المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



يكشف نظام الصلاة عند المسلمين عن تشابه كبير بصلاة اليهود والمسيح وهذا يدل على أن محمدا قد اقتبس الصلاة منهم  
  
4128   10:23 صباحاً   التاريخ: NaN-undefine
المؤلف : الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
الكتاب أو المصدر : الإسلام و شبهات المستشرقين
الجزء والصفحة : 296- 306
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الاسلام والمسلمين /

[نص الشبهة] : أنّ شعائر الإسلام جاءت من خلال إبداعات خاصّة أو تأثيرات متنوّعة كاليهوديّة ، النصرانيّة... حيث يقول ( فنسنك ) تحت مادّة صلاة : (ويكشف نظام الصلاة عند المسلمين عن تشابه كبير بصلاة اليهود والمسيحيّين... ومن البيّن أنّ محمّداً لم تكن بين يديه أوّل الأمر المادّة الوافية لهذه الشعيرة ؛ ولقد كانت تعوزه النصوص التي يتلوها ويرتّلها اليهود والمسيحيّون في صلاتهم )(1) .

ويستمر ( فنسنك ) تحت المادّة نفسها قائلاً : ( ومن ثمّ فنحن نجد فجأةً الصلاة الوسطى تظهر في السورة المدنيّة وهي البقرة ، الآية 237. ولا بد إذن أنْ تكون هذه الصلاة قد أُضيفت في المدينة إلى الصلاتين المعتادتين ، ويرجّح أنْ يكون ذلك قد تمّ محاكاةً لليهود الذين كانوا يُقيمون أيضاً صلاتهم ( ثقلاه ) ثلاث مرّات كلّ يوم )(2) .

ويقول أيضاً : إنّ ( جولد صيهر Gold Ziher ) وفي معرض ردّه على ( هوتسما ) في كيفيّة تقرير الصلوات الخمس ، يرى عكس ما يراه الأخير ويذهب إلى القول بوجود أثر فارسي في تقرير الصلوات الخمس(3) .

وعن عدد الركعات في الصلوات الخمس يقول ( فنسنك ) تحت مادّة ( الصلاة ) : (... إنّ الحديث [النبويّ] يقول أيضاً : إنّ الصلاة كانت في الأصل من ركعتين وإنّ هذا العدد نفسه عمل به في صلاة السفر... ويفترض ( متفوخ ) وجود التأثير اليهودي في الاختيار الأصلي للركعتين )(4) .

[جواب الشبهة] : أقوال ( فنسنك ) المتعدّدة تحت مادّة ( الصلاة ) يرد عليها جميعاً ما أوردناه على ( هيك ) تحت مادّة ( سحر) فراجع . ونضيف إليه :

قوله : إنّ نظام الصلاة عند المسلمين يُشابه بدرجةٍ كبيرة صلاة اليهود والمسيحيّين... وإنّ الصلاة الوسطى ظهرت فجأة في سورة البقرة المدنية ، وإنّها أُضيفت إلى الصلاتين المعتادتين فأصبحت ثلاثة ، ثمّ يفرّع عليها رجحان أنّ ذلك قد تمَّ محاكاةً لصلاة اليهود ( ثقلاه ) التي تقام ثلاث مرّات كلّ يوم .

يرد عليها أنّ التشابه يكون مرّة بعدد الصلوات ، وأُخرى بشكليّة الصلاة مِن قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ وأمثالها ، وثالثة بمضامين الصلاة من قراءات وأذكار ، أمّا الجانب الأوّل فإنّ الصلاة التي شرّعها الإسلام ، هي خمس صلوات وليس ثلاث صلوات ، كما لدى اليهود حسب قول ( فنسنك ) نفسه ، وليست سبعاً كما لدى المسيحيّين وهي : ( صلاة البكور وصلاة الساعة الثالثة ، والسادسة والتاسعة ، والحادية عشرة والثانية عشرة ثمّ صلاة منتصف الليل) .

والصلوات الإسلاميّة الخمسة هذه محدّدة أوقاتها بموجب آيتين قرآنيّتين نزلتا على الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في مكّة المكّرمة وليس في المدينة المنوّرة ، وهما في سورة الإسراء في قوله تعالى :

{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] ، وفي سورة هود في قوله تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114] .

وفي بيان دلالة هاتين الآيتين ، روي عن زرارة مسنداً قال : ( سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عمّا فرض الله عزّ وجل من الصلاة ، فقال : ( خمسَ صلواتٍ في الليلِ والنهار ) ، فقلت : هل سمّاهنّ الله وبيّنهن في كتابه ؟ قال : ( نعم ، قال الله تعالى لنبيّه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78] ودلوكها زوالها ، وفيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات ، سمّاهنّ الله وبيّنهنّ ووقّتهنّ ، وغسق الليل هو انتصافه ، ثم قال تبارك وتعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]  ، فهذه الخامسة ، وقال تبارك وتعالى في ذلك : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] وطَرَفاه : المغرب والغداة {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114] وهي صلاة العشاء الآخرة...) (5) .

وفي تفسير الآية الأولى قال ابن عبّاس والحسن ومجاهد وقتادة : ( دلوكها زوالها ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( عليهما السلام )... وقال الجبائي : غسَق الليل ظُلمته ، وهو وقت العشاء... وقال الحسن : ( لدلوك الشمس ) لزوالها : صلاة الظهر ، وصلاة العصر إلى ( غسق الليل ) صلاة المغرب والعشاء الآخرة ، كأنّه يقول من ذلك الوقت إلى هذا الوقت على ما يُبيّن لك مِن حال الصلوات الأربع ، ثمّ صلاة الفجر ، فأُفرِدت بالذكر )(6).

أمّا الصلاة الوسطى الواردة في سورة البقرة : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] فقد جاء في معنى الآية : الحثّ على مراعاة الصلوات ، ومواقيتهنّ ، وألاّ يقع فيها تضييع وتفريط (7).

وجاء في روايات متعدّدة أنّ الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر ، منها ما رُوي مسنداً عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ( في حديث ) قال : ( وقال تعالى : ( حافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الْوُسْطَى ) وهي صلاة الظهر )(8) .

وعليه فلا يضُرّ أنْ تكون هذه الآية مدنيّة ؛ لأنّها لم تكن بصدد أصل تشريع الصلوات الخمس ، بل جاءت للحثّ على مراعاة الصلوات ومواقيتهن ، وخصوصاً الصلاة الوسطى منهنّ والتي سبَق تشريعها في الآيات المكيّة السالفة الذكر ، وبهذا تبطل دعوى فنسنك : بأنّها أُضيفت في المدينة إلى الصلاتين المعتادتين ، ويبطل أيضا قوله : بأنّها ثلاث صلوات أو ثلاث مرّات ، والتي يفرع عليها دعوى محاكاتها لصلاة اليهود ( ثقلاه ) ، كما يبطل مشابهتها لصلوات المسيحيّين من هذه الناحية لثبوت أنّ الصلوات المشرعة هي خمس وليست ثلاثاً كما عند اليهود ، وليست سبعاً كما لدى المسيحيّين كما أسلفنا .

أمّا الجانبان الثاني والثالث من التشابه المدّعى ففيه : أنّه ورد ( أنّ الأصل في جميع صلوات المسيحيّين إنّما هو الصلاة الربانيّة التي علّمها السيّد المسيح ، والأصل في تلاوتها أنْ يتلوها المصلّي ساجداً ، وقد تكون الصلاة لفظيّة ، بأنْ تُتلى بألفاظٍ منقولة أو مرتجلة ، وتكون عقليّة بأنْ تنوى الألفاظ ويكون الابتهال قلبيّاً محضاً )(9) .

ثمّ يحكي لنا مصدر آخر كيفيّة تطوّر صلواتهم قائلا : ( نشَر [الرهبان] الفرنسسكان عادة ( طريق الصليب ) أو ( مواضعه )، وهي التي تقضي بأنْ يتلو المتعبّد صلوات أمام صورة أو لوحة من لوحات أو صور أربع عشرة ، تمثّل كل منها مرحلة من مراحل آلام المسيح ؛ فكان القساوسة والرهبان والراهبات وبعض العلمانيّين ينشدون أو يتلون أدعية الساعات القانونيّة وهي : أدعية ، وقراءات ، ومزامير ، وترانيم صاغها البندكتيون وغيرهم ، وجمعها ( ألكوين Alcuin ) و( جريجوري السابع ) في كتاب موجز .

وكانت هذه الأدعية تَطرق أبواب السماء... كلّ يوم وليلة في فترات ، بين كلّ واحدة والتي تليها ثلاث ساعات ) (10) .

وعن مضامينها يقول المصدر نفسه : ( وأقدم الصلوات المسيحيّة هما : الصلاة التي مطلعها (أبانا الذي في السماوات) ، والتي مطلعها ( نؤمن بإلهٍ واحد ) ، وقبل أنْ ينتهي القرن الثاني عشر بدأت الصلاة التي مطلعها : ( السلام لك يا مريم ) تتّخذ صيغتها المعروفة ، وكانت هناك غير الصلوات أوراد شعريّة من الثناء والتضرّع ،... وكثيراً ما كانت الصلوات الرسميّة التي تُتلى في الكنائس توجَّه إلى الله الأب ، وكان عدد قليل منها يوجّه إلى الروح القدس ؛ ولكن صلوات الشعب كانت توجّه في الأغلب إلى عيسى ومريم ، والقديسين )(11) .

أمّا صلاة اليهود فقد ورد عنها القول : ( أمّا اليهود فليس في التوراة ما يدلّ دلالةً صريحةً على كيفيّة إقامة الصلاة عندهم ، والظاهر أنّهم إنّما كانوا يتلونها وقوفاً إلاّ في الاحتفالات الكبرى ، حيثُ كانوا يسجدون ، وكان لها ثلاثة أوقات قانونيّة : الصبح والظهر والمساء )(12).

أمّا الصلوات في الإسلام فقد ذكر الفقهاء كيفيّتها ، استناداً على الأدلّة الشرعيّة من القرآن الكريم والسنّة الشريفة فقالوا : (... فهي تتكوّن من ركعات ، والحدّ الأقصى من الركَعَات في الصلاة أربعة ، كصلاة العشاء مثلاً ، والحدّ الأدنى من الركَعَات في الصلوات الواجبة ركعتان كصلاة الصبح ، وفي الصلوات المندوبة ركعة واحدة وهي ركعة الوتر .

وعلى العموم فالرَكَعَات هي : الوحدات والأجزاء الأساسيّة التي تتكوّن منها الصلاة ، ويُستثنى من ذلك الصلاة على الأموات، فإنّها مكوّنة من تكبيرات لا من رَكَعَات ، وليست هي صلاة إلاّ بالاسم فقط )(13) .

وهناك شروط يجب توافرها في كلّ صلاة وهي على قسمين : أحدهما شروط للمصلّي ، والآخر شروط لنفس الصلاة ، وأهمّها أن يكون المصلّي على وضوءٍ وطهارة ، وأنْ يكون بدَنَهُ طاهراً وكذلك ثيابه ، وأنْ يستقبل القبلة ( وهي الكعبة المشرّفة ) وأنْ يقصد بالصلاة القُربة إلى الله تعالى(14) .

وقد وردت روايات كثيرة عن الكيفيّة وعن مضامينها وأجزائها ، وشروط ذكرتها كتب الحديث في باب الصلاة (15) .

بعد هذا الاستعراض نرى بالمقارنة بين الصلوات لدى اليهود ولدى المسيحيّين ، وبين الصلوات في الإسلام وجود اختلافٍ أساسيٍّ بينها ، في العدد وفي الأوقات وفي شكليّاتها ومضامينها . فمِن أين استنتج ( فنسنك ) التشابه الكبير بينها ومحاكاة بعضها لبعض ، وأمثال ذلك في المقولات والدَعَوات الجزافيّة التي لا دليل ولا شاهد عليها ؟

هذا مع العلم أنّنا نلحظ من خلال سَوقنا لِما نُقل عن صلاة اليهود وصلوات المسيحيّين ، أنّ يد التغيير البشريّة قد طالت الأصل، وأحدثت فيه الشيء الكثير ، إذ نجد أنّ مفرداتها ـ وخصوصاً صلوات المسيحيّين ـ غدَت مشبّعة بمبدأ التثليث الذي هو من مقولات الشرك بالله سبحانه وتعالى ، بخلاف مبدأ التوحيد والإخلاص لله وحده لا شريك له في العبادات الإسلاميّة ، الذي تعبّر عنه جميع مفرداتها ، وخصوصاً الصلاة منها التي يشترط فيها كما أسلفنا نيّة التقرّب لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، وهذا ما يؤكّد حقيقة التحريف في الديانتين اليهوديّة والمسيحيّة وفي كتابَيهما التوراة والانجيل ، والتي لا نعدم وجود تشابه في أُصولِهما قبل التحريف بين الأحكام الواردة فيهما والتي لم تنسخ ، وبين نظائرها من الأحكام الواردة في القرآن الكريم والسنة الشريفة ، لأنّها من سراجٍ واحدٍ كما أسلفنا .

ــــــــــــــــــــ

(1) المصدر السابق 14 : 278 .

(2) المصدر السابق 14 : 281 .

(3) المصدر السابق 14 : 282.

(4) المصدر السابق 14 : 286 .

(5) وسائل الشيعة 3 : 5 ، ح1 .

(6) الطوسي ، التبيان 6 : 509 ـ 510 .

(7) الطوسي، التبيان 2 : 275 .

(8) وسائل الشيعة 3 : 14، ح1 .

(9) المعلّم البستاني ، بطرس ، دائرة المعارف 10: 10. مادّة ( الصلاة ) .

(10) ديورانت ، ول ، قصّة الحضارة 16 : 21 ـ 22. فصل الصلاة .

(11) المصدر السابق .

(12) المعلّم البستاني ، بطرس ، دائرة المعارف 10 : 10 مادّة ( الصلاة ) .

(13) لمزيد من التفصيل في أجزاء وكيفيّة الصلوات اليوميّة في الإسلام يراجع : السيّد الصدر ، محمّد باقر ، الفتاوى الواضحة : 258 ـ 260 .

(14) المصدر : 261.

(15) منها : وسائل الشيعة للحرّ العاملي ـ أبواب أفعال الصلاة ـ وبحار الأنوار للمجلسي ـ كتاب الصلاة . وغيرها من كتب الحديث .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.