من ايمان علي (عليه السلام). ولذلك فان خلافته كانت شرعية وصحيحة.

ولكن ذلك يرد من وجوه:

ان قول الامام علي (عليه السلام): «... آمنت قبل ان يؤمن ابو بكر واسلمت قبل ان يسلم» و«... آمنت قبل الناس سبع سنين»، و«... ما اعرف احداً من هذه الأمة عَبدَ الله بعد نبينا (صلى الله عليه واله) غيري. عبدت الله قبل ان يعبده احد من هذه الامة...» ، يدل على ان ايمانه كان ايمان تكليف لا ايمان صبيان كما كانوا يزعمون. فالاسلام والايمان والعبادة تعني كلها انه (عليه السلام) كان واعياً تماماً لمقتضياتها، وهو الامام المعصوم (عليه السلام) الذي لا يجاريه احد من الصحابة في ادراكه لاحكام الشريعة السماوية الخاتمة.

فعندما يشير رسول الله (صلى الله عليه واله): ان علياً (عليه السلام) كان اول الناس ايماناً واسلاماً، يعني ان علياً (عليه السلام) كان محكوماً بالتكاليف الشرعية _ بالمقدار الذي نزل منه ذلك الوقت _ لا انه (عليه السلام) كان مجرد صبي قاصر لا يعي ما يفعل. وهو زعم ينتهك _ على اقل التقادير _ حرمة رسول الله (صلى الله عليه واله). فكيف يصح ان يقول الذي لا ينطق عن الهوى (صلى الله عليه واله) بان علياً (عليه السلام) كان اول الناس اسلاماً، وهو يقصد ذلك الصبي القاصر؟ فلابد ان يكون علياً (عليه السلام) عند اسلامه على وعي كامل بمقتضيات ذلك الايمان واحكامه وتكاليفه الشرعية.

والعصمة تقتضي ان يعبد الله سبحانه في أي سن كان. فالتصديق حتى لو كان في سن مبكرة، فانه تصديق وعي وادراك والهام بالنسبة للمعصوم (عليه السلام). وقد قال عيسى (عليه السلام) وهو في المهد: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم: 30]، بعد ان اشارت اليهم امه مريم (عليه السلام) بتكليمه: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [مريم: 29]، ووصف يحيى (عليه السلام) بالقول: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12]. وفي ذلك روى الخوارزمي: «كان اول ذكر من الناس آمن برسول الله (صلى الله عليه واله) معه وصدق ما جاء من الله: علي بن ابي طالب... وكان مما انعم الله به على علي بن ابي طالب انه كان في حجر رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل الاسلام».

وعن الزرندي: «قال سلمان (رضي الله عنه): اول هذه الامة وروداً على رسول الله (صلى الله عليه واله) اولها اسلاماً، وان علي بن ابي طالب اولنا اسلاماً... وقال: والصحيح انه اسلم قبل البلوغ كما ورد في شعره حين فاخر معاوية وقال:

سبقتكم الى الاسلام طراً                    غلاماً ما بلغتُ أوان حلمي

وإن تم ذلك، فقد كان علي (عليه السلام) غلاماً ليس كبقية الغلمان. بل غلام رباه رسول الله (صلى الله عليه واله) سبع سنين. وقوله (عليه السلام)، غلاماً ما بلغتُ أوان حلمي يؤيد انه كان على مشارف البلوغ. وذلك لا يقدح في ان يكون علي (عليه السلام) كامل الادراك عندما اسلم. فان بعض الانبياء بعثوا في دور الصبا. فقد آتى الله يحيى الحكم صبياً وعيسى الذي تكلّم في المهد صبياً، كما المحنا الى ذلك سابقاً. 

ب - علي (عليه السلام) وزمن «فترة الوحي»:

قال ابو عبيدة في فضائل القرآن (صحيح البخاري _ باب بدء الوحي الى رسول الله (صلى الله عليه واله)): حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن ابن ابي نجيح عن مجاهد، قال: «ان اول ما نزل من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] و{ن وَالْقَلَمِ .. } [القلم: 1]...».

ولم تنـزل بعد نزول آية (اقرأ باسمِ رَبِّكَ) الى ثلاث سنوات آية من القرآن، وتسمّى تلك المدة بـ «زمن فترة الوحي». ثم اخذ القرآن ينـزل على النبي (صلى الله عليه واله) منجَّماً وكان ذلك مثار تشكيك المشركين، فاجاب عنه تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32].

وبالاجمال فان روح القرآن وأهدافه الكلية قد تجلّت في قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر} [القدر: 1] ، و{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3]، {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 193، 194]، ولكنه (صلى الله عليه واله) اخذه عن الوحي منجَّماً على مدى سنين: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106].

قال ابن اسحاق: «ثمّ فَتَرَ الوحي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) فترة من ذلك، حتى شقّ ذلك عليه فأحزنه ؛ فجاءه جبريل بسورة الضحى، يُقسم له ربه، وهو الذي اكرمه بما اكرمه به، ما ودّعه وما قلاه، فقال تعالى: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3]. يقول: ما صَرَمك فتركك، وما ابغضك منذ احبك. {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} [الضحى: 4] أي: لما عندي من مرجعك اليّ خيرٌ لك مما عجلّت لك من الكرامة في الدنيا...».

ووجه الدلالة هنا ان عدم نزول الوحي منذ نزول آية: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] لمدة ثلاث سنوات، يقوّي الرأي القائل بان الذين اسلموا في تلك الفترة كانت زوجته خديجة (رض)، ولاحقاً ابن عمه علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ثم مولاه زيد بن حارثة الذي اصبح بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) عثماني الهوى. وكانت الدعوة خلال تلك السنوات الثلاث سرية. والظاهر ان الذين اسلموا من غير ما ذُكر خلال تلك الفترة قد اسلموا في الاشهر الاخيرة من السنة الثالثة، لان اسلامهم كان قطعاً بعد اسلام علي بن ابي طالب (عليه السلام) حيث دعاه رسول الله (صلى الله عليه واله) خلال تلك الفترة من عمر الدعوة السرية عندما تجاوز العاشرة من عمره بفترة زمنية، بعد ان اعدّه اعداداً كاملاً لمستلزمات الاسلام. وقد اثبتنا ان اسلام الآخرين كان بعد اسلام علي (عليه السلام)، فقد كان اول الناس اسلاماً. ولا شك ان علياً (عليه السلام) كان مؤمناً بالله الواحد عزّ وجلّ منذ ان ضمّه رسول الله (صلى الله عليه واله) اليه وهو في الربيع السادس من عمره المبارك.

وعلى أي تقدير، فقد كان اسلامه (عليه السلام) اسلام وعي وتفكر بحيث يستطيع ان يعبد الله سبحانه في حالة من حالات الادراك والكمال. 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.